الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

الإنكار

الإنكار

عادة ما يرتبط الإنكار برفض أو تجاهل حالة معينة، أو التفكير أو الاعتقاد بأن الأمور «ليست على ما هي عليه فعلاً»، ولكن الإنكار يشمل في الواقع أكثر من ذلك بكثير؛ إنه التفكير المقنع بالتمني، وغضّ الطرف عن الواقع، والانسحاب، وتلك بعض الأساليب الخفية لعدم رغبتنا في قبول «الواقع» في حياتنا.

وبشكل أكثر تحديداً، يشمل الإنكار أشياء مثل عدم الاعتراف لأنفسنا بأن الزوج يعاني من مشكلة إدمان خطيرة مثلاً؛ أو نتجاهل مشكلة صحية متكررة؛ أو نتجنب الأعمال التجارية أو المسائل المالية الجادة؛ وألّا نتقبل أن طفلنا يعاني من مشاكل اجتماعية؛ وعدم الاعتراف بفقدان الأداء الجيد في أنشطتنا المفضلة.

مهما كان شكله أو أسلوبه، فإن الإنكار محفوف بمخاطر تؤثر سلباً على سعادتنا ورفاهيتنا.



ولا فرق سواء كان إنكارنا مقصوداً أم لا، عندما ننكر «حقيقة» مشاكلنا وقضايانا المقلقة يصبح من الصعب التعامل معها لاحقاً.


والأهم من ذلك، يمنعنا الإنكار من اتخاذ الخيارات واتباع المسارات التي يمكن أن تخفف من المشكلات ذاتها التي ننكرها.

لماذا؟ لأننا عادة لا نستطيع «رؤيتها»!

وبالتالي، فمن الأفضل أن نتخلى عن الإنكار!

لكن الشيء الوحيد الذي لا يمكن إنكاره هو أنه من الصعب للغاية التغلب على الإنكار. في معظم الحالات، ويوجد سببان مترابطان لهذا:

جهلنا أو قلة وعينا بـ«الواقع»، وعدم رغبتنا أو عدم قدرتنا على قبول «الواقع».

ومن ثم، للتخلي عن الإنكار، نحتاج أولاً إلى أن نكون على دراية بالواقع الكامن وراء ما يحدث. هل هناك مشكلة؟ ما مقدار خطورتها؟ ما الديناميكية أو السبب والنتيجة؟ وكيف تؤثر علينا أو على الآخرين؟

بمجرد أن ندرك المشكلة أو القضية، نحتاج بعد ذلك إلى قبول واقعها الأساسي، وهذا يعني، رؤيتها دون عاطفة وعلى حقيقتها وأن نعبر عنها بطريقة مختلفة نوعاً ما.

يجب أن نكون قادرين على رؤية «الحقيقة» ومن ثم نتحلى بالشجاعة الكافية للتصرف بناءً عليها.

ومن المهم جداً ألّا يعني هذا أننا بحاجة إلى الإعجاب بمثل هذه الأشياء أو الموافقة عليها، بل مجرد رؤيتها على حقيقتها وإدراك أننا عاجزون فعلياً عن تغييرها.

لسوء الحظ، غالباً ما يتطلب الأمر إزعاجاً كبيراً قبل أن نبدأ في التعرف على التغييرات التي نحتاج إلى إجرائها. ولا بد أيضاً إلى مساعدة وإرشاد الآخرين - بما فيهم الأصدقاء والموجهون والمعالجون - للمساعدة في تسليط الضوء على المشكلة. كما أن سماع وقراءة قصص قبول الآخرين يمكن أن يساعد أيضاً.

في النهاية، التخلي عن الإنكار هو عملية تدريجية من «الوعي واليقظة»، وعندما نبدأ في اختبار فوائد قبول الحياة كما هي، يصبح التخلي عن الإنكار أسهل بكثير.