الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

العثور على «كعب أخيل» الخلايا السرطانية

العثور على «كعب أخيل» الخلايا السرطانية
في الميثولوجيا الإغريقية؛ يُشير «كعب أخيل» إلى نقطة الضعف الوحيدة عند أحد الأبطال الأسطوريين. فحين كان أخيل طفلاً، تنبأ العراف بأنه سيموت في معركة. من أجل منع موته، قامت أمه بتغطيسه في نهر ستيكس الذي يمنح قوة لا تقهر للجسد، إلا أنها كانت تحمل الطفل من كعبه، فأصبحت تلك المنطقة -التي لم يصلها الماء السحري- نقطة الضعف في جسد الصغير.

وكما أن لأخيل نقطة ضعف. فللسرطان أيضاً - وخاصة السرطانات الصلبة- نقطة ضعف. كشف عنها الباحثون في جامعة كولومبيا البريطانية في دراسة نُشرت في دورية ساينس أدفانسس.

قالت تلك الدراسة إن نقطة الضعف الرئيسية في الأورام تكمن في إنزيم رئيسي تعتمد عليه الخلايا للتكيف والبقاء على قيد الحياة عندما تكون مستويات الأكسجين منخفضة.


ستساعد النتائج الباحثين على تطوير استراتيجيات علاجية جديدة للحد من تطور الأورام السرطانية الصلبة، والتي تمثل غالبية أنواع الأورام التي تنشأ في الجسم.


تعتمد الأورام الصلبة على إمداد الدم لتوصيل الأكسجين والمواد المغذية لمساعدتها على النمو. مع تقدم الأورام، تصبح هذه الأوعية الدموية غير قادرة على توفير الأكسجين والمواد المغذية لكل جزء من الورم، ما يؤدي إلى وجود مناطق منخفضة الأكسجين. بمرور الوقت، تؤدي هذه البيئة منخفضة الأكسجين إلى تراكم أحماض قاتلة داخل الخلايا السرطانية.

للتغلب على هذا الإجهاد، تتكيف الخلايا عن طريق إطلاق الإنزيمات التي تحيد الظروف الحمضية لبيئتها، مما يسمح للخلايا ليس فقط بالبقاء، ولكن في النهاية تصبح شكلاً أكثر عدوانية من الورم القادر على الانتشار إلى الأعضاء الأخرى. يسمى أحد هذه الإنزيمات بـ«أنهيدراز الكربوني» أو CAIX.

ولأن الخلايا السرطانية على ذلك الإنزيم للبقاء على قيد الحياة، فقد يُشكل في النهاية «كعب أخيل».

فمن خلال تثبيط نشاطه، يمكننا إيقاف نمو الخلايا بشكل فعال، كما يوضح كبير مؤلفي الدراسة الدكتور شوكت ديدهار؛ الأستاذ في كلية الطب بجامعة كولومبيا البريطانية.

وحدد الدكتور ديدهار وزملاؤه في دراسة سابقة مركباً فريداً، يُعرف باسم SLC-0111 -يتم تقييمه حالياً في المرحلة الأولى من التجارب السريرية- كمثبط قوي لإنزيم أنهيدراز الكربوني.

وفي حين أن النماذج ما قبل السريرية لسرطان الثدي والبنكرياس والدماغ أظهرت فاعلية هذا المركب في قمع نمو الورم وانتشاره، فإن الخصائص الخلوية الأخرى تقلل من فاعليته.

في هذه الدراسة، انطلق فريق البحث، لفحص هذه الخصائص الخلوية وتحديد نقاط الضعف الأخرى في إنزيم «أنهيدراز الكربوني» باستخدام أداة قوية تُعرف باسم الشاشة القاتلة الاصطناعية على مستوى الجينوم.

تبحث هذه الأداة في جينات الخلية السرطانية، وتحذف بشكل منهجي جيناً واحداً في كل مرة لتحديد ما إذا كان يمكن قتل خلية سرطانية عن طريق القضاء على إنزيم CAIX مع جين آخر محدد.

وفقاً للدكتور ديدهار، كانت نتائج فحصهم مفاجئة وتشير إلى دور غير متوقع للبروتينات والعمليات التي تتحكم في شكل من أشكال موت الخلايا يسمى «الفيروبتوزيس». يحدث هذا النوع من موت الخلايا عندما يتراكم الحديد ويضعف عملية التمثيل الغذائي للورم وأغشية الخلايا.

وقال الباحثون إن تثبيط ذلك الإنزيم يُمكن أن يدمر الأورام السرطانية في خلال أسابيع؛ ويمنع انتقالها من مكان لأخر. ما سيساعد على شفاء المرضى من الأورام المستعصية على العلاج