في سان خوسيه بكوستاريكا؛ وُلد العالم الكبير «صمويل آي ستوب» عام 1951 لأبوين مهاجرين من يهود أوروبا الشرقية. وفي عام 1968 التحق بجامعة كاليفورنيا في الولايات المتحدة الأمريكية لدراسة الكيمياء؛ والآن هو أستاذ علوم المواد والكيمياء والطب في جامعة نورث وسترن.
لدى «ستوب» أكثر من 300 بحث منشور تم مراجعتها من قبل الأقران. كما أنه واحد من أكثر من 100 كيميائي تم الاستشهاد بأبحاثهم في العقد الأول من القرن الـ21.
وأمس -الخميس- نشر «ستوب» ورقة علمية جديدة في دورية «ساينس» المرموقة؛ يتناول فيها طريقة جديدة كُلياً لعلاج الشلل عن طريق استخدام «جزيئات راقصة» تعكس آثار الشلل وتصلح الأنسجة.
في هذا الحوار؛ يعرض أستاذ الكيمياء الحيوية «ستوب» -وهو أيضاً عضو منتخب في الأكاديمية الأمريكية للعلوم والفنون- نتيجة بحثه الجديد؛ وأهميته، وسُبل تطبيقه على البشر في المستقبل.
وتاليا نص الحوار:
- في البداية.. ما أهم النتائج التي توصلت إليها في الدراسة الجديدة؟
والحبل الشوكي هو الهيكل الذي يسمح لنا بالإحساس والتحرك عن طريق إرسال إشارات بين الدماغ وبقية الجسم. العلاج الجديد يمكن أن يمنع الشلل بعد إصابة خطيرة من حادث سيارة، أو الإصابات الرياضية، أو الانفجارات؛ أو الشلل الناجم عن الطلقات النارية.
- وكيف سيتم حقن المريض بذلك العلاج؟
- ومم يتكون ذلك العلاج؟
لقد لاحظنا بالفعل أنه نتيجة للحقن، لم تمش الفئران مرة أخرى بعد إصابتها بالشلل فحسب، ولكن من خلال فحص النخاع الشوكي، أثبتنا أن تلك الجزيئات أصلحت بالفعل الحبل الشوكي وكأن الإصابة لم تحدث تقريباً.
- أطلقت على مكونات ذلك الدواء اسم «الجزيئات الراقصة».. فلماذا استخدمت ذلك التعبير؟
ومن المثير للاهتمام، وجدنا في تلك الدراسة أنه يمكننا التحكم في سرعة تحرك الجزيئات عن طريق تغيير هيكلها أو شكلها الخارجي، والأهم من ذلك وجدنا أنه عندما تتحرك الجزيئات بسرعة تكون أكثر فاعلية في عكس الشلل وإصلاح الإصابة في النخاع الشوكي. وهذا اكتشاف جديد تماماً سينطبق على علاجات أخرى للأمراض التي تتضرر فيها الأنسجة؛ مثل الحروق على سبيل المثال.
تقول الدراسة إن الجزيئات تحفز الخلايا على الإصلاح والتجديد كما أن العلاج يخترق الحبل الشوكي ويُحسن أداءه.. فكيف تحدث تلك العملية؟
ترسل الجزيئات إشارات نشطة بيولوجياً لتحفيز الخلايا على الإصلاح والتجديد من خلال 5 طرق رئيسية؛ أولها تجديد محاور التواصل بين الخلايا العصبية؛ ففي حالات الشلل، تفقد الخلايا قدرتها على التواصل مع بعضها. يُحفز الدواء الجديد قدرات الخلايا على التواصل. وثانياً؛ تقوم الجزيئات الراقصة بتجديد وإصلاح النسيج المتندب أي المنطقة التي حدثت فيها الإصابة. والخطوة الثالثة هي إصلاح المايلين؛ والتي تمثل الطبقة التي تساعد في نقل الإشارات الكهربائية العصبية بكفاءة. أما الخطوة الرابعة فهي إصلاح الأوعية الدموية الوظيفية التي تتشكل لتوصيل المغذيات إلى الخلايا في موقع الإصابة. وفي الخطوة الخامسة تقوم الجزيئات بدعم وتجديد المزيد من الخلايا العصبية الحركية.
- كيف بدأت هذه الدراسة؟
- وما الآثار الجانبية لذلك الدواء؟
- ما الأمل الذي تحمله هذه الجزيئات للمصابين بالشلل؟ هل يمكن استخدامه لعلاج جميع أنواع الشلل بما في ذلك الشلل الناجم عن إصابة الحبل الشوكي؟
- منذ متى وأنت تعمل على ذلك الدواء؟ ما الأثر الذي تعتقد أن هذه الدراسة يمكن أن تحدثه؟
- هل يُمكن أن يظهر هذا الدواء قريباً في الأسواق؟
- وكم ستكون كلفة ذلك الدواء؟
- ما الرسالة التي تود أن توجهها للجمهور العام من خلال عملك؟