الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

الحكمة تحمي من الوحدة

الحكمة تحمي من الوحدة
على مدى العقود القليلة الماضية، تزايد القلق بشأن الشعور بالوحدة في جميع الأعمار، وخاصة في منتصف العمر وعند كبار السن، وفي دراسة حديثة شملت العديد من الدول، قام باحثون في كلية الطب بجامعة كاليفورنيا سان دييغو وجامعة روما بفحص البالغين في منتصف العمر وكبار السن في مناطق متعددة من العالم ووجدوا أن الوحدة والحكمة لديهما علاقة قوية.

الدراسة التي نُشرت في دورية الشيخوخة والصحة العقلية تشير إلى أن الحكمة قد تكون عاملاً وقائياً ضد الشعور بالوحدة.

إحدى النتائج المهمة من الدراسة هي وجود علاقة عكسية كبيرة بين الوحدة والحكمة. كان الأشخاص الذين حصلوا على درجات أعلى في مقياس الحكمة أقل عزلة والعكس صحيح. حسبما يقول «ديليب جيستا» عميد مركز الشيخوخة الصحية وأستاذ الطب النفسي وعلوم الأعصاب في كلية الطب بجامعة كاليفورنيا في سان دييغو.


«كان الشعور بالوحدة مرتبطاً على الدوام بضعف الصحة العامة وسوء نوعية النوم وقلة السعادة، بينما كان العكس صحيحاً بشكل عام للحكمة.


باستخدام مقياس الوحدة في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس ومقياس سان دييغو للحكمة، فحص الباحثون 4 مجموعات: البالغون الذين تراوح أعمارهم بين 50 و65 عاماً وأولئك الذين تزيد أعمارهم عن 90 عاماً. ووجد الباحثون العلاقة العكسية بين الشعور بالوحدة والحكمة في المجموعات الأربع.

ومن اللافت للنظر أن النتائج المتعلقة بهاتين السمتين كانت متشابهة إلى حد كبير في الثقافات المختلفة للمجموعات.

للحكمة عدة مكونات، مثل التعاطف والرحمة والتأمل الذاتي والتنظيم العاطفي. وجد الباحثون أن التعاطف والرحمة كان لهما أقوى علاقة عكسية بالوحدة. الأشخاص الذين كانوا أكثر تعاطفاً كانوا أقل وحدة.

ويقول ديفيد برينر نائب رئيس جامعة كاليفورنيا في سان دييغو هيلثساينس: «إذا تمكنا من زيادة تعاطف شخص ما، فمن المرجح أن ترتفع الحكمة ومن المرجح أن تنخفض الوحدة».

وتعد الأبحاث التي تدرس كيفية تقليل الشعور بالوحدة مع تقدم العمر حاسمة في التدخلات الفعالة ومستقبل الرعاية الصحية.

وتشير نتائج تلك الدراسة إلى أنه يمكن أن تتركز طرق العلاج للشعور بالوحدة على زيادة التعاطف للوقاية من الوحدة وإدارتها كجزء لا يتجزأ من الممارسة السريرية.