الثلاثاء - 19 مارس 2024
الثلاثاء - 19 مارس 2024

الكلاب مهيأة بيولوجياً للتواصل مع البشر

الكلاب مهيأة بيولوجياً للتواصل مع البشر

يعرف أيّ شخص يتفاعل مع الكلاب أن تلك المخلوقات تتمتع بقدرة مذهلة على التفاعل مع البشر. يتصور الجميع أن تلك القدرات ربما تكون مكتسبة بالتدريب، إلا أن دراسة جديدة نُشرت نتائجها في دورية كارنت بيولوجي، تقول إن الكلاب الصغيرة -الجراء- تمتلك تلك القدرة دون سابق تدريب. ما يعنى أن حب الجراء للبشر أمر مُكتسب بالغريزة، أو الجينات.

وبحسب تلك الدراسة، تُظهر الكلاب منذ الصغر مهارات اجتماعية شبيهة بالبشر. وبحسب الباحثة في جامعة أريزونا، والمؤلفة الأولى لتلك الدراسة، إميلي إي براى فإن تلك المهارات «لها مكون وراثي قوي».


وتقول براى في تصريحات خاصة لـ«الرؤية»: «إن الكلاب تُولد وهي تمتلك تلك المهارات، وبالتالي فربما تكون الجراء اكتسبت مهاراتها الاجتماعية بسبب "عوامل وراثية متعلقة بتدجين الكلاب منذ آلاف السنين".



وتظهر الدراسة أن الجراء سوف تمتلك نظرة اجتماعية «بشرية» كما أنها تستخدم بنجاح المعلومات التي يقدمها الإنسان في سياق اجتماعي.


فعلى سبيل المثال، يُمكن للجراء اتباع الإشارات البشرية للعثور على الطعام، كما أنها تتبع التعليمات البشرية حتى قبل أن يتم تدريبها على النحول الأمثل. وتشير كل هذه النتائج إلى أن الكلاب «مهيأة بيولوجياً للتواصل مع البشر».

وتظهر النتائج أيضاً قدرة الجراء على فهم الإيماءات البشرية، ونظرات الإنسان كما يُمكنها التواصل بصرياً مع البشر.

وتقول براي إن النتائج قد تشير إلى جزء مهم من قصة التدجين، فربما اختار أسلافنا تدجين الكلاب لأن لديها ميل فطري للتواصل مع جنسنا، وبالتالي فضل الإنسان القديم استخدامها واختارها من بين مجموعة واسعة من الحيوانات الشبيهة كالذئاب.

وتضيف براي أنها أرادت -من خلال تلك الدراسة- معالجة سؤال استعصى على العلماء حتى الآن؛ «هل السمات المعرفية الاجتماعية في الكلاب قابلة للتوريث؟». تشير الباحثة إلى أن الفرصة لإجابة ذلك التساؤل كانت مثالية؛ «بسبب وصولنا إلى مجموعة من مئات الكلاب، في نفس العمر المبكر مع تاريخ تربية مشابه للغاية حتى تلك النقطة ونسب معروف يعود إلى عدة أجيال».

وتؤكد براي على أن السمات المعرفية الاجتماعية في الكلاب قابلة للتوريث بالفعل من جيل إلى آخر.