كشفت شركة «جون دير» (John Deere) الأمريكية في معرض الإلكترونيات الاستهلاكية عن جرّارِ «جون دير آر 8» (John Deere R8) الروبوتي الذي يعمل بطاقة الديزل التقليدية، في حين كشفت شركة «مونارك تراكتور» (Monarch Tractor) عن جرّارِ «مونارك» الكهربائي ذاتي القيادة، مع خططٍ لطرحهما في السوق في وقت لاحق من هذا العام، وفقاً لما ذكره موقع «أوتو ويك» (Autoweek) في مقالة نشرها مؤخراً.
واعتمدت شركة «مونارك» على خبرة شركة «موتيفو» (Motivo) الهندسية لتطوير أولِّ جرّارٍ كهربائي ذاتي القيادة، حيث أفاد برافين بنماتسا، الرئيس التنفيذي لشركة «موتيفو»، بأنَّ ربع انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في العالم تأتي من الزراعة والأنشطة المتعلقة بها، لأنَّ ما ينتج عن جرّارٍ واحد يساوي انبعاثات 14 سيارة، ما يؤكدُّ ضرورةَ المحرك الكهربائي.
كما أنَّ جرارات اليوم تحتاج إلى شخصٍ يقودها، الأمر الذي يزداد صعوبةً مع تقدم الوقت. وأشار بنماتسا إلى أهمية الجرار صغير الحجم، حيث يمكن قيادة جرار «مونارك» بواسطة سائقٍ بشري، أو يمكن تشغيله ذاتياً باستخدام خوارزمياتٍ مبرمجة في دماغ الجرار ذاتي القيادة، فضلاً عن وجود برنامجٍ يمكِّن المزارع من الحصول على خصمٍ يصل إلى 80% إذا سلَّم جراراً قديماً.
وكرَّم المعرضُ شركة «مونارك» بجائزة الابتكار لأول جرارٍ ذكي يعمل بالكهرباء بالكامل، حيث إنَّه يتيح خيار القيادة اليدوية أو الذاتية ويعزز العمليات الحالية للمزارعين ويخفف من نقص العمالة ويزيد من العائدات، كما أنّه يجمع بين الكهربة والأتمتة والتعلم الآلي وتحليل البيانات لوضع معيارٍ جديد في تكنولوجيا الجرارات وقدراتها.
وأمَّا شركة «جون دير»، فتصنع الأدوات الزراعية منذ عام 1837، وعرضت جرَّارها ذاتي القيادة الجديد في معرض الإلكترونيات الاستهلاكية، لكنه كان أكبر بكثير من جرار «مونارك» رغم تشابه دوافع التصنيع. أشارت «جون دير» إلى احتمالية نمو عدد سكان العالم من 8 مليارات إلى 10 مليارات بحلول عام 2050، في الوقت الذي يبلغ فيه متوسط عمر المزارعين 55 عاماً، ما يؤكد أهمية الجرارات ذاتية القيادة.
ويمكن التحكم بجرَّار «آر 8» من خلال الهاتف الذكي، انطلاقاً من بدء تشغيل المحرك إلى تحديد مكان الحرث، كما أنّه يحتوي على ست كاميرات استريو، وإمكانية اكتشاف العوائق بزاوية 360 درجة، والذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، إضافةً إلى مشاركة البيانات في الوقت الفعلي والمراقبة والإدارة عن بُعد.
وعلى الرغم من أنَّ جرارها لا يعمل بالكهرباء، لكن «جون دير» دخلت في شراكةٍ مع شركة «كريسيل» (Kreisel) النمساوية لصناعة السيارات الكهربائية بهدف توفير الطاقة الكهربائية لجميع منتجاتها الزراعية، حيث ذكر بيير غويوت، نائب الرئيس الأول، أنَّ «جون دير» تلتزم بمستقبلٍ خالٍ من الانبعاثات وأنظمة الدفع، كما تستثمر في تقنيات البطاريات وتطورها كنظام دفعٍ وحيد أو هجين للمركبات، ما يشير إلى احتمالية إصدار جرارٍ ذاتي القيادة يعمل بالكهرباء في المستقبل.