الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

المشاعر الفوقية.. إيجابية أم سلبية؟

المشاعر الفوقية.. إيجابية أم سلبية؟

لا بُدّ أنّ معظمنا قد سمع بالمشاعر الفوقية أو ما يُسمّى عواطف ميتا، لكن من المؤكّد أنّنا لا نعرف عنها سوى القليل. لذلك قام فريق مختبر إيموشن آند مينتال هليث بدراسةٍ لاستكشاف التجارب العاطفية للأفراد في حياتهم اليومية، أملاً بأنّ فهمها قد يساعد الأشخاص في تحسين طريقة استجابتهم لها.

صنّف الخبراء في دراستهم المشاعر الفوقية إلى أربعة أنواع: مشاعر «سلبية-سلبية» مثل الشعور بالحرج من الشعور بالحزن، مشاعر «سلبية-إيجابية» مثل الشعور بالذنب للشعور بالسعادة، مشاعر «إيجابية-إيجابية» مثل الشعور بالأمل بعد الشعور بالارتياح، مشاعر «إيجابية-سلبية» مثل الشعور بالرضا بعد الشعور بالغضب.

وخلُصت الدراسة إلى أنّ المشاعر الفوقية من النوع الأوّل «سلبية-سلبية» هي النوع الأكثر شيوعاً، وهذا يعني أنّ الكثير من الأشخاص يشعرون بالغضب والتوتر والضيق من مشاعرهم السلبية على وجه الخصوص، وهؤلاء الأشخاص عانوا من مشاعر اكتئاب أكبر.



ونوّه الخبراء في هذه الدراسة إلى أنّ الشخص الذي يعاني من المشاعر الفوقية من النوع الأوّل ليس بالضرورة أنّه مصاب بالاكتئاب أو سيصاب به، بل قد يكون العكس صحيحاً فقد تؤدي مشاعر الاكتئاب إلى مشاعر «سلبية-سلبية»، أو قد يؤدي سبب آخر إلى كليهما.


وأشارت الدراسة أيضاً إلى أنّ التفكير الزائد بمشاعرنا من شأنه أن يقودنا لمزيد من إطلاق الأحكام السلبية وبالتالي الشعور بمشاعر سلبية، كما أنّ المشاعر الفوقية تجذب انتباهنا لإدراك أنواع المشاعر كلّها في الوقت نفسه.

وأضافت أنّ اختبار الأشخاص للمشاعر الفوقية بشكلٍ مختلفٍ عن الآخرين يتعلّق بكيفية نشأة الشخص وطبيعة البيئة التي نشأ فيها، فإذا نشأ في عائلة تعتبر أنّ المشاعر علامة ضعف من شأن هذا أن يجعله يشعر بسلبية أكبر تجاه مشاعره بشكلٍ عامٍّ.

ولمساعدة الأشخاص على تجاوز مشاعرهم السلبية ينصح الخبراء باللجوء إلى مصادر موثوقة مثل العلاج السلوكي الجدلي (DBT) الذي يُساعد الأشخاص على إدارة المشاعر القاسية والمعقدة، وذلك بتشجيع الفرد على تصنيف عواطفه بالكلمات واكتشاف كيف يختبر تلك المشاعر في عقله وجسده بالإضافة إلى تقدير مشاعره السلبية.

ومن العلاجات الأخرى التي ينصح بها الخبراء العلاج بالقبول والالتزام (ACT)، وهو علاجٌ شائعٌ وفعّالٌ في حالات الاكتئاب، حيث يصف المشاعر السلبية على أنّها ضيوف غير مرغوب بهم، فيمكننا الترحيب بالضيوف دون أن نكون سعداء بهم.

وفي ضوء ما سبق يشدّد الخبراء على أهمية اللجوء لأخصائي الصحة العقلية في حال عدم نجاح تجربة الاستراتيجيات بمفردنا، فالمشاعر السلبية ليست بالأمر السيئ ويجب علينا التحلّي بالمرونة للتعامل معها.