الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

اكتشاف أقدم دليل على تسوس الأسنان

اكتشاف أقدم دليل على تسوس الأسنان

وكالات

رئيسيات العصر الأيوسيني عانت من التسوس قبل 54 مليون سنة.. والمرض «ليس حكراً على البشر»

من المعروف أن التسوس يُمكن استخدامه لدراسة التغييرات في النظم الغذائية؛ إذ إن العلاقات المستخلصة بين الطعام والتسوس يُمكن أن تنبئ العلماء بالنظام الغذائي للإنسان. مع ذلك؛ لا يقتصر ذلك المرض على جنسنا البشري؛ فبين الرئيسيات غير البشرية، ينتشر تسوس الأسنان المرتبط بالنظم الغذائية، ما يشير إلى أن هذا المقياس قد يوفر آلية لدراسة النظام الغذائي في سياقات أوسع وعبر الزمن الجيولوجي.

وفي دراسة جديدة نُشرت نتائجها في دورية «ساينس ريبورتس» تظهر أحافير الأسنان التي تنتمي إلى نوع من الرئيسيات التي عاشت في مرحلة ما قبل التاريخ، والتي يعود تاريخها إلى العصر الأيوسيني المبكر (منذ حوالي 54 مليون سنة) أقدم دليل معروف على تسوس الأسنان في الثدييات.


فمن بين 1030 حفرية لأسنان فردية تشمل مقاطع من الأسنان والفك وتم اكتشافها في حوض «بيغورن» الجنوبي في الولايات المتحدة، أظهر 77 سناً (7.48%) تسوس الأسنان.


وتقول الدراسة إن ذلك التسوس حدث على الأرجح بسبب اتباع نظام غذائي غني بالفاكهة أو غيره من الأطعمة الغنية بالسكر كما تشير التغييرات في انتشار تسوس الأسنان بمرور الوقت إلى أن النظام الغذائي للرئيسيات يتأرجح بين الأطعمة ذات المحتوى العالي والسكر المنخفض.

وبحسب ما يقول المؤلف الرئيسي للدراسة «كيجان سيلينج» في تصريحات خاصة لـ«الرؤية» درس الباحثون عينة كبيرة من أحافير الرئيسيات ليجدوا أن العديد من هذه العينات بها تجاويف (أو تسوس) في الأسنان «ليس لديهم فقط تجويف أو 2 ولكن لديهم الكثير من التجاويف مقارنة بالرئيسيات الحية».

وجد الباحثون أيضاً أن تواتر تسوس الأسنان تغير بمرور الوقت في هذه الأنواع. يقول «سيلينج» إن هذا يشير إلى أن النظام الغذائي لهذا الحيوان قد تغير أيضاً بمرور الوقت «وبينما لا نعرف سبب تغير النظام الغذائي على وجه الدقة فقد افترضنا أنه ربما تغير بسبب التنافس مع الحيوانات الأخرى، أو تغير المناخ».

ومن المعروف أن تغير النظام الغذائي حدث بيولوجي مهم للأنواع كما أن له تأثيراً على فهم أشياء مثل المنافسة، والتوسع، والهجرة بين هذه الحيوانات.

لذلك النوع من الدراسات القدرة على إلقاء الضوء على بيئة الحيوانات المنقرضة. إذ إن تسوس الأسنان يمكن أن يوفر معلومات مفيدة لإعادة بناء النظام الغذائي للحيوانات المنقرضة، على سبيل المثال؛ يميل علماء الحفريات إلى دراسة مورفولوجيا الأسنان وتآكل الأسنان للتعرف على النظام الغذائي. إحدى طرق دراسة مورفولوجيا الأسنان هي سلسلة من الطرق المعروفة باسم التحليل الطبوغرافي للأسنان والتي تعالج السطح الإطباقي للسن مثل الخريطة الطبوغرافية، حيث يمكن تطبيق العديد من الخوارزميات لقياس الجوانب الوظيفية ثلاثية الأبعاد للأسنان بما في ذلك الانحناء وشكل السن وطبيعة تكوينه.

لكن.. هل يُمكن أن يكون سبب تسوس الأسنان في هذا العصر القديم هو نفس سبب تسوسها في العصر الحالي؟

يقول «سيلينج»: في حين أننا لا نستطيع أن نكون متأكدين، فمن المحتمل أن نفس الأشياء التي تسبب تسوس الأسنان اليوم كانت ستسببها في الماضي. كما نعلم، فإن النظام الغذائي هو أحد الأسباب الرئيسية للتسوس. إذا أكلنا أطعمة سكرية، فإن البكتيريا الموجودة في فمنا ستستهلك هذا السكر. إن المنتج الثنائي لهذه البكتيريا التي تأكل السكريات شديد الحموضة، ما يؤدي إلى تفكك أنسجة الأسنان ويتسبب في تكوين ثقب في الأسنان. من المحتمل أن يكون هذا هو نفس الشيء الذي حدث لكائنات ما قبل التاريخ.

يعتقد «سيلينج» أن هناك شيئين مثيرين يجب أخذهما من تلك الدراسة وهي أشياء قد لا يعرفها الناس، أولهما هي أن تسوس الأسنان ليس حكراً على البشر. أما الشيء الثاني فهو أن التسوس ليس مرضاً حديثاً. فيمكن أن تعاني الحيوانات أيضاً من تسوس الأسنان، وهو مرض أسنان موجود منذ عدة ملايين من السنين.