الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

أومواموا شظية سماوية تشبه مركبات المخلوقات الفضائية

أومواموا شظية سماوية تشبه مركبات المخلوقات الفضائية
هل سمعت بالجرم السماوي أومواموا؟ إنه جرم يتم رصده كزائر لمجموعتنا الشمسية من الخارج، وقد حير العلماء منذ ظهوره واكتشافه عام 2017. ويعتقد فريق من الباحثين الآن أن له قصة معقولة يمكنها أن تفسر الشكل الغريب لهذا الجرم وحركاته.

وربما يتذكر من تابع أخبار هذا الجرم عندما كان يتقلب في الفضاء ومن ثم أخذ بالإسراع عند مغادرته نظامنا الشمسي. وقد حدث كل هذا بصورة غريبة جداً لأن خصائص الجاذبية تميل إلى تشكيل معظم الأجرام السماوية لتصبح أكثر كروية، لكن أومواموا لم يخضع لتلك الظروف التي يمكن أن تفسر تسارعه عند خروجه من تأثير الشمس.



وكان من الغريب أيضاً أن علماء فلك مرموقين يتساءلون في حيرة من أمرهم عما إذا كان الزائر الغريب عبارة عن متطفل فضائي اصطناعي، ولم يظهر أي دليل على دعم فرضية المخلوقات الفضائية، لكن اثنين من الباحثين وضعا بعض السيناريوهات من خلال محاكات حاسوبية وخرجا علينا بنظرية يمكن أن تفسر كل الغرابة التي تحيط بأومواموا. وفي تصريح له، شرح دوغلاس لين عالم الفلك في جامعة كاليفورنيا في سانتا كروز هذا الأمر بالقول: «يتمثل هدفنا في الخروج بسيناريو شامل بناء على المبادئ الفيزيائية المفهومة جيداً وللإمساك بكافة أطراف الخيوط المثيرة».


وقال لين المشارك في وضع دراسة جديدة تم نشرها مؤخراً: «لقد أظهرنا أن الأجرام السماوية التي تشبه أومواموا يمكن إنتاجها من خلال الشظايا المنتشرة أثناء التصادمات القريبة لأجسامها الأصلية مع النجوم التي تكون هذه الأجسام في مدارها، ومن ثم يتم قذفها إلى الفضاء الخارجي».

ولتبسيط الأمر أكثر، عندما يسير جرم مثل المذنب أو قرص من الحطام أو حتى كوكب أكبر من الأرض بشكل قريب بما يكفي من إحدى النجوم، من الممكن لقوة الجاذبية لذلك النجم أن تفتت الجرم إلى شظايا ممتدة يتم الرمي بها إلى الفضاء الخارجي في الوقت ذاته.

وأظهر التشكيل الحراري أن الفتات الفضائي من شأنه أن يتعرض للتسخين وصهر أي جليد ليعيد التكثيف حالما يتعمق في الفضاء، وبالتالي يصلب الجرم ليصبح بشكل السيجار.

وتظهر عمليات المحاكاة أن التصادم العنيف للجرم مع نجم بعيد يمكن أن يجففه إلى درجة احتوائه القليل جداً من المركبات الكيميائية المتطايرة التي لا تكف لإنتاج مذنبات ذؤابية، وإنما قد تتركه مع بعض الجليد المائي المدفون.

ويشكل هذا نقطة مهمة لأن الجليد المخفي كان من الممكن تسخينه مع مرور أومواموا من خلال نظامنا الشمسي بما يكفي لإصدار الغازات ويفسر التسارع الغامض للجرم عند مغادرته محيطنا الكوني.

ولعل أكبر إشارة ضمنية للدراسة هي إذا كان ذلك صحيحاً، فإن أومواموا ليس غريباً كما بدا ذلك في البداية. ويقول زهانغ شريك لين في الدراسة: «يفيد اكتشاف أومواموا الضمني بأن الأجرام السماوية الصخرية أكبر بكثير مما كنا نعتقد سابقاً. ففي المتوسط، ينبغي أن لكل نظام كوكبي أن يقذف في المجمل ما يقارب 100 ترليون جرم مثل أومواموا».

وبينما لا تشير النماذج إلى أن أومواموا قد نشأت عن حياة فضائية ذكية، لا يعني ذلك أن أجراماً مثلها لا يمكنها أن تنقل مكونات الحياة حول الكون. ويعتقد بأن المذنبات وغيرها من الأجرام قد تحمل مادة قادرة على توليد الحياة مع مرورها من خلال المناطق القابلة لأن تكون مأهولة وتنثر البذرة فيها عندما تصطدم مع الكواكب، وهذا ما يعرف بنظرية التبذر الشامل panspermia. واختتم زهانغ بالقول: «هذا حقل جديد جداً. باستطاعة هذه الأجرام السماوية أن تقدم أطراف خيوط مهمة عن كيفية تشكل الأنظمة الكوكبية وتطورها».