الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

الذكاء الاصطناعي ما بين قراءة المشاعر ومخاطر التمييز العنصري

الذكاء الاصطناعي ما بين قراءة المشاعر ومخاطر التمييز العنصري

GettyImages

حذّر خبراء من أن أنظمة الذكاء الاصطناعي (AI) التي تدعي قدرتها على «قراءة» تعابير الوجه تستند إلى علم عفا عليه الزمن وهي غير موثوقة.

ونقلاً عن «ذا غارديان» البريطانية ذكرت ليزا فيلدمان باريت، أستاذة علم النفس في جامعة نورث إيسترن في بوسطن، أن هذه التقنيات تتجاهل فيما يبدو مجموعة هامة من الأدلة التي تقوّض فكرة أن تعابير الوجه الأساسية موحدة بين كافة الثقافات، ونتيجة لذلك فإن مثل هذه التقنيات تثير القلق لكونها غير موثوقة أو تثير مشاعر التفرقة.

يأتي تحذيرها في الوقت الذي يتم فيه طرح التقنية عبر عدد متزايد من التطبيقات، ففي أكتوبر ادعت شركة يونيليفر أنها وفرت 100000 ساعة من وقت قسم الموارد البشرية العام الماضي من خلال تطبيق مثل هذه البرامج لتحليل المقابلات عبر الفيديو.

يقوم نظام الذكاء الاصطناعي، الذي طورته شركة هاير فو HireVue، بإجراء مسح ضوئي لتعابير وجوه المرشحين ولغة الجسد واختيار الكلمات والإشارات التعبيرية التي يستخدمونها، ومن ثم يقارنها بالسمات المعيارية التي تعتبر أساساً للنجاح الوظيفي.

وتدعي شركة أمازون أن نظام التعرف على الوجوه المعتمد لديها يمكنه اكتشاف 7 مشاعر أساسية: السعادة والحزن والغضب والدهشة والاشمئزاز والهدوء والارتباك.

كما ذكرت تقارير وردت من الاتحاد الأوروبي أنهم يعتمدون برمجيات تجريبية يُزعم أنها قادرة على كشف الخداع من خلال تحليل التعابير الدقيقة في محاولة لتعزيز أمن الحدود.

وأشارت فيلدمان باريت إلى أنه: «استناداً إلى الأدلة العلمية المنشورة، لا ينبغي لنا نشر هذه التقنيات واستخدامها لاتخاذ قرارات مصيرية بشأن حياة الناس». وأضافت: «يعتمد الذكاء الاصطناعي إلى حد كبير على افتراض أن الجميع يعبّر عن المشاعر بالطريقة نفسها، استناداً إلى تقنية قوية للغاية تستخدم للإجابة عن أسئلة بسيطة للغاية»

وفي خطاب لها أمام الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية لتقدم العلوم في سياتل، ذكرت فيلدمان باريت أن فكرة تحليل تعابير الوجه شاعت في الستينات بعدما أجرى عالم نفسي أمريكي يدعى بول إيكمان بحثاً في بابوا غينيا الجديدة يُظهر أن أفراد قبيلة معزولة أعطوا أجوبة مماثلة للأمريكيين عندما طُلب منهم مطابقة صور لأشخاص تتغير تعابير وجوههم وفقاً لسيناريوهات مختلفة.

ولكن في المقابل هناك أدلة واضحة كثيرة على أنه إلى جانب هذه الصور النمطية الأساسية، هناك مجموعة أخرى من أساليب التعبير تختلف باختلاف الثقافات.

ففي الغرب، على سبيل المثال، تبين أن الناس يتجهمون نحو 30% من الوقت عند الغضب، وهذا يعني أنهم يحملون تعابير أخرى على وجوههم في 70% من الوقت أيضاً. وبالتالي فإن الموثوقية منخفضة جداً، إذ غالباً ما يتجهم الناس أيضاً في مواقف أخرى مثل التركيز الشديد، أو سرد نكتة سيئة، أو عندما يعانون نفخة في البطن.

هناك أيضاً اختلافات واسعة داخل الثقافات نفسها من حيث كيفية تعبير الناس عن المشاعر، إلى جانب سياقات أخرى مثل لغة الجسد وأهمية الشخص الذي نتحدث إليه.