الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

لماذا يفشل بعض لاعبي كرة القدم في تسديد ضربات الجزاء؟

لماذا يفشل بعض لاعبي كرة القدم في تسديد ضربات الجزاء؟

لماذا يفشل بعض لاعبي كرة القدم في تسديد ضربات الجزاء؟

يحفل تاريخ كرة القدم بالكثير من ضربات الجزاء الضائعة والتي تسببت في خروج الفرق الرياضية الكبرى من نهائيات البطولات المختلفة. ويتردد الكثير من اللاعبين في تنفيذ تلك الضربات حتى لا يتعرضوا لانتقاد الجماهير وسخطهم. لكن ما الذي يجعل لاعب كرة محترف يُضيع ضربة جزاء يفترض أن تكون هدفاً مضموناً.

تناقش دراسة جديدة منشورة في دورية «فرونتير إن كومبيوتر ساينس» تلك الإشكالية. كما تناقش أيضاً الكيفية التي يتحول بها أمر من المفترض أن يكون تسديدة سهلة إلى مهمة ضخمة خاصة عندما تقع آمال ومخاوف أمة بأكملها على أكتاف اللاعب، ما يؤدي إلى «اختناق الدماغ» تحت الضغط.

تعتبر الدراسة الأولى من نوعها في قياس نشاط الدماغ أثناء ضربات الجزاء في بيئة ملعب كرة القدم. حيث وجدت أن الأشخاص الذين خنقوا المناطق النشطة في الدماغ يشاركون في التفكير طويل المدى، ما يشير إلى أنهم كانوا يفكرون في عواقب تفويت ضربة الجزاء.



وقال الباحث في مجال علوم الكمبيوتر والرياضيات بجامعة توينتي الهولندية، والمؤلف الرئيسي لتلك الدراسة، ماكس سلوتر: «إن سلوك الدماغ أثناء تنفيذ ضربة الجزاء يؤثر على نجاح أو فشل تلك الضربة بشكل كبير».


وأضاف سلوتر، «تنشيط المناطق الصحيحة من الدماغ قبل تنفيذ ركلة الجزاء يجعل فرص التسجيل أعلى، لكنه في الوقت نفسه يزيد من الضغط النفسي على اللاعب».

ينقسم الدماغ إلى عدة مناطق منها منطقة في القشرة الحركية المسؤولة عن الحركة. قال سلوتر، «وجد الفريق البحثي أن اللاعبين الذين كانوا قادرين على الأداء تحت الضغط نشَّطوا المناطق ذات الصلة بمهام لعب ضربة الجزاء في الدماغ».

تتوافق هذه النتائج مع نظرية الكفاءة العصبية، والتي تنص على أن أفضل أداء يتم تحقيقه من خلال تنشيط مناطق الدماغ ذات الصلة. وتابع سلوتر، "في مجال كرة القدم يجب أن تكون القشرة الحركية أكثر نشاطاً بينما يجب أن تكون قشرة الفص الجبهي ذات الصلة بالإلهاء والقلق أقل نشاطاً.

قام سلوتر وزملاؤه بتجنيد 22 متطوعاً لتنفيذ ضربات الجزاء وقياس نشاط الدماغ باستخدام تقنية التحليل الطيفي للأشعة تحت الحمراء الوظيفية (fNIRS). تتضمن تلك التقنية ارتداء سماعة رأس، يمكنها قياس نشاط الدماغ أثناء الحركة.

حاول المتطوعون تسجيل ركلات الجزاء تحت ظروف ضغط مختلفة: مرمى مفتوح دون حارس أو ضد حارس مرمى ودود، أو في حالة الضغط العصبي الكبير حيث حاول حارس المرمى تشتيت انتباه اللاعب واستفزازه إلى أقصى درجة.

ووجد الباحثون أن اللاعبين الذين تمكنوا من الأداء تحت الضغط نشَّطوا مناطق ذات صلة بالمهام في الدماغ. فعلى سبيل المثال، كان التنشيط المتزايد للقشرة الحركية مرتبطاً بالأداء تحت الضغط. يبدو هذا منطقياً، حيث إن الحركة هي أحد أهم العناصر عند تنفيذ ضربة الجزاء.

بالنسبة للاعبين الذين يميلون إلى الشعور بمزيد من القلق وفقدان ضربة الجزاء وعدم تسجيل الأهداف كانت منطقة أخرى من الدماغ أكثر نشاطاً - القشرة الأمامية. تشارك تلك المنطقة الدماغية في التفكير طويل المدى، ما يشير إلى أن هؤلاء اللاعبين كانوا يفكرون في عواقب تفويت ضربة الجزاء، ما أضعف أداءهم.

اللافت للنظر أن الباحثين يعتقدون أن تقنية fNIRS يمكن أن تساعد اللاعبين على الأداء بشكل أفضل تحت الضغط من خلال السماح لهم بمعرفة كيف تتصرف أدمغتهم.

ومن المثير للاهتمام أن هذه التقنية يمكن أن تكون مفيدة أيضاً للمهن الأخرى حيث يكون الأداء تحت ضغط مرتفع أمراً مهماً، مثل الجراحين في مجال الطب وضباط الشرطة وغيرها من المهن التي يتعرض خلالها الإنسان لضغوط عصبية كبيرة.