الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

أطلس جديد لخلايا الدماغ.. يساعد على علاج «داء هنتنغتون»

أطلس جديد لخلايا الدماغ.. يساعد على علاج «داء هنتنغتون»
في الوقت الذي تشكل فيه الخلايا العصبية والخلايا الدبقية، الخلايا الأكثر عدداً في الدماغ، إلا أن هناك أنواعاً أخرى كثيرة من الخلايا تلعب أدواراً مهمة، من بينها خلايا الأوعية الدموية الدماغية، والتي تنقل الأكسجين والمواد المغذية الأخرى إلى الدماغ.

وأخيراً قام باحثون من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بعمل دراسة لتحليل لهذه الخلايا، قادتهم لمعرفة الاختلافات في خلايا الأوعية الدموية الدماغية لدى الأصحاء، والأشخاص الذين يعانون من مرض هنتنغتون، (مرض وراثي نادر يتسبب في الانهيار التدريجي للخلايا العصبية في الدماغ). وأمام ما توفر من تحليل للخلايا، قاموا بإنشاء أطلس جديد وشامل لأنواع الخلايا الدماغية الوعائية ووظائفها، قالوا إنه يمكنهم من إحراز تقدم في علاج مرض هنتنغتون.

وتقول الدكتورة ميريام هايمان، الأستاذة في قسم علوم الدماغ والمعرفة بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وعضو معهد «بيكوير» للتعلم والذاكرة: «نعتقد أن هذا قد يكون طريقاً واعداً للغاية فى علاج «هنتنغتون»، حيث يمكّننا هذا الأطلس من الوصول بأكثر من طريقة إلى الجهاز العصبي بشكل عام».


على الجانب الآخر يقول مانوليس كيليس، أستاذ علوم الكمبيوتر في مختبر علوم الكمبيوتر والذكاء الاصطناعي التابع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وعضو في معهد برود التابع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وهارفارد، والمؤلف الرئيسي للدراسة، التي نشرتها مجلة «Nature» العلمية: تشكل الخلايا الوعائية الدماغية، شبكة الأوعية الدموية التي توصل الأكسجين والمواد المغذية إلى الدماغ، وأن وجود أي خلل في نظام التوصيل يساهم في تراكم الآثار الضارة التي تظهر في مرض هنتنغتون ومرض الزهايمر وأمراض التنكس العصبي الأخرى، وهذا الأطلس الذي توصلنا إليه يقدم قدراً كبيراً من المعلومات حول وظائف أنواع معينة من الخلايا، بناءً على الجينات التي يتم تشغيلها في تلك الخلايا.


في هذه الدراسة، تمكن فريق معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا من الحصول على أكثر من 100 عينة من أنسجة المخ البشرية بعد الوفاة، و17 عينة من أنسجة المخ السليمة التي تمت إزالتها أثناء الجراحة التي أجريت لعلاج نوبات الصرع، ما مكّن الباحثون من التعرف إلى الاختلافات الموجودة لدى مرضى «هنتنغتون»، كما سمحت لهم بتكبير هذا النوع من الخلايا المركزية بشكل لا يصدق والذي يسهل أمامنا معرفة كل وظائف الدماغ ورأينا الكثير من الخصوصية البشرية.

كما استخدم الباحثون أيضاً الأطلس الجديد لتحليل مجموعة من عينات أنسجة المخ بعد الوفاة، ووجد أن خلايا مرضى هنتنغتون أظهرت العديد من التغييرات في التعبير الجيني مقارنة بالخلايا السليمة، ما يجعله مرضاً مغرياً للعلاجات المحتملة الجديدة وهدفنا بناء خريطة منهجية لوظائف المخ في الصحة والمرض والشيخوخة، ولا يزال هناك الكثير من الرؤى في المستقبل التى ستعتمد على الأطلس الجديد.أ