الإقلاع عن التدخين يُبطئ نمو أورام سرطان الرئة

رغم التحذيرات التي تُطلقها منظمة الصحة العالمية والمنظمات الصحية الأخرى؛ ترتفع معدلات التدخين خاصة بين صغار السن والشباب في الدول النامية.

ويظن المدخنون -خاصة كبار السن منهم- أن أوان الإقلاع عن التدخين فات خاصة عند إصابتهم بالأورام السرطانية. وتشير الدراسات العلمية أن نحو نصف المدخنين لا يقلعون عن تلك العادة غير الصحية في حالة إصابتهم بسرطان الرئة ذي الخلايا غير الصغيرة؛ وهو نوع من أنواع السرطانات الذي يرتبط بشكل وثيق بالتدخين، إذ إن أكثر من 80% من المصابين بذلك النوع لديهم تاريخ طويل من التدخين.

غير أن دراسة جديدة نُشرت نتائجها في دورية Annals of internal medicine تؤكد أن الإقلاع عن التدخين بعد تشخيص الإصابة بسرطان الرئة ذي الخلايا غير الصغيرة يُبطئ من نمو الأورام وتطورها ويُقلل من معدل الوفيات.

ويُعد ذلك النوع من السرطان أحد أكثر سرطانات الرئة انتشاراً؛ بنسبة تقترب من 85% وينقسم إلى 3 أنواع مختلفة تتطور جميعها إلى حالات خطيرة للغاية في غضون سنوات قليلة.

وهناك أدلة محدودة على أن الإقلاع عن التدخين قد يُحسن من البقاء على قيد الحياة حال التشخيص بأي نوع من أنواع السرطان؛ غير أن باحثين من الوكالة الدولية لأبحاث السرطان التابعة لمنظمة الصحة العالمية يؤكدون في تلك الدراسة أن الإقلاع عن التدخين يُمكن أن يُحسن البقاء على قيد الحياة.

قام الباحثون في تلك الدراسة بتجنيد 517 بالغاً مدخناً حالياً عند تشخيص إصابتهم بسرطان الرئة ذي الخلايا غير الصغيرة في مراحله المبكرة من موقعين في موسكو، روسيا لتحديد ما إذا كان الإقلاع عن التدخين بعد التشخيص يؤثر على خطر تطور المرض والوفاة.

وتمت متابعتهم لمدة 7 سنوات في المتوسط لتسجيل أي تغييرات في سلوك التدخين، والعلاج، وحالة المرض.

من بين 517 مريضاً كانوا يدخنون عند تشخيص إصابتهم بسرطان الرئة، أقلع أقل من نصفهم عن التدخين (44.5%)، وانتكس عدد قليل جداً منهم.

كان المرضى الذين أقلعوا عن التدخين أكثر عرضة للعيش لفترة أطول بشكل عام (6.6 سنوات مقابل 4.8 سنوات)، ويعيشون لفترة أطول بدون سرطان الرئة (5.7 مقابل 3.9 سنوات) ولديهم وقت أطول حتى الموت بسرطان الرئة (7.9 مقابل 6 سنوات).

وفقاً للمؤلفين، تظهر هذه النتائج أنه حتى بعد تشخيص الإصابة بسرطان الرئة، لا تزال هناك فائدة كبيرة للإقلاع عن التدخين.