الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

تقنية جديدة.. خلايا الكبد تمنع رفض الجسم للأعضاء المزروعة

تقنية جديدة.. خلايا الكبد تمنع رفض الجسم للأعضاء المزروعة

يستخدم العلماء عادة الخلايا القادمة من النسيج الدهني أو النخاع العظمي في التجارب العلاجية، بسبب مزاياها المضادة للالتهابات، خصوصاً في حالات زراعة الأعضاء، لكن بحثاً جديداً كشف أن خلايا الكبد قد تكون ذات قيمة أكبر.

واكتشفت الدراسة، المنشورة في مجلة أبحاث زراعة الكبد Liver Transplantation، أن نوعاً من خلايا الكبد يسمى «الخلايا السّدَويّة اللحمية المتوسطية» تتميز بسمات منظمة للمناعة، ما يجعلها أكثر فاعلية من الخلايا المشابهة المستخرجة من النسيج الدهني أو الشحمي ونخاع العظم.

وقد تسهم تلك الخطوة في مواجهة حالات رفض الجسم للعضو المزروع.

وقال جراح زراعة الأعضاء لدى Mayo Clinic الباحث الرئيس في الدراسة رئيس فريق البحث، الدكتور تيموسن تانر: «هذا اكتشاف رائع، مع مراعاة أن الكثير من التجارب الحالية حول العالم تستخدم الخلايا السّدَويّة اللحمية المتوسطية، من نخاع العظم أو النسيج الدهني».

وأضاف: «إذا ثبتت نتائج دراستنا، فستكون هذه الخلايا خياراً مفضلاً لهذه الأنواع من التطبيقات العلاجية».

وتجدر الإشارة إلى أن هذه الخلايا قد تكون لها فائدة كبيرة في علاج نطاق واسع من الأمراض والحالات بخلاف رفض الجسم للأعضاء المزروعة، إذ تمثل أملاً لعلاج أمراض عديدة مثل مرض التهاب الأمعاء وغيره من الأمراض الناتجة عن اضطرابات المناعة داخل الجسم.

وحسب الدراسة، فإن الكبد يعتبر من الأعضاء النشطة من الناحية المناعية، ويحتاج متلقو زراعة الكبد لجرعات أقل كثيراً من الأدوية التي تعمل على تثبيط آلية رفض الجسم للعضو المزروع، مقارنة بالمرضى الذين يتلقون أعضاء أخرى، وهو ما يعزز فكرة أن خلايا الكبد قد تكون الحل لأزمة رفض الجسم للأعضاء المزروعة، لما تتمتع به من صفات فريدة قد تغير طريقة التعامل مع جراحة زراعة الأعضاء، وبالتالي تنقذ حياة مئات الآلاف من المرضى حول العالم.

وأوضح تانر: «كنا مهتمين بهذه الظاهرة طوال هذه الفترة، وكنا ندرس آليات الخواص المحفزة لتحمل الكبد لدى المتلقين، كنا نرى الظاهرة بالفعل ونحاول فهم الأسباب والآليات»، متابعاً: «اكتشفنا في هذا البحث أن خلايا الكبد السّدَويّة اللحمية المتوسطية أكثر فاعلية من نظيراتها من الأنسجة الأخرى في قدرتها على مكافحة ردود الأفعال المناعية للجسم، وهو ما يفسر تحملها لزراعة الكبد بشكل أفضل».

وحسب الباحثين، فإن هذا الكشف قد يفسر أيضاً لماذا تكون حالات رفض الكلى لدى المرضى الذين يخضعون لزراعة الكبد والكلى أقل بنسبة كبيرة من الذين يخضعون لزراعة الكلى فقط.

وقد لوحظت نتائج مشابهة في حالات أخرى من زراعات الأعضاء المتعددة التي تشمل الكَبِد مثل زراعة القلب والكبِد معاً.

وقال تانر: «سنحتاج إلى إجراء مزيد من الأبحاث على البشر لاختبار تفوّق هذه الخلايا في مقاومة الالتهابات».