الثلاثاء - 19 مارس 2024
الثلاثاء - 19 مارس 2024

متلازمة المحتال.. أنا لا أستحق نجاحي

متلازمة المحتال.. أنا لا أستحق نجاحي
شعرت إحدى مريضات طبيبة الأمراض النفسية «شيفالي باترا» بأنها لا تتمتع بالكفاءة ومحتالة على الرغم من إنجازاتها فهي معلمة ووالدة لطفلين ناجحين في المدرسة، وذكرت أنها تشعر أحياناً بالاستياء والغضب وتكره قضاء الوقت في رعاية الأطفال في المنزل، وقد أثارت هذه الأفكار الشعور بالذنب، ما جعلها تعتقد فيما بعد أنها نصابة ومحتالة.

هذا الشعور بأنك لا تستحق الثناء أو أنك لست جديراً بالنجاح حتى عندما تعمل بجد هو شعور يطارد الكثيرين. بينت بعض الدراسات أن 70% من الناس في العالم يعانون الخوف من اكتشاف أنهم محتالون على الرغم من الأدلة الوافرة على كفاءتهم. ويطلق الخبراء على هذه الحالة "متلازمة المحتال" ويعاني منها حتى الشخصيات المعروفة والناجحة مثل السيدة الأمريكية الأولى السابقة ميشيل أوباما والممثل الحائز على جائزة الأوسكار توم هانكس.

ابتكرت عالمتا النفس بولين كلانس وسوزان إيمس هذا المصطلح في أواخر السبعينيات حين لاحظتا أن المتفوقين كانوا مقتنعين بأنهم لا يستحقون الأوسمة التي حصلوا عليها عن جدارة وأن أمرهم سيكشف قريباً. ووفقاً لعالمة النفس ديشا ديزاي يمكن تعريف متلازمة المحتال على أنها: "مشاعر مستمرة من الشك الذاتي والشعور بعدم الكفاءة رغم وجود دليل على النجاح ولا يعدّ مرضاً سريرياً، بل نمط تفكير يمكن أن يضعف تقدير الذات عبر إسناد النجاح إلى الحظ أو أي عامل خارجي بدلاً من مهارة الفرد أو جهده، وينتج عن عوامل عدة مثل التوصيات العائلية والمجتمعية الصارمة والمعايير الجنسانية والنظام الأبوي".


ويتداخل انعدام الثقة أحياناً مع متلازمة المحتال لكنهما مختلفان. يقول عالم النفس هفوفي بهاجواجار: "إن الشخص الذي يفتقر إلى الثقة لا يعاني بالضرورة من متلازمة المحتال. لكن كل شخص يعاني من متلازمة المحتال يفتقر بالتأكيد إلى الثقة بالنفس لدرجة أنه يصف نفسه بأنه محتال ويقلل من شأن كل إنجازاته".


وتعتبر محبة وقبول الذات من الأدوات الأساسية للعلاج، وتشير ديزاي إلى أن وضع جدول بجميع المعالم المهمة في الحياة وليس فقط الإنجازات يساعد على تحدي فكرة أن المريض لا يستحق وليس جيداً بما يكفي. وتضيف أن التواصل مع الأصدقاء والعائلة للتحدث عن الأمر يعالج الشعور بالوحدة أيضاً.

ويرى بهاجواجار أن جذور متلازمة المحتال تكمن في التفكير الخاطئ، لذا يجب أن يبدأ التغيير من هنا عبر استبدال معتقدات الفشل وانعدام الثقة بتقديرات أكثر واقعية للذات من قبيل "أنا إنسان ويحق لي ارتكاب الأخطاء"، أو"أنا بخير كما أنا".