الجمعة - 06 ديسمبر 2024
الجمعة - 06 ديسمبر 2024

التوأم الرقمي .. طريقة جديدة لتشخيص وعلاج الأمراض

التوأم الرقمي .. طريقة جديدة لتشخيص وعلاج الأمراض
قالت دراسة علمية حديثة إن استخدام نماذج الكمبيوتر المتقدمة يمكن أن يساعد على تحسين تشخيص الأمراض وعلاجها.

وبحسب دراسة دولية نشرت في دورية Genome Medicine، يمكن استخدام مجموعة من «التوائم الرقمية» لبحث فعالية العلاج واحتمالات الشفاء قبل تجربة الدواء على المريض.

و«التوأم الرقمي» هو برنامج حاسوبي مزود بكل بيانات المريض وتاريخه الصحي. ويستطيع الباحثون تزويده بجميع البيانات الخاصة بالحالة وعمل تحديث عليها، وتجربة التفاعلات الدوائية على ذلك البرنامج، في صورة محاكاة دقيقة قد تسهم في معرفة ما إذا كان الدواء صالحاً لذلك المريض أم لا قبل أن يتناوله.


من أكبر المشاكل في الرعاية الطبية عدم فعالية الأدوية بالنسبة للمرضى، فنحو 40 إلى 70 في المئة من المرضى الذين يعانون الأمراض الشائعة يتناولون أدوية غير فعالة، ولأن الأمراض بمعظمها تعتمد على التفاعلات المتغيرة بين آلاف الجينات في العديد من أنواع الخلايا المختلفة فقد تختلق تلك التفاعلات بين المرضى الذين يعانون المرض نفسه، وبالتالي تصبح الأدوية غير فعالة حتى في حالة المرض الواحد.


قام الفريق العلمي الدولي بمحاولة سد هذه الفجوة من خلال بناء نماذج للأمراض تعتمد على الطريقة التي تتفاعل بها الجينات عبر أنواع كثيرة من الخلايا، يمكن أن تكون تلك النماذج بمثابة «توأم رقمي» لكل مريض على حدة.

ويقوم الأطباء بتزويد البرنامج بالمعلومات الخاصة بكل مريض، فيجري البرنامج محاكاة للأدوية التي قد تسهم بشكل فعال في القضاء على المرض اعتماداً على الظرف الشخصي لحالة كل مريض.

وبدأ الباحثون في بناء التوأم الرقمي لنوع واحد من الأمراض، هو التهاب المفاصل الروماتويدي، ثم قاموا بتجربة البرنامج على فئران التجارب، وأظهر العلماء أن الأدوية التي يقوم البرنامج باختيارها طبقاً لكل حالة تأتي بنتائج إيجابية أكثر من الأدوية التي يختارها الأطباء.

ويقول الباحثون إن «التوأم الرقمي» يمكن استخدامه أيضاً لتوقع الإصابة بالأمراض وليس لتشخيصها أو اختيار الأدوية فقط. ويأمل الباحثون أن تساهم تلك البرامج في رفع العبء الصحي والاقتصادي عن المرضى، والمتمثل في اختيار أو وصف أدوية لا تناسب حالتهم على وجه الدقة.