السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

وباء فيروس كورونا اختبار لصناعة التكنولوجيا في الصين

وباء فيروس كورونا اختبار لصناعة التكنولوجيا في الصين

shutterstock

لقد استجاب عمالقة التكنولوجيا في الصين لمواجهة الوباء من خلال نشر عربات ذاتية التحكم لحمل الإمدادات للعاملين في القطاع الطبي، وزودت الطائرات المسيرة بكاميرات حرارية تساعد في اكتشاف الفيروس والمساعدة في تطوير لقاح.

وأوضحت بكين أن مكافحة الفيروس أولوية وطنية تتطلب حراكاً جماعياً.

وصرح الرئيس الصيني شي جين بينغ في وقت سابق من هذا الشهر، عبر وكالة الإعلام الحكومية "شينخوا": "لا يمكن مكافحة الوباء دون دعم العلم والتكنولوجيا". وأضاف أنه يتعين على الصين تعزيز التحليل الطبي للقاحات والأدوية المضادة للفيروسات، إضافة إلى زيادة خيارات الشراء عبر الإنترنت لعشرات الملايين من الناس المقيمين في منازلهم خشية العدوى.


كما دعت وزارة العلوم والتكنولوجيا الصينية يوم الخميس قطاع التكنولوجيا لتقديم كل ما يلزم من دعم وأكدت ضرورة نشر الروبوتات وآلات قياس درجة الحرارة والأدوات التي قد تساعد في تقليص التماس البشري.


نهضة الصين التكنولوجية

لقد أنفقت بكين منذ الثمانينات مليارات الدولارات على الإعانات والقروض والسندات المخصصة لتحفيز التطورات في مجال الذكاء الاصطناعي والسيارات ذاتية الحكم ومجالات أخرى مختلفة تعمل فعلياً على تطوير قطاع التكنولوجيا بالشكل الذي ينافس وادي السيليكون. واعتبرت السلطات أجزاء من البلاد "مناطق فائقة التطور التقني" درّت دخلاً للبلاد يزيد عن 33 تريليون يوان (4.7 تريليون دولار) عام 2018، حسب ما ورد في الإحصاءات الرسمية.

وتعد التكنولوجيا العنصر الأساسي لمبادرة بكين "صنع في الصين 2025"، وهي خطة لتحويل النظام الاقتصادي من قطاعات التصنيع إلى قطاعات التكنولوجيا الفائقة.

بما أن الصين تحارب الآن فيروس كورونا، فلن تكون الخبرة هي "العامل المهيمن" الذي يوقف تفشي المرض، بل التقنيات التي تساعد الناس "على مواجهة الوباء بشكل أفضل".

البحث عن علاجات والحدّ من التماس البشري

قدمت شركة تينسنت (TCEHY) العملاقة الصينية منشآت فائقة الحوسبة تضم تقنيات تعمل أسرع بكثير من جهاز كمبيوتر فائق لمساعدة الباحثين في معهد بكين لعلوم الحياة وجامعة تسينغهوا على إيجاد علاج.

وتعاونت شركة ديدي Didi، أكبر مزود لخدمات السيارات في الصين، مع المنظمات الطبية وساعدت موظفي المنظمات عبر تفعيل برامج المحاكاة عبر الإنترنت أو المساعدة اللوجستية وذلك بالاستفادة من خوادم Didi مجاناً.

ونشر آخرون الروبوتات لإزالة الاتصال من إنسان إلى آخر.

وعملت شركة ميتوان للطعام Meituan Dianping، على سبيل المثال، على إطلاق الروبوتات في الأسبوع الأخير في عدد من المطاعم في بكين لتساعد في نقل وجبات الطعام من المطابخ إلى موظفي الإمداد.

في هذه الأثناء، جندت شركة التجارة الإلكترونية العملاقة جي دي JD.com في الآونة الأخيرة روبوتات ذاتية القيادة لنقل المواد إلى الطاقم الطبي داخل مدينة ووهان الصينية المركزية، المكان الذي نشأ فيه الفيروس.

وتقوم إحدى الشركات الناشئة، شنغهاي TMIRob، بإرسال عشرات الروبوتات داخل المستشفيات عبر ووهان، يقومون برش المطهر في أجنحة العزل وغرف العناية المركزة وغرف العمليات.

اعتبارات المراقبة

كما وفرت شركة ميكرو ملتي كوبتر MicroMultiCopter طائرات مسيرة للاستفادة منها طوال فترة تفشي المرض، تسمح للسلطات بالمسح عبر حشود هائلة، إذ أرسلت نحو 100 طائرة في جميع أنحاء البلاد. إلى جانب إرسال نحو 200 موظف لقيادة المنشآت في المكان الذي سوف يراقبون فيه ما تشاهده الطائرات في الوقت الفعلي.

ورغم الاعتراض من قبل منظمات حقوق الإنسان على انتهاك الخصوصية والحريات، فإن الأمر مجدٍ جداً، فدعم السلطات يساعد في تسريع إيجاد الحلول.