الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

بعد 100 عام.. علماء يحلون لغز الملاريا الدماغية

بعد 100 عام.. علماء يحلون لغز الملاريا الدماغية
اكتشف العلماء للمرة الأولى، في بحث نُشر في مجلة الأمراض المعدية السريرية، أن الملاريا الدماغية تسبب الموت لدى البالغين من خلال تحفيز الحرمان من الأكسجين في الدماغ.

وقد تساعد العلاجات المتاحة، مثل خفض درجة حرارة الجسم، في إبطاء حرمان الدماغ من الأكسجين لدى مرضى الملاريا الدماغية.

ويقول الباحثون إن أساليب تعزيز بقاء الخلايا العصبية يمكن تجربتها على مرضى الملاريا الدماغية، جنباً إلى جنب مع العلاجات المتاحة حالياً المضادة للملاريا، أملاً في تعزيز قدرة المرضى على البقاء على قيد الحياة.


ويقدّر عدد مُصابي الملاريا في جميع أنحاء العالم في 2019 بنحو 229 مليون حالة، ووصل عدد الوفيات الناتجة عن الملاريا إلى 409 آلاف في العام نفسه.


وتعد الملاريا الدماغية أحد المضاعفات الخطيرة التي تهدد الحياة بسبب الإصابة بعدوى طفيليات المتصورة المنجلية، وهي أكثر أنواع طفيليات الملاريا الخمسة انتشاراً وفتكاً والتي يمكن أن تصيب البشر نتيجة لدغة بعوض الأنوفيليس.

وتقتل الملاريا الدماغية ما يصل إلى 20% من المصابين رغم توفر علاج مضاد للملاريا، بينما تنتشر بعض الآثار العصبية بين الناجين من المرض.

استخدم فريق البحث الموجود في مدرسة لندن لحفظ الصحة وطب المناطق الحارة، ومستشفى إيسبات العام، وجامعة هايدلبرغ، ومركز أبحاث دراسة الملاريا في الهند، تقنيات المسح بالرنين لمراقبة أدمغة المرضى المصابين بالملاريا الدماغية. ويعتبر مركز أبحاث دراسة الملاريا في الهند أحد أهم المواقع التي تجري أبحاث الملاريا وتمولها المعاهد الوطنية الأمريكية للصحة.

ومن خلال مقارنة التغييرات التي تظهر على أدمغة الناجين مع أولئك الذين ماتوا من المرض في فئات عمرية مختلفة، كشفوا أن سبب الموت بين البالغين كان مرتبطاً في الكثير من الأحيان بالحرمان الشديد من الأكسجين، أو نقص الأكسجة.

أما بالنسبة للأطفال، فأكدت الدراسة أن نتائج الأبحاث السابقة في إفريقيا أظهرت أن تورم الدماغ الحاد يؤدي إلى توقف التنفس، وهو السبب الأكثر شيوعاً للوفاة في هذه الفئة العمرية.

يقول الدكتور سام واسمر، المشارك في الدراسة، «إن تأثير الملاريا على الدماغ قد حير العلماء على مدار القرن الماضي، ولكن ظهور التصوير العصبي في المناطق الموبوءة بالملاريا أحدث ثورة في فهمنا، وسمح لنا برؤية ما يحدث داخل أدمغة المرضى».

شملت الدراسة 65 مريضاً مُصاباً بالملاريا الدماغية و26 مريضاً مُصاباً بالملاريا غير المعقدة، والذين كانوا يعالجون في مستشفى إيسبات في روركيلا، الهند.

ووجد فريق البحث أن تورم الدماغ يميل إلى الانخفاض مع تقدم عمر المرضى، وعلى عكس الأطفال لا توجد علاقة بين تورم الدماغ والموت لدى المرضى البالغين من نفس المجموعة.

ويضيف الدكتور سانجيب موهانتي، من مركز أبحاث دراسة الملاريا في الهند: «تشير النتائج إلى احتمالات مُحيرة فيما يتعلق بالعلاجات المضادة للملاريا الدماغية، ونحن نُخطط الآن للقيام بتجارب سريرية لمعرفة ما إذا كانت العلاجات المساعدة لعلاج الحرمان من الأكسجين فعالة لدى البالغين، وإذا نجحت فسوف تكون خطوة مهمة نحو تقليل عدد وفيات أحد أكثر الأمراض فتكاً في العالم».