الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

اكتشاف حيوان منوي يعود لـ100 مليون عام

اكتشاف حيوان منوي يعود لـ100 مليون عام
من المعروف أن القشريات موجودة منذ أكثر من 500 مليون سنة، وتطورت واستقرت في المحيطات والبحيرات وأنهار المياه العذبة، وتم وصف المئات من أنواعها. وعلى الرغم من أن حفرياتها منتشرة وليست نادرة، لكن العينات المحفوظة في العنبر البورمي، والتي اكتشفها العلماء مؤخراً، تُظهر مجموعة من التفاصيل لأعضائها الداخلية، منها الأعضاء التي تُشارك في عملية التكاثر. ومنح ذلك الاكتشاف العلماء فرصة نادرة لمعرفة تطور تلك الأعضاء، والتي شاركت في بقاء ذلك النوع كل هذه المدة على كوكب الأرض.

في السنوات الأخيرة، استخرج العلماء من الكهرمان (الراتنج) مجموعة مذهلة من الحفريات، منها ضفادع وثعابين وجزء من ديناصور. وعلى مدى السنوات الخمس الماضية، تم وصف مئات من الأنواع غير المعروفة سابقاً عُثر عليها في ذلك المكان.

شأنها شأن الحفريات التي عثر العلماء عليها في ذلك المكان، فإن حفرية القشريات الصغيرة ستجبر علماء الأحياء التطورية على إعادة النظر في الفرضيات التقليدية المتعلقة بالعلاقة بين البيئة والتطور.


استخدم العلماء في تلك الدراسة أجهزة الكمبيوتر لإعادة بناء ذلك الكائن الجديد، كما صوروا الحفرية بواسطة الأشعة السينية ثلاثية الأبعاد. وكشفت الصور تفاصيل مذهلة عن تشريح وهيكلة الحيوانات التي تم العثور عليها، بدءاً من أطرافها الصغيرة وحتى أعضائها التناسلية. وفي عينة واحدة من الإناث، اكتشف مؤلف الدراسة «ماتسكي كاراس» حيوانات منوية ناضجة!


وتوفر اكتشافات الحفريات المحفوظة في الكهرمان رؤى غير مسبوقة في مجال الأحياء التطورية. ويقول الباحثون إن تعقيد الجهاز التناسلي في هذه العينات يثير التساؤل حول ما إذا كان الاستثمار في خلايا الحيوانات المنوية وحفظها داخل رحم الأنثى، تمهيداً للتزاوج قد يمثل استراتيجية مستقرة تطورياً منذ قديم الأزل.

وهناك أمر لاحظه الباحثون في تلك الحيوانات المنوية يتعلق بالحجم، حيث تنتج الذكور في معظم الأنواع الحيوانية (ومنها البشر) أعداداً كبيرة من الحيوانات المنوية الصغيرة جداً. لكن، ذلك الحيوان الغريب قرر إنتاج عدد أقل نسبياً من الحيوانات المنوية، لكنها حيوانات منوية عملاقة، فحسبما لاحظ الباحثون، كان طول ذيول الحيوانات المنوية المكتشفة يُقدر بأضعاف مرات طول رأس الحيوان المنوي.

ويرى الباحثون أن استخدام الحيوانات المنوية العملاقة لا يُعد، على الإطلاق، أمراً غير مفهوم بالنسبة للتطور، ولكنه استراتيجية قابلة للتطبيق يمكن أن تمنح ميزة دائمة تمكن الأنواع من البقاء على قيد الحياة لفترات طويلة، إذ يُمكن لتلك الحيوانات البقاء فترة أطول بكثير داخل أرحام الإناث بما يُحسن من عملية التكاثر.