الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

التكنولوجيا تتجاهل الفقراء وكبار السن

التكنولوجيا تتجاهل الفقراء وكبار السن

كبار السن يواجهون صعوبات في التكيف مع التغيرات التكنولوجية. (موقع سولت ستار)

لاقى الأشخاص الذين ولدوا قبل الألفية صعوبة في التكيف مع التغيرات التكنولوجية السريعة والمستمرة، مثل رمز (QR) على الهاتف الذكي، والذي يثبت عمليات الشراء واللقاح وغيرها. كما يمكن لركاب الخطوط الجوية استخدامه لتخطي خطوط التسجيل والحصول على تذكرة مباشرة، ناهيك عن إمكانية اجتياز الحدود وإثبات الجنسية في المستقبل.

ويكمن الهدف من تطور التكنولوجيا في استبدال البشر بالآلات، ما يؤثر سلباً على الكثير من البشر، خاصة الفقراء وكبار السن. كما أن أغلب جوانب التكنولوجيا حالياً تتطلب أجهزة حديثة لا يمكن للفقراء تحمل تكاليفها.

وتستخدم الشركات والحكومات أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا لتغيير جوانب حياتنا، مثل الخدمات المصرفية عبر الإنترنت والآلات التي توفر جميع وسائل الراحة والأموال الافتراضية كعملة البيتكوين التي لا يوجد بنك مركزي أو شخص واحد مسؤول عنها، حيث يمكن إرسالها من مستخدم إلى آخر عبر شبكة خاصة لا تتطلب أي وسيط، ما يسهّل الممارسات غير القانونية وعمليات الاحتيال وغسل الأموال والتهرب الضريبي، حسبما جاء في مقالة نشرها موقع «سولت ستار» (Sault Star).

وتشكل التكنولوجيا تحدياً كبيراً أمام الحكومات نظراً لحاجتها إلى الكهرباء بشكل كبير، حيث يمكن للإرهابيين والدول المعادية والمخترقين أن يجدوا الكثير من نقاط الضعف لتعطيل محطات توليد الطاقة، ما يعني توقف الخدمة الخلوية ومضخات الغاز وإغلاق المحال التجارية.

ولكن تعد الدول النامية أقل تأثراً من هكذا انقطاع، حيث إن التكنولوجيا تحتاج إلى أجهزة حديثة لا يمكن لفقراء الدول النامية تحمل كلفتها في أغلب الأحيان. وأكدت ذلك جائحة كورونا عندما تحولت المدارس إلى التعليم عبر الإنترنت، حيث لم تتمكن أغلب العائلات من تزويد أطفالها بإمكانات الوصول إلى الإنترنت أو الأجهزة المناسبة. كما يعيش بعض الطلاب في مناطق فقيرة لا توجد فيها شبكات «واي فاي».

ومن جهة أخرى، تقدم المستشفيات والشركات والحكومات في كل عام أنظمة حاسوبية جديدة لم يجرِ اختبارها بدقة للتأكد من توافقها مع الأنظمة الحالية، حيث يترتب على الموظفين تصحيح الأخطاء التي يواجهونها. وفي عام 2016 أدخلت كندا نظام (Phoenix) لموظفي الخدمات المدنية، فشهدوا نقصاً في شيكات رواتبهم، علماً بأن كلفة المشروع زادت 540 مليون دولار عن الميزانية، وستبلغ كلفة إصلاحه نحو مليار دولار في عام 2022.