روبوتات بمشاعر في الروايات والأفلام
من منا لا يتذكر الطفل الآلي ديفيد صاحب المشاعر المرهفة في الفيلم الملحمي A.I Artificial Intelligence، والذي لعب دوره هالي جويل أوسمنت عام 2001، أو الروبوت وول-ي WALL•E الذي يقع في حب EVE-uh وغيره الكثير من الأفلام، فالروبوتات في أفلام الخيال العلمي والقصص دائماً ما تصور مرهفة الأحاسيس أما في الحياة الواقعية، فليس لديها أي مشاعر بالطبع.
لكن قد يكون هناك طريقة لتزويد الروبوتات بالمشاعر والأحاسيس، كما يقترح عالما الأعصاب كينغسون مان وأنطونيو داماسيو: ببساطة بناء وتطوير الروبوت وتزويده بالقدرة على الشعور بالمخاطر والنجاة منها، وعندها سيتعين عليه تطوير مشاعر لتوجيه السلوكيات اللازمة لضمان بقائه على قيد الحياة.
تم تصميم الآلات "الذكية" النموذجية لأداء مهمة محددة، مثل تشخيص الأمراض أو قيادة السيارة أو لعب Go أو الفوز في أحد برامج المسابقات لكن هذا النوع من الذكاء لا يشبه الذكاء البشري الأكثر عمومية الذي يمكن توظيفه للتعامل مع شتى أنواع المواقف، وحتى التي يتعرض لها الإنسان لأول مرة، وعليه يسعى الباحثون منذ فترة طويلة لابتكار وصفة سرية تجعل الروبوتات ذكية بطريقة أكثر شمولية.
ومن وجهة نظر مان وداماسيو، فإن المشاعر هي العنصر المفقود لتحقيق هذه المعادلة.
المبدأ البيولوجي للتوازن من شأنه أن يجعل الروبوتات أكثر ذكاء
تنشأ المشاعر من الحاجة إلى البقاء، عندما يحتفظ البشر بروبوت في حالة مثالية (جميع الأسلاك متصلة، كمية مناسبة من التيار الكهربائي، درجة حرارة جيدة)، لا يحتاج الروبوت إلى القلق بشأن الحفاظ على نفسه، وبالتالي تنتفي الحاجة للمشاعر.
تحفز المشاعر الكائنات الحية على البحث عن الحالات المثالية للبقاء على قيد الحياة، ويجب أن تعمل الآلة الذكية من مبدأ إحساسها بضعفها بحثاً عن حلول تقلل من الأخطار التي تهدد وجودها.
مثل هذه الآلة الذكية، يقترح مان وداماسيو، يمكن أن تتعلم، على سبيل المثال، كيف تتوافق حركات الشفاه (الطريقة البصرية) مع الأصوات الصوتية (الطريقة السمعية). وبالتالي يمكن لهذا الروبوت الربط بين المواقف الخارجية من حوله وظروفه الداخلية ـ مشاعره، إذا كان لديه.
إن القدرة على الإحساس لن تكون ذات أهمية ما لم تكن "الآلة" عرضة للخطر نتيجة مهدد حولها.
الروبوتات المصنوعة من المعدن لا تقلق بشأن لسعات البعوض أو عسر الهضم، لكن إن تم بأجهزة استشعار إلكترونية مناسبة، فيمكن للروبوت اكتشاف مثل هذه المخاطر ـ على سبيل المثال، قطع "جلده" الذي يهدد الأجزاء الداخلية له.
قد يتعلم الإنسان الآلي القادر على إدراك المخاطر الوجودية ابتكار طرق جديدة لحماية نفسه، بدلاً من الاعتماد على حلول مبرمجة مسبقاً.
وابتكار قدرات جديدة للحماية قد يؤدي أيضاً إلى تعزيز مهارات التفكير عند الروبوت حسبما يعتقد العالمان، وبالتالي فإن حماية وجوده قد يكون الدافع الذي يحتاج إليه الروبوت لمحاكاة الذكاء العام البشري في النهاية.
يذكرنا هذا الدافع بقوانين الروبوتات الشهيرة التي ذكرها إسحاق أسيموف (قوانين الروبوتية الثلاثة):
يجب على الروبوتات حماية البشر، ويجب على الروبوتات أن تطيع البشر، ويجب على الروبوتات حماية أنفسهم.
قد يبدو هذا الأمر باعثاً على التفاؤل بعض الشيء، ولكن إن كان ممكناً، فربما يكون هناك أمل بمستقبل أفضل.
وفي حال نجح العلماء في غرس التعاطف في الروبوتات، فربما هناك أمل بوجود طريقة للقيام بذلك في البشر أيضاً.