الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

الجسم السليم في النوم السيلم

الجسم السليم في النوم السيلم

على الرغم من الروابط المعروفة بين قلة النوم والصحة السيئة، فإن الحصول على قسط كافٍ من النوم الجيد أصبح رفاهية في المجتمع الحديث. فالجميع يعمل لساعات طويلة؛ ونمط الحياة السريع يجعل من الصعب على المرء الحصول على قسط وافر وكافٍ من النوم المتصل.

لكن دراسة جديدة، نُشرت في المجلة البريطانية للطب الرياضي، تحمل بعض الأخبار المشجعة.

فقد وجد الباحثون أن القيام بما يكفي من النشاط البدني؛ بما في ذلك ممارسة الرياضة مثل الجري أو الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية، قد يقاوم بعض الآثار الصحية الضارة لأنماط النوم غير الصحية.



وتشير النتائج إلى أن أولئك الذين يعانون تدني جودة النوم والذين يمارسون الرياضة بشكل أقل كانوا أكثر عرضة للوفاة من أمراض القلب والسكتة الدماغية والسرطان، ما دفع الباحثين إلى اقتراح وجود تآزر محتمل بين النشاطين.


يرتبط كل من قلة النشاط البدني وقلة النوم بشكل مستقل بزيادة خطر الوفاة، وأمراض القلب، والأوعية الدموية، والسرطان. لكن ليس من الواضح ما إذا كان من الممكن أن يكون لهما تأثير مشترك على الصحة.

لاستكشاف هذا الأمر بشكل أكبر، اعتمد الباحثون على المعلومات التي قدمها أكثر من 380 ألف من الرجال والنساء في منتصف العمر (متوسط العمر 55) في المملكة المتحدة.

قدم المشاركون معلومات عن مستويات نشاطهم البدني الأسبوعي الطبيعي، والتي تم قياسها في دقائق التمثيل الغذائي المكافئ للمهمة والتي تعادل تقريباً كمية الطاقة (السعرات الحرارية) التي يتم إنفاقها في الدقيقة من النشاط البدني.

على سبيل المثال، 600 دقيقة من التمارين الرياضية في الأسبوع تعادل 150 دقيقة من النشاط المعتدل الشدة، أو 75 دقيقة من النشاط البدني القوي أسبوعياً.

تم تصنيف مستويات النشاط البدني على النحو التالي: عالٍ (1200 دقيقة أو أكثر كل أسبوع)؛ متوسط (من 600 إلى أقل من 1200)؛ أو منخفض (1 إلى أقل من 600).

وتم تصنيف جودة النوم باستخدام درجة نوم 0-5 مشتقة من النمط الزمني: صحي (4+)؛ متوسط (2-3)؛ أو فقير .(0-1)

تتبعت الدراسة صحة المشاركين لمدة 11 عاماً حتى مايو 2020 أو الوفاة، لتقييم خطر الوفاة لأي سبب وكذلك من جميع أنواع أمراض القلب والأوعية الدموية؛ مرض القلب التاجي؛ السكتة الدماغية؛ جميع أنواع السرطان وسرطان الرئة.

توفي 15503 مشاركاً، 4095 منهم نتيجة نوع من أمراض القلب والأوعية الدموية و9064 من جميع أنواع السرطان. و توفي 1932 بسبب أمراض القلب التاجية، و359 من سكتة دماغية (نزفية)، و450 من جلطة دموية و1595 من سرطان الرئة.

كان نحو 223445 (59%) من المشاركين في مجموعة النشاط البدني العالي؛ 57771 (15%) في المجموعة المتوسطة؛ 39298 (10%) في المجموعة المنخفضة؛ و59، 541 (16%) في فئة النشاط البدني غير المعتدل إلى القوي.

كان لدى أكثر من نصف المشاركين (56%) نمط نوم صحي؛ تم تصنيف 42% على أنهم يتمتعون بنوم متوسط الجودة؛ و3% تم تصنيفهم على أنهم يعانون ضعفاً في النوم.

أولئك الذين كانوا أصغر سناً، وفي مجموعة النساء، وأكثر نحافة، وأفضل حالاً من الناحية المالية، وأكلوا المزيد من الفاكهة والخضراوات، وقضوا وقتاً أقل من يومهم جالسين، ولم يكن لديهم مشاكل في الصحة العقلية، ولم يدخنوا أبداً، ولم يعملوا في مناوبات، وشربوا كحولاً أقل وكانوا أكثر نشاطاً بدنياً. تم تصنيفهم على درجة أعلى في مقياس النوم.

ولاحظ الباحثون أنه كلما انخفضت درجة النوم، زادت مخاطر الوفاة من أي سبب، من جميع أنواع أمراض القلب والأوعية الدموية، والسكتة الدماغية؛ بالمقارنة مع أولئك الذين لديهم نشاط بدني مرتفع ودرجة نوم صحي جيدة، بينما أولئك في الطرف الآخر من المقياس، مع عدم وجود نشاط بدني معتدل إلى قوي ممزوجٍ مع نمط قلة النوم، ارتفعت لديهم مخاطر الوفاة من أي سبب (57% أعلى).

كما كان لديهم أعلى معدل خطر للوفاة نتيجة أي نوع من أمراض القلب والأوعية الدموية (67% أعلى)، ومن أي نوع من السرطان (45% أعلى)، وسرطان الرئة (91% أعلى).

وأدت المستويات المنخفضة من النشاط البدني إلى تضخيم الارتباطات غير المواتية بين قلة النوم وجميع النتائج الصحية، باستثناء السكتة الدماغية.

خلص الباحثون إلى أن مستويات النشاط البدني المماثلة أو التي تتجاوز توصيات عتبة منظمة الصحة العالمية (600 مهمة أيضية مكافئة دقيقة/ أسبوع) قضت على معظم الارتباطات الضارة بين قلة النوم والوفيات.

ويؤكد المؤلف الرئيسي للدراسة «بو-هيو هانج» في تصريحات خاصة لـ«الرؤية» أن الخمول البدني يزيد من المخاطر الصحية لأنماط النوم السيئة فـ"المخاطر الصحية الناجمة عن قلة النشاط البدني وقلة النوم مجتمعة أكبر من مجموع المخاطر المنفصلة لسوء النوم وقلة النشاط البدني".

ويشير «هانج» إلى أن عدد ساعات النوم يُمكن أن يكون مجزأً -أي يُمكن أن نحصل عليه من نمط نوم على مدار اليوم على مرتين مثلًا- فـ "لا يوجد دليل علمي كافٍ على أن أنماط النوم المجزأة يُمكن أن تُسبب مشكلة، لذلك الهدف الجيد هو محاولة تجميع هذه الكميات من النوم بأي طريقة ممكنة".

ويأمل «هانج» أن يحافظ هؤلاء الذين تقل ساعات نومهم عن المدة الموصى بها الانخراط في نشاط بدني لعكس المسارات البيولوجية الضارة والتخفيف من آثار قلة النوم.