الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

لبيئة عمل أفضل.. يجب الاعتماد على التكنولوجيا

لبيئة عمل أفضل.. يجب الاعتماد على التكنولوجيا

Shutterstock

يبلغ عدد سكان العالم حوالي 7.6 مليار شخص، نصفهم تقريباً متصل بالإنترنت، وبالتالي فإن إمكانية التواصل مع الجميع، وفي أي مكان جعلنا ننجز أعمالنا بشكل مختلف.

ونظراً لأن معظم الشركات تقدم حلولاً عبر إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي، فإن هناك فرصاً هائلة لتحقيق المزيد من التقدم في هذا المجال، إذ إن التكنولوجيا التي رافقت التطور المستمر للممارسات الإدارية، أدت إلى تغيير البيئة التقليدية للعمل المكتبي أيضاً.

ولا تقتصر مساحات العمل في الوقت الحاضر على كونها مجرد مكان للعمل، فمع كل ابتكار جديد، تتحول تلك المساحة إلى حيِّز يمكن من خلاله للموظفين، التعاون والتواصل مع بعضهم بحرية، وبالتالي تعزيز معنويات الموظفين وزيادة إنتاجية مكان العمل.

والسبب الآخر الذي يعزز أهمية التقدم التكنولوجي، هو أن بيئة العمل الحالية أصبحت أكثر تنافسية وتعقيداً مما كانت عليه من قبل.

وفقاً لتقرير ديلويت Deloitte، يستطيع المدير توفير 43 دقيقة شهرياً إذا تمكن من استغلال تقنيات جديدة ومحسنة في أماكن العمل.

في عصرنا اليوم، حيث يقدّر الموظفون التوازن بين العمل والحياة الخاصة أكثر من ذي قبل، فإنهم يفضلون مساحة عمل متقدمة وتفاعلية من الناحية التكنولوجية بدل أن تكون مملة ومثيرة للأعصاب، وتساعد بيئة الاتصال المستمر وإمكانية التواصل الفوري في حل مشكلة الفصل بين الحياة الشخصية والحياة المهنية.

أظهرت دراسة أجرتها CBRE أن حوالي 70% من جيل الألفية يفضل اللجوء إلى العديد من الخيارات التي توفر لهم مكان عمل يتيح الحفاظ على التوازن بين العمل والحياة، ويمكن تحقيق ذلك بسهولة من خلال بيئة العمل التعاونية المعتمدة على التقنية، الأمر الذي جعل عدداً من كبرى الشركات تسعى لتوفير بيئة عمل ذكية تماماً، تُدعى: مكان العمل الرقمي.



دمج إنترنت الأشياء والذكاء الاصطناعي في بيئة العمل

لقد مكّنت الحوسبة السحابية وعقد المؤتمرات عبر شبكة الإنترنت والرسائل الفورية والمذكرات الإلكترونية، من تحسين التواصل في جميع أنحاء العالم وداخل المؤسسات نفسها.

ومن خلال الاستفادة من إنترنت الأشياء وإدماجها في الذكاء الاصطناعي، ستتحول أماكن العمل الآن إلى أماكن أكثر ذكاء وديناميكية وتفاعلية، وقريباً جداً ستصبح الأدوات الذكية، مثل: أجهزة الكمبيوتر المحمولة، والهواتف الذكية، أشياء زائدة عن الحاجة، وسوف تفسح المجال للتعبير عن صوت مساعد منشط، وتكنولوجيا يمكن ارتداؤها، كالنظارات والشرائح المدمجة وأجهزة المعصم المتصلة بإنترنت الأشياء (IoT)، ما يضمن الاتصال السلس بين أقسام العمل والأفراد، وبالتالي خلق بيئة عمل مكتفية ذاتياً.





أتمتة التفضيلات

إن الاستفادة من قدرة الأجهزة القابلة للارتداء، على تبني تفضيلات المرء، سيوفر بيانات شديدة الدقة، من شأنها أن تساعد في إنشاء حلول لأماكن العمل المخصصة لأنماط العمل الفردية، سواء من حيث الإضاءة والتكييف وجودة الهواء، تلقائياً، حسب المهمة التي في متناول اليد وعدد المستخدمين وإعداد العمل.



الواقع الافتراضي

مع التطور المستمر للتكنولوجيا، فإن مستقبل مساحات العمل المزودة بالتكنولوجيا سيكون معززاً بالواقع الافتراضي.

لقد تطور تعريف مساحة العمل لأكثر من كونها «مادية» و «افتراضية»، ولم يعد مكان العمل الافتراضي مجرد حلم مستقبلي، لأن تقنية الواقع الافتراضي باتت تؤدي، بالفعل، دوراً مهماً في إعداد اجتماعات افتراضية، وسيتمكن المرء، قريباً، من وضع سماعات الرأس الافتراضية والوصول إلى الماوس الافتراضي ولوحة المفاتيح والشاشات غير المحدودة، سيكون استخدام الصور الرمزية والصور المرئية ثلاثية الأبعاد والوجود عن بُعد، هو القاعدة الجديدة لعقد الاجتماعات عبر الإنترنت، ما يؤدي أساساً إلى خلق بيئة تعاونية وتفاعلية حقيقية، لم تتمكن مؤتمرات الويب والفيديو من تحقيقها.





سلاسل Blockchain

اختراع بارع، وطالما تمكنت تقنية بلوكتشين من ضبط مشكلات أثارت الفوضى بين الشركات، بدءاً من عمالقة السوق، مثل: أمازون، وصولاً إلى دور النشر، وينطبق الأمر نفسه على عام 2020 بالنسبة لقطاع العمل المشترك، إذ يمكن لـ«بلوكتشين» أداء مهام مختلفة، مثل: إدارة الاتفاقات والمدفوعات، وعمليات الشراء بكفاءة عالية وتتبع أفضل.

لقد أصبحت التكنولوجيا تدريجياً، وقسراً، ضرورة وليست خياراً، وكي تحافظ أي منظمة على استمراريتها في هذا الوقت وهذا العصر من الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، لا بد لها من التكيف مع التطورات التكنولوجية وتلبية احتياجات العملاء ومتطلبات القوى العاملة.