الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

دراسة: النوم يحسّن الراتب

دراسة: النوم يحسّن الراتب

توفر ساعة النوم الإضافية زيادة طفيفة في الطاقة وتحسناً في المزاج والصحة بشكل عام، لكن كيف يمكن أن يؤثر ذلك أيضاً على الراتب؟

وجدت دراسة نشرت في العام الماضي في مجلة Review of Economics and Statistics أن الموظفين الذين يعيشون في أماكن يحصلون فيها على قسط أكبر من النوم يميلون إلى كسب أموال أكثر من أقرانهم في المناطق التي تقل فيها ساعات النوم.

إحدى النظريات تقول: الموظفون الأكثر راحة هم الأكثر إنتاجية، ويجب تعويضهم بدخل إضافي، هذا ما قاله مؤلف الدراسة، ماثيو جيبسون، الاقتصادي في كلية ويليامز الأمريكية.

وحسب الدراسة يرتبط الأمر بفترة النوم والراحة التي تساعد الموظف على الوصول إلى مكتبه في الوقت المحدد دون تأخير.

أحجية علاقة النوم بالدخل

على المستوى الفردي، الأشخاص الذين يعملون أكثر ويكسبون المزيد من المال ينامون أقل، وبحسب الدراسات فإن أصحاب الدخل المرتفع ينامون أقل من أصحاب الدخل المنخفض لأنهم يقضون وقتاً أطول في العمل مقارنة بغيرهم، وبالتالي تقل ساعات نومهم، بالإضافة إلى ذلك، العمل كثيراً يسبب إجهاداً أكبر، والإجهاد بالتالي يعرقل النوم وهذا سبب آخر.

قلة النوم تسبب التوتر حيث وجدت دراسة في Sleep Health أن قلة النوم ليلاً يتبعها المزيد من التوتر وتشتيت الأفكار في العمل ووجدت دراسات أخرى داعمة أيضاً أن النوم القليل يرتبط بمزيد من الصداع والتوتر في اليوم التالي.

عادات النوم الجيدة يمكن أن تساعد الشخص في الحصول على وظيفة ذات دخل مرتفع، لكن الوظيفة الجديدة قد تكون صعبة ومجهدة لدرجة تحرم الشخص من النوم بشكل كافٍ. وللحصول على ترقية، وحتى دخل أعلى، قد يكون من المفيد إجراء تعديلات للحصول على نوم أفضل من جديد.

بشكل عام، وجدت العديد من الدراسات أن أداء العمل السيئ يتبعه سوء في النوم. على سبيل المثال، يرتكب الأطباء المتعبون المزيد من الأخطاء، ويحصل الطلاب المتعبون على درجات أقل في اختباراتهم، هذا هو الأساس وراء اقتراح تأخير أوقات الدراسة لمنح الأطفال نوماً أفضل وبحيث يرتفع مستواهم الأكاديمي وبالتالي يزيد دخلهم على المدى الطويل.

دراسات أخرى وجدت أن تأخير مواعيد بدء الدراسة إلى الساعة 8:30 صباحاً أو في وقت لاحق من شأنه أن يساهم بمبلغ 83 مليار دولار في الاقتصاد الأمريكي خلال عقد من الزمن.

ستأتي المكاسب جزئياً من خلال انخفاض حوادث السيارات، وتخفيض تكاليف الوفيات والإنتاجية مدى الحياة. وسيكون المساهم الآخر هو زيادة أرباح الطلاب لاحقاً في حياتهم بعد نتائج مدرسية أفضل.

بالطبع، يمكن للعديد من العوامل الأخرى إلى جانب وقت غروب الشمس أن تؤثر على مقدار نوم الأفراد حيث حددت بعض الدراسات في السنوات الأخيرة تفسيراً وراثياً لسبب نجاح بعض الأشخاص على الرغم من حصولهم على أقل من 8 ساعات من النوم يومياً.

ولكن هناك بعض العوامل الأخرى التي يمكن أن تؤثر على مدة النوم لمنطقة بأكملها. وجدت دراسة للمنطقة الزمنية للمنطقة أن ساعة إضافية من النوم الأسبوعي قد تزيد الأرباح بنسبة 1.1% على المدى القصير وبقدر 5% على المدى الطويل.

قال جيفري شريدر، مؤلف الدراسة وخبير اقتصادي بجامعة كولومبيا: "تعتمد زيادة الدخل على كل شخص في منطقة تنام أكثر".

والفكرة بالمختصر هي أن الاقتصاد بأكمله يعمل بوتيرة أسرع قليلاً عندما يكون الجميع في وضع أفضل.

في النهاية، النوم يمكن أن يكون مهماً لمزاجنا وصحتنا ولأوضاعنا المالية أيضاً.