الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

«دواء للجذام» يعالج عدوى «كوفيد-19»

«دواء للجذام» يعالج عدوى «كوفيد-19»

كشفت دراسة جديدة نُشرت يوم الثلاثاء في دورية نيتشر العلمية عن فعالية دواء ضد عدوى كورونا المستخدم.

الدواء؛ المعروف باسم «كلوفاميزينclofamizine » يستخدم حالياً لعلاج الجذام. وقال العلماء إنه عالج عدوى «كوفيد-19» في نماذج الفئران كما منع إصابة الخلايا البشرية داخل المعمل.

حصل عقار كلوفاميزين على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية عام 1986 لعلاج المتفطرة الجذامية البكتيرية -المسبب الرئيسي لمرض الجذام.



ويرتبط ذلك الدواء بالحمض النووي لذلك النوع من البكتيريا، ويقوم بإعاقة عملية تكاثرها عبر تعطيل مركب «الأدينوسين ثلاثي الفوسفات» وهو أحد المركبات التي تُختزن فيها الطاقة داخل الخلايا والتي تستخدمها البكتيريا في عملية التكاثر.


ومن المعروف أن لذلك الدواء خصائص مادة للالتهاب؛ إلا أن آلية تلك الخصائص غير معروفة على وجه الدقة.



وأشار الباحث بقسم الأحياء الدقيقة بكلية الطب في جامعة هونغ كونغ، كواك يانغ يوون -وهو المؤلف الرئيسي لتلك الدراسة- «إن ذلك الدواء قادر على الحد من تكاثر 2 من الفيروسات في فئران التجارب والخلايا البشرية، ولحسن الحظ تلك الفيروسات هي سارس-كوفيد2 وميرس- كوفيد».

وذكر يوون في تصريحات خاصة لـ«الرؤية»، أن الدواء قادر أيضاً على منع تكاثر نفس النوعين من الفيروسات في خطوط الخلايا البشرية وأنسجة الرئة البشرية المزروعة في أطباق داخل المعمل.

حسب الدراسة؛ يقوم ذلك الدواء باستهداف خطوط متعددة في عملية نسخ وتكرار الفيروسات. وهي العملية التي تؤدي لزيادة أعداد الفيروسات داخل الخلايا البشرية ما يجعلها تُسبب الإصابة الوخيمة.

وهذا يعني أن كلوفاميزين يوقف نشاط الفيروس ويخفف من الحمل الفيروسي؛ وهو عامل الحسم في قوة ومدى خطورة الإصابة الفيروسية.

رغم أن كلوفاميزين حصل على الموافقة في الأساس لعلاج الجذام؛ إلا أن هناك العديد من التجارب التي تُجرى عليه لأمراض أخرى متعددة، خاصة الأمراض الرئوية المزمنة، والالتهابات الجلدية في الأفراد الذين يُعانون من نقص المناعة.

وقال يوون، «إن ذلك الدواء أظهر إمكانيات علاجية ضد البكتيريا التي تُصيب الجهاز التنفسي كما أنه يُخفف من الالتهابات الناجمة عن العدوى التنفسية، وهو الأمر الذي دفعنا لتجربته على فئران مُصابة بالفيروس التاجي الجديد».

وحسب الدراسة؛ أدى تناول كلوفاميزين قبل أو بعد التعرض للفيروس إلى تقليل جزيئات الفيروس الموجودة في الرئتين بشكل كبير، وهذا يعني أنه ربما يكون له تأثير وقائي من العدوى.

كما ذكرت الدراسة أن تناول الدواء بشكل مشترك مع مضاد الفيروسات ريمديسيفير حسنا من عملية الحد من تكاثر الفيروس، إذ أدت جرعة منخفضة من كلا الدواءين للتحكم في مستويات الحمل الفيروسي في نماذج الفئران.

واقترح الباحثون أن الدواء قد يكون مرشحاً محتملاً لعلاج المرضى. ولا يزال اختبار الدواء في مراحله الأولية. ولا يُنصح بتناول الدواء أو شرائه بأي طريقة قبل اكتمال التجارب السريرية. إذ لم تُثبت فعالية الدواء لعلاج الحالات البشرية المُصابة بالفيروس.