الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

تأثير الإغلاق المبكر لـ«كوفيد-19» «كان أقل من المتوقع على الهواء»

تأثير الإغلاق المبكر لـ«كوفيد-19» «كان أقل من المتوقع على الهواء»

كشفت دراسة جديدة، أن عمليات الإغلاق الأولى لاحتواء تفشي وباء «كوفيد-19» أحدثت تغييرات ملحوظة في معدلات تلوث الهواء في المناطق الحضرية حول العالم، ولكنها كانت أقل من المتوقع.

فبعد مراجعة البيانات الجديدة لتأثير الطقس والاتجاهات الموسمية لنسب الغازات مثل تقليل انبعاثات ثاني أكسيد النيتروجين من الشتاء إلى الصيف، قام الباحثون بتقييم التغييرات في تركيزات ثاني أكسيد النيتروجين والأوزون والجسيمات الدقيقة (PM2.5) الناتجة عن تغيرات الانبعاثات في 11 مدينة عالمية هي: بكين، ووهان، ميلانو، روما، مدريد، لندن، باريس، برلين، نيويورك، لوس أنجلوس، نيودلهي.

واكتشف فريق العلماء الدولي الذي يقوده خبراء في جامعة برمنغهام أن معدّل انخفاض انبعاثات ثاني أكسيد النيتروجين بسبب الإغلاق كان أقل من المتوقع، وذلك بعد إزالة آثار الطقس. وفي المقابل تسبب الإغلاق في زيادة تركيز الأوزون في المدن.



يعد ثاني أكسيد النيتروجين أحد الملوثات الرئيسية للهواء، ويرتبط كذلك بمشاكل الجهاز التنفسي، وكذلك هو الحال مع الأوزون الذي يضر بالصحة، ويلحق الأضرار بالمحاصيل.


نشر الباحثون نتائج دراستهم في دورية،Science Advances وكشفوا أن تركيز الجسيمات الدقيقة (PM2.5) والتي قد تؤدي إلى تفاقم بعض الحالات الطبية مثل الربو وأمراض القلب، انخفضت في جميع المدن التي شملتها الدراسة باستثناء لندن وباريس.

وقال المؤلف الرئيسي للدراسة وأستاذ الكيمياء الحيوية في جامعة برمنغهام، زونجبو شي: «لقد أتاح الانخفاض السريع وغير المسبوق في النشاط الاقتصادي فرصة فريدة من نوعها لدراسة تأثير التدخلات على جودة الهواء. وساعدت التغيرات في الانبعاثات المرتبطة بالقيود المبكرة للإغلاق إلى حدوث تغيرات مفاجئة في مستويات التلوث، ولكن تأثيرها على جودة الهواء كان أكثر تعقيداً مما نظن، وأقل مما توقعنا».

وأضاف: «تغيرات الطقس قد تحجب التغيرات التي تطرأ على الانبعاثات وعلى جودة الهواء، والأهم من ذلك قدمت دراستنا إطاراً جديداً لتقييم تدخلات تلوث الهواء من خلال فصل تأثيرات الطقس والاتجاهات الموسمية عن تأثير تغيرات الانبعاثات».

وأشار روي هاريسون، المؤلف المشارك في الدراسة، إلى أن انخفاض انبعاث ثاني أكسيد النيتروجين سيكون مفيداً للصحة العامة، موضحاً أن القيود المفروضة على الأنشطة، خاصة حركة المرور، ساعدت على الانخفاض الفوري لانبعاثات ثاني أكسيد النيتروجين في جميع المدن. وإذا بقيت قيود مماثلة سارية فربما سيتوافق المتوسط السنوي لتركيز ثاني أكسيد النيتروجين مع إرشادات منظمة الصحة العالمية حول جودة الهواء.

ووجد الباحثون، حسب ويليام بلوس المؤلف المشارك في الدراسة، زيادة في مستويات الأوزون بسبب الإغلاق في جميع المدن التي شملتها الدراسة. وقال بلوس: هذا ما نتوقعه من كيمياء الهواء، فيما اختلفت معدلات جسيمات الهواء الدقيقة
(PM2.5) من مدينة إلى أخرى، فإن تخفيف إجراءات الإغلاق المستقبلية يتطلب اتباع نهج منظم للتحكم في تلوث الهواء الناتج عن ثاني أكسيد النيتروجين، والأوزون، وجسيمات الهواء الدقيقة، لتحقيق أكبر الفوائد المرجوة نتيجة لتغييرات جودة الهواء على صحة الإنسان.


يعتبر تلوث الهواء أكبر خطر بيئي على صحة الإنسان على مستوى العالم، إذ يتسبب في حدوث 6.7 مليون حالة وفاة كل عام. وحسب تقديرات البنك الدولي، فإن تلوث الهواء يكلف الاقتصاد العالمي نحو 3 تريليونات دولار.