الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

الصوم يحارب العدوى ويقي من أمراض المعدة

الصوم يحارب العدوى ويقي من أمراض المعدة
كشفت دراسة جديدة أن الصيام أثناء المرض وخاصة في حالة الإصابة بأنواع مختلفة من البكتيريا المعوية قد يحمل العديد من الفوائد الكبيرة؛ فقد توصل الباحثون في دراسة أجريت على الفئران إلى أن الصيام قد يساعد في درء العدوى. وأضافت الدراسة المنشورة في دورية بلوس باثوجين أن الصيام قبل وأثناء التعرض لبكتيريا السالمونيلا المعوية يحمي الفئران من الإصابة بعدوى كاملة، ويرجع ذلك جزئياً إلى التغيرات في ميكروبات أمعاء الحيوانات.

عندما يصاب الأشخاص أو الحيوانات بعدوى، فغالباً ما يفقدون شهيتهم. ومع ذلك، لا يزال هناك جدل حول ما إذا كان الصيام يحمي العائل من العدوى، أو يزيد من قابليتها للإصابة.

وقال أستاذ طب الصحة العامة والأطفال بجامعة بريتش كولومبيا، فالانس بروس؛ وهو مؤلف الدراسة في تصريحات خاصة لـ«الرؤية»: "وجدت دراستنا على الفئران أن الصيام يمكن أن يمنع الالتهابات البكتيرية المعوية. يتطلب هذا التأثير الوقائي وجود بكتيريا الأمعاء المقيمة النافعة، مما يشير إلى أنه أثناء الصيام، تقوم البكتيريا النافعة -الميكروبات المعوية- بالاستيلاء على أي مغذيات متاحة، ما يؤدي إلى تجويع مسببات الأمراض البكتيرية الغازية".


وأشار الباحث إلى أن التجربة التي أجريت على الفئران وجدت أنه حتى في حالة حدوث عدوى -حالة عدم وجود بكتيريا مقيمة منافسة في الفئران الخالية من الجراثيم- يمكن أن يقلل الصيام من تلف الأنسجة والالتهاب الناجم عن العدوى.


في الدراسة الجديدة، صامت الفئران لمدة 48 ساعة قبل وأثناء العدوى الفموية بنوع من أنواع السالمونيلا المعوية، وهي سبب شائع للأمراض المنقولة بالغذاء لدى البشر.

يوجد العديد من أنواع الصيام؛ منها الصيام المتقطع، وصيام يوم ويوم، والصيام الإسلامي -من الفجر إلى المغرب- فأيّ نوع من أنواع الصيام يُمكن أن يدرأ العدوى؟

وأضاف بروس في تصريحاته لـ«الرؤية»: "الدراسة نظرت في الصيام المطول لعدة أيام؛ وهو نوع من الصيام امتنعت فيه حيوانات التجارب عن تناول الطعام بشكل كامل". إلا أنه أشار إلى أن الصيام قصير الأمد (من الفجر حتى غروب الشمس) يُمكن أن يوفر بعض الحماية ضد التهابات الأمعاء. فمن المحتمل أن يعتمد امتداد الحماية على مدى تحول الجسم إلى حالة الصيام. بمعنى آخر، الصيام من الفجر حتى غروب الشمس ثم تناول 2000 سعرة حرارية أثناء الليل لن يوفر على الأرجح أي حماية إضافية. ومع ذلك، فإن الصيام من الفجر حتى غروب الشمس وتناول سعرات حرارية أقل بكثير أثناء الليل لعدة أيام متتالية سيؤدي إلى حالة صيام أكثر قوة ومن المحتمل أن يوفر المزيد من الحماية.

في الدراسة، قلل الصيام من علامات العدوى البكتيرية مقارنة بالفئران التي تتغذى بانتظام، بما في ذلك القضاء على جميع تلف الأنسجة المعوية والالتهابات. عندما تمت إعادة تغذية الحيوانات الصائمة لمدة يوم واحد بعد صيامها، كانت هناك زيادة كبيرة في أعداد السالمونيلا كما قامت البكتيريا بغزو جدران الأمعاء.

وعلى الرغم من ذلك؛ كان الالتهاب المصاحب لا يزال ضعيفاً مقارنة بالفئران التي تغذت بصورة طبيعية بعد أن أصيبت بالبكتيريا. لكن الصيام لم يؤثر في الفئران التي تعرضت لعدوى السالمونيلا عن طريق الوريد بدلاً من الفم، إذ كانت النتائج مبشرة فقط في حالة وجود العدوى في المعدة لا الدم.

وأكدت الدراسة أن الصيام المُطول يوفر حماية للجسم من أنواع بكتيرية معينة.. لكن؛ هل يُمكن أن توفر ذات العملية حماية من الفيروسات؟

وقال بروس: «إن الدراسة فحصت فقط التأثير على الالتهابات البكتيرية. لكن دراسة أخرى من عام 2016 فحصت مدى تأثير الصيام على استجابة الأنسجة للعدوى الفيروسية الجهازية مقابل الالتهابات البكتيرية. وقد وجد الباحثون أن الصيام يقي من الالتهابات البكتيرية وليس الفيروسية. ومع ذلك، من غير المعروف ما إذا كان الصيام يمكن أن يقي من الفيروسات التي تسبب عدوى الأمعاء على وجه التحديد».

وأظهرت تحليلات الميكروبيومات لدى الفئران تغيرات كبيرة مرتبطة بالصيام والحماية من العدوى.

علاوة على ذلك، لم يوفر الصيام الحماية الكاملة للفئران الخالية من الجراثيم -التي تمت تربيتها لتفتقر إلى الميكروبيوم الطبيعي- من السالمونيلا، ما يشير إلى أن بعض الحماية كانت بسبب تأثير الصيام على الميكروبيوم.

وأكدت التجارب باستخدام نوع آخر من البكتيريا أن تأثير الصيام لم يقتصر على السالمونيلا، حيث شوهدت نتائج مماثلة.

وخلص الباحثون إلى أن هذه البيانات تشير إلى أن الصيام العلاجي أو تقييد السعرات الحرارية لديه القدرة على تعديل أمراض الجهاز الهضمي المعدية وغير المعدية بشكل مفيد.

كما سلط البحث الضوء على الدور المهم الذي يلعبه الطعام في تنظيم التفاعلات بين المضيف ومسببات الأمراض المعوية وميكروبيوم الأمعاء. فعندما يكون الطعام محدوداً، يبدو أن الميكروبيوم يحبس العناصر الغذائية المتبقية، ويمنع مسببات الأمراض من اكتساب الطاقة التي يحتاجونها لإصابة المضيف.

بدأت تلك الدراسة قبل نحو 5 سنوات. ويأمل الباحثون أن تحث نتائجها الباحثين الآخرين على دراسة كيف أن استهداف التغذية في الأمعاء يمكن أن يساعد في منع العدوى والالتهابات. يمكن أن يكون لهذا أيضاً تأثير على كيفية تغذية المرضى الذين يدخلون المستشفى مصابين بالعدوى لموازنة تأثيرات العناصر الغذائية على البكتيريا والجهاز المناعي.