الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

بعد كثرة التساؤلات.. دراسة تكشف الحقائق حول تصنيع فيروس كورونا

بعد كثرة التساؤلات.. دراسة تكشف الحقائق حول تصنيع فيروس كورونا

بعد انتشار فيروس كورونا الذي صنفته منظمة الصحة العالمية كوباء مؤخراً، تعددت التساؤلات حول ما إذا كان الفيروس مصنّعاً أم لا، إلا أن علماء تمكنوا أخيراً من إنهاء مسألة الجدل بهذا الخصوص.

أكد بحث جديد أن الفيروس التاجي الجديد كوفيد 19، هو نتيجة العملية الطبيعية لتطور هذا النوع من الفيروسات، ولم يتم إنتاجه مخبرياً، بحسب الدراسة الجديدة التي نشرت في مجلة نيترو ميدسن، وأجريت من قبل أستاذة في علم المناعة وعلم الأحياء الدقيقة في معهد سكريبس للأبحاث في لاجولا - كاليفورنيا.

وبحسب كريستيان أندرسن وهو أحد مؤلفي الدراسة، أنهم اعتمدوا على استنتاجاتهم خلال الدراسة من خلال تحليل البيانات الجينية المتاحة في الفيروس.

كما ذكر المؤلفون أنه منذ بداية تفشي الفيروس يحاول الباحثون التعامل مع أصول الفيروس.

وفي البداية ربط الخبراء الفيروس بسوق المأكولات البحرية في ووهان بالصين، في حين أشارت أوراق الدراسة في وقت لاحق إلى أن الفيروس ربما انتشر إلى البشر من الثدييات التي يتم الاتجار بها بشكل غير قانوني.

ولتقييم أصل الفيروس الجديد، قارن الباحثون جينات فيروس سارس مع الفيروسات الأخرى التي تؤثر عادة على الخفافيش وآكل النمل الحرشفي، وفعلوا ذلك باستخدام بيانات التسلسل الجيني التي اكتشفها العلماء الصينيون.

كما قام المؤلفون أيضاً بدراسة البروتينات العالية التي تمتاز الفيروسات التاجية باستخدامها لربط غشاء الخلايا البشرية أو الحيوانية التي تصيبها.

وللشرح أكثر، نظر مؤلفو البحث الجديد في مكونين من بروتينات السنبلة وهو البروتين الذي يلتصق بالخلايا المضيفة السليمة، والتي تسمح للفيروس بأن يفتك بجسم المصاب.

ولترتبط بالخلايا البشرية تحتاج هذه البروتينات إلى مستقبلات على الخلايا البشرية تسمى الإنزيم المحول للأنجيوتنسن 2.

ووجد العلماء أن المجال المرتبط بالمستقبلات لبروتين السنبلة قد تطور لاستهداف الإنزيم بشكل فعال ويثبت أنه نتيجة التطور الطبيعي وليس الهندسة الوراثية.

إضافة إلى ذلك فإن البنية الجزئية للفيروس التاجي المستجد المعروف باسم SARS-CoV-2، أثبتت هذه النتيجة، وكان أكثر تشابهاً مع الفيروسات ذات الصلة بالخفافيش وآكل النمل الحرشفي.

تطور طبيعي وليس تصنيعاً مخبرياً



وبناء على ذلك أكد الباحثون أن الفيروس جاء نتيجة للتطور الطبيعي وليس نتاج هندسة وراثية أو معملية.

ويقول أحد السيناريوهات إن الفيروس تطور في الحيوان ثم انتقل إلى البشر كغيره من الفيروسات التاجية الأخرى كالسارس.

وبالنسبة للفيروس التاجي الجديد كوفيد 19 يعتقد المؤلفون أن الخفافيش على الأرجح هي الناقل الأساسي له، وذلك لأنه يشبه إلى حد بعيد فيروس الخفافيش التاجي.

وأشارت الدراسة إلى أن فيروس كورونا المستجد يشبه في الغالب الفيروسات ذات الصلة الموجودة في الخفافيش وآكل النمل الحرشفي.

ولكن في هذا السيناريو سيكون احتمال تفشي المرض في المستقبل أعلى، لأن السلالة الممرضة للفيروس ستظل متداولة في الحيوانات، ويمكن أن تنتقل مرة أخرى إلى البشر في أي وقت.

أما السيناريو الثاني فهو أن الفيروس غير مسبب للأمراض في الحيوانات ولكنه انتقل إلى البشر وتطور إلى سلالة مسببة للأمراض.

ويدعم هذا السيناريو النظرية التي ترى أن آكل النمل الحرشفي هو المسبب للمرض.

وتقول الدراسة إن الفيروس ربما انتقل مباشرة من هذا الحيوان إلى الإنسان أو عبر وسيط استضاف الفيروس مثل حيواني الزباد أو النمس قبل أن يصل إلى الإنسان.

ووجد الباحثون أن موقع انقسام الفيروس الحالي مشابه لمواقع انقسام سلالات إنفلونزا الطيور، التي ثبت أنها تنتقل بسهولة بين البشر، وربما طور «كورونا المستجد» موقعاً للانقسام الفيروسي في الخلايا البشرية وسرعان ما بدأ الوباء الحالي.