الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

تجربة العمل عن بُعد الرائدة على مستوى الدولة والتطلعات الجديدة

تجربة العمل عن بُعد الرائدة على مستوى الدولة والتطلعات الجديدة

shutterstock

بداية

لا شك في أن الكثير منا قد جرب في الآونة الأخيرة تجربة العمل عن بُعد، التي أثبتت قابليتها للتنفيذ بوقت قياسي، يعكس مستوى التقدم الكبير، وأهمية إدارات تقنية المعلومات ذات الأداء والتطلعات العملية المفيدة في الاستعداد لمثل هذه الأزمات.

البعض لم يغير شيئاً في أنظمته إلا القليل، بينما استغل البعض الآخر فرصة الثلاثة أسابيع في تجهيز نفسه لآلية العمل الجديد.

وساهمت في هذه التجربة العملية الأضخم في التاريخ، إدارات المخاطر والجودة وشؤون الموظفين وغيرها من الإدارات، وعلى رأسها كانت تحركات «الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث» الذكية والمدروسة، ورأس الهرم القيادة الحكيمة، التي لم تدخر جهداً في الداخل والخارج للتصدي لهذا التحدي العالمي الكبير.

مواجهة التحديات

الكثير من التحديات التقنية كانت تواجه الجهات مثل توفير البنية التحتية مزودة بأنظمة مؤمنة وفق أعلى معايير الأمان، والتحدي الثاني قدرة أنظمة الاتصال لدعم واستيعاب أجهزة الموظفين التي ستتصل بالخوادم بشكل آمن، والتحدي الثالث توفير أجهزة لدخول الموظفين إلى هذه الأنظمة، وتوفير أنظمة التواصل، والتحدي الرابع توفير الخدمات الإلكترونية للجمهور لضمان توفير كافة الخدمات دون الحاجة إلى أي زيارة، لكن أثبت عدد كبير من الجهات، وبكل حرفية وإتقان، جاهزيته لهذه المرحلة، ومن أهمها نظام التعلم عن بُعد، الذي أثبت جدارته في زمن قياسي، وهذا ليس بغريب عن دولة الإمارات العربية المتحدة وأبناء زايد.

استفتاء ونتيجته

كشفت هذه التجربة العظيمة الناجحة إلى حد بعيد، أن هناك فوائد كثيرة جداً من هذا كله، وأهمها أن الغالبية ممن خاض التجربة قادر على إنجاز مهامه بشكل تام دون الحاجة إلى الذهاب والبقاء في العمل، ولا شك بأن هناك بعض المهام التي تتطلب الحضور والإشراف المباشر، كالقطاعات المستثناة من «برنامج التعقيم الوطني».

وفي استفتاء في تويتر شارك فيه 1640 شخصاً، كانت النتيجة 62.6% أعرب عن سعادته بالعمل عن بُعد، وأنه خيار ممتاز مع تمكنه من إنجاز مهامه، و25.5% أعرب عن أنه غير مناسب له بسبب طبيعة الوظيفة، وهذه النسبة تقارب الواقع، فقرابة 25% إلى 35% لا يمكن تحويلها إلى عمل عن بُعد، كما أعرب 11.9% عن رغبته في الحضور إلى العمل لسبب أو لآخر.

فوائد العمل عن بُعد

للعمل عن بُعد فوائد كثيرة، ومن أهمها تقليل الزحام في الطرقات، وبالتالي تقليل الضغط النفسي على الموظف، وإنجاز الأعمال بكفاءة أعلى، وهذا ما ظهر من إفادات الكثيرين من مديري التقنية، حيث إن الموظفين على اتصال أكثر عن ذي قبل، وينجزون أكثر، ربما يرجع ذلك إلى عامل الراحة النفسية، والتوفير على المؤسسة ومكاتب الموظفين والخدمات المقدمة في المؤسسة من مواقف وغيرها من تجهيزات، بالنسبة للآباء أصبح لديهم وقت أكثر لقضائه مع عائلاتهم مما يعزز النسيج العائلي.

الشروط والضوابط

من المهم جداً وضع ضوابط للموظفين، وتشديد التركيز على الإنتاجية لا على الحضور والانصراف فقط، فالإنتاجية هنا هي مربط الفرس، وهذا يدخل ضمن تحديد المهام الواضحة لكل موظف قبل تسكينه على العمل عن بُعد منذ البداية، وقد يتم الاشتراط عليه الحضور إلى مكان العمل مرة واحدة في الأسبوع أو الشهر لسبب أو لآخر.

تطلعات العمل عن بُعد

هذه التجربة اختصرت الكثير من رؤى «الاستعداد للخمسين» فبإمكاننا بعد انقضاء هذه الأزمة الصحية العالمية عما قريب، أن نعيد النظر في موضوع العمل عن بُعد، واعتماده على عدة استخدامات، الاستخدام الأول هو إتاحته للموظفين على عدد من أيام كل شهر من 5 أيام إلى 10 أيام، أو تحديد مدة تستخدم طوال العام 45 يوماً كمثال، أو إتاحته عند اللزوم، ويكون بالتنسيق مع مدير القسم، أو إتاحته بشكل كامل مع زيارة أسبوعية أو شهرية للمكتب بشرط تطبيقه ضمن الشروط والضوابط، والمهم جداً أن يتم التمرين على هذا الموضوع بشكل سنوي أو كل 6 أشهر للممارسة ودراسة المتطلبات مثل اختبارات السلامة للدفاع المدني.

خلق عالم جديد من الوظائف

باستخدام مبدأ العمل عن بُعد، فهناك الكثير من الوظائف التي بالإمكان استحداثها للكثير من المهام والاستفادة من القوى العاملة غير المستغلة حتى الآن.