السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

خبراء: السيارات ذاتية القيادة ناجحة 100% بوجود السائق

أفاد مديرون في قطاع السيارات وخبراء في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بأن السيارات ذاتية القيادة قطعت شوطاً كبيراً في مجال اختبارات السلامة على الطريق في مختلف الظروف الجوية. وأشاروا إلى أن أغلب التجارب دون سائق لا تزال في بيئة محدودة ومعدة مسبقاً، فيما تعمل السيارات بوجود سائق بكفاءة 100% بأقل الأخطاء. وأكدوا أن درجة تطور المستشعرات والمجسات في السيارات ذاتية القيادة، وقدرة النظام على تحويلها إلى بيانات لاتخاذ القرار الصحيح، هما العاملان الحاسمان في تطور هذه التقنية.

وقال الخبراء إن السيارات ذاتية القيادة دون سائق، والتي ما زالت قيد التطوير مزودة بمستشعرات وكاميرات رقمية متطورة لقراءة تغيرات الطقس، مثل درجة الحرارة، هطول الأمطار والضباب.

ولفتوا إلى أن المستشعرات الموجودة على الإطارات وأسطح السيارات توفر لها قراءة صحيحة تمكنها من اتخاذ القرار المناسب، فضلاً عن اتصالها بالأقمار الصناعية عبر نظام GPS، والذي يزودها بالتغيرات المحتملة أولاً بأول.


قال المدير الإقليمي للتسويق في «أستون مارتن» رمزي الأتات، إن السيارات ذاتية القيادة تحقق نجاحاً باهراً في أمريكيا، ولكنها تلزم بوجود سائق خلف المقود.


وأكد أن السيارات ذاتية القيادة متصلة بالأقمار الصناعية عبر نظام GPS الذي يزودها بأحوال الطقس المحدثة والحوادث والعقبات وأي مستجدات على الطريق، فضلاً عن نظام الخرائط المتطور والمستشعرات الحديثة، والتي تمكنها من قراءة أي تغيرات حول السيارة.

وأضاف الأتات أن التجارب أثبتت أن السيارات ذاتية القيادة، وعلى الرغم من وجود سائق خلف المقود أكثر أماناً من السيارات التقليدية، مشيراً إلى أن سيارة مرسيدس تتيح تفعيل خاصية «أوتو درايف» بوجود السائق، ولكنه يجب أن يلمس المقود كل 40 ثانية.

من جانبها، حددت هيئة الإمارات للمواصفات والمقاييس (مواصفات) 4 اشتراطات يجب توافرها في السيارات ذاتية القيادة لتسير في الشوارع بشكل آمن، في مقدمتها البنية التحتية والتكنولوجية المناسبة مثل شبكات الجيل الخامس، والتي تدعم نظام التواصل بين السيارات بشكل أسرع.

وتتضمن قائمة الاشتراطات أيضاً تواصل السيارات مع النظام المروري في الدولة مثل إشارات المرور والحوادث الطارئة، وتوافر الأنظمة الداخلية في السيارة كالاستشعار عن بُعد والرادارات في مختلف الظروف الجوية كالعواصف والأمطار والضباب.

وذكرت الهيئة أن الاشتراط الثالث من اللائحة الفنية للسيارات ذاتية القيادة التي أعلن عنها أخيراً، تطرق إلى مخاطر المركبة أثناء التشغيل وكيفية تعاملها مع الأجسام المحيطة بها على الطريق.

وأضافت الهيئة أن السيارات يجب أن تكون مجهزة بكافة التجهيزات والتكنولوجيا لتجاوز العقبات، مثل الحفاظ على المسرب، وعدم تجاوز الخط الأصفر وتخفيف وزيادة السرعة وتعديل المسار بحسب الحاجة.

من جهته، قال المؤسس والمدير التنفيذي لشركة «أرضية الإبداع» المختصة في تصميم وتطوير أنظمة الروبوت، إبراهيم العبيدلي، إن كفاءة أي نظام خاص بالسيارات ذاتية القيادة يعتمد على «درجة التلخيص»، والذي يعني عدد وكفاءة المستشعرات الموجودة بالسيارة وقدرتها على تحليل البيانات بالسرعة الأمثل واتخاذ القرار المناسب.

وأضاف أن مطوري السيارات ذاتية القيادة حول العالم يختلفون في نوعية المستشعرات ومدى قدرتها على تحليل البيانات التي تصل إلى النظام بسرعة، مشيراً إلى أنه كلما زادت درجة «التلخيص» زادت كفاءة السيارة.

وذكر العبيدلي أن السيارات ذاتية القيادة تعتمد أيضاً على تكنولوجيا تعلم الآلة، إذ إن النظام الإلكتروني للسيارة يمكنها من التعلم من الأخطاء وتخزين المعلومات وإعادة تحليلها.

وأضاف العبيدلي أن السيارة ذاتية القيادة ستعمل في المستقبل في بيئة متكاملة تتناسب مع وظيفتها، من ناحية الطرق الذكية والنظام المروري وشبكات الجيل الخامس التي ستكون العامل الحاسم في تطور هذه التكنولوجيا، فضلاً عن نظام الاتصال بين السيارات، والتي يمكّنها من التحدث مع بعضها.

بدوره، قال خبير التكنولوجيا وأمن المعلومات محمد العبدالله إن العديد من مصنعي السيارات أجروا اختبارات متقدمة على السيارات ذاتية القيادة في طوكيو ودبي وفلوريدا، ولكنها لا تزال في أماكن محدودة ضمن بيئة معدة مسبقاً، إذ لا تزال قضية اتخاذ القرار الصحيح بمختلف الظروف التي قد تطرأ على الطريق قيد التجريب.

وذكر أن أغلب السيارات ذاتية القيادة قادرة على الاتصال بإنترنت الأشياء (IOT)، وهو يمكّن السيارة من قراءة المعلومات الواردة من المجسات والمستشعرات والكاميرات المتطورة من ثم تحويلها إلى بيانات، علماً بأن المستشعرات تستطيع إلى حدٍّ كبير قراءة متغيرات الطقس وتحويلها إلى بيانات عبر خوارزميات معقدة.

من جهته، قال المدير التنفيذي لفولكسفاغن في أبوظبي، عمار الجهماني، إن السيارات ذاتية القيادة تماثل السيارات الحديثة في ناحية التكنولوجيا المستخدمة أثناء الحالات الطارئة، لافتاً إلى أن السيارات الحديثة تحتوي على نظام حساسات أمامية وخلفية وجانبية ورادارات للمسافة والمواقف، وبالتالي فإن السيارات ذاتية القيادة ستسير وفق النظام ذاته.

وأضاف الجهماني أن أنظمة الرادار الأمامية وأنظمة الاستشعار عن بُعد في السيارات ذاتية القيادة، والتي لا تزال قيد التطوير حالياً، تمتلك رادارات أمامية متقدمة تستطيع تثبيت السرعة أثناء الأمطار الغزيرة والعواصف والضباب، كما أنه يمكنها التوقف في الحالات الطارئة بشكل كلي عبر نظام الطوارئ، والذي يحدّث بياناته باستمرار.

وقال الجهماني إن السيارات ذاتية القيادة تعمل وفق نظام السيارات المتصلة، والتي تعتبر المدينة نظاماً متكاملاً متصلاً مع بعضه.