الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

قطر تصغر في عين الغرب

من غير الوارد أن يمر تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دون إحداث هزة سياسية في قطر، فترامب الذي كان يتحدث في مؤتمر صحافي جمعه بنظيره الفرنسي مانويل ماكرون في واشنطن رفع لهجته هذه المرة تجاه الدوحة ونظامها الحاكم. صحيح أن التصريح كان دبلوماسياً أكثر، لكنه كان واضحاً لمن يتابع الوضع المزري الذي يعيشه الشرق الأوسط بفعل السياسات اللامسؤولة التي تبنتها دول معينة كقطر، والتي استغلت حلم الآخرين وترفّعهم عن كشف الحقيقة بدافع الأخوة والدم الواحد والمصير المشترك، حتى طفح الكيل وحان وقت الحساب، بعد ما بدأت تصغر في أعين الغرب، برغم المحاولات والزيارات المتعددة من القطريين لعواصم صناعة القرار السياسي. في الحقيقة ما عجز السيد ترامب عن الإفصاح عنه أكده وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، في تصريح تناقلته وسائل الإعلام .. ولا تقل أهميته عن تصريح ترامب، فهو وضع النقاط التي حاول السيد ترامب القفز عليها، فقطر هي الدولة الثرية في الخليج، التي صبت زيت الفتنة على نار الحرب السورية، وترامب يدرك تماماً أن عليه الحفاظ على حياة جنوده، بل والتأمين على حياتهم. الخارجية السعودية في بيان الجبير أوضحت ملامح الطريق التي يجب على مسيري الحكم في الدوحة السير عليها، حتى يتجنبوا انهيار نظامهم الذي تحميه أمريكا بقاعدتها العسكرية في العديد، وكذلك عليها أن ترسل قواتها إلى سوريا بديلة عن القوات الأمريكية التي يعتزم ترامب سحبها. من وجهة نظري أن بيان السيد الجبير وضح الفرق بين دول كالسعودية والإمارات، تملك جيوشاً قوية، ويمكنها تشكيل تحالفات سريعة ومتعددة، وبين دولة كقطر يحكمها نظام فاشي، وتحتمي بدول من الممكن أن تسحب حمايتها في غمضة عين. الجبير وجّه رسائل عدة في وجهة نظري، فهو يؤكد أن السعودية ليست كقطر المحمية الأمريكية، وأن السعودية في حال فشل قطر في إرسال قواتها إلى سوريا، أو عجزها عن دفع التزاماتها المالية بخصوص سوريا، فإن السعودية وحلفاءها في المنطقة مستعدون لإرسال قواتهم إلى سوريا، بشكل منفصل أو تحت لواء التحالف الإسلامي، شريطة أن تخرج قطر من المشهد السوري تماماً، لأن وجودها في هذا الملف يعد عائقاً وليس حلاً، وسيكون كذلك حتى يختفي تنظيم الحمدين من الوجود. محلل سياسي [email protected]