الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

الذكاء الاصطناعي يغيِّر القواعد.. وعلى قادة الأعمال التأقلم

الذكاء الاصطناعي يغيِّر القواعد.. وعلى قادة الأعمال التأقلم

shutterstock

ترى مجلة هارفارد بيزنس ريفيو الإنجليزية أنه نظراً لأن الذكاء الاصطناعي بات جزءاً يتزايد استخدامه تدريجياً في العمل والحياة اليومية، ينتشر القلق بشأن هذا التحول الذي يلوح في الأفق.

وجدت دراسة استقصائية أجريت مؤخراً، وشملت 5700 من خريجي كلية هارفارد للأعمال أن 52% من هذه المجموعة النخبوية يعتقدون أن الشركات ستوظف عدداً أقل من العمال بعد ثلاث سنوات من الآن.

وتضيف المجلة أن ظهور الذكاء الاصطناعي يضع تحديات جديدة وفريدة أمام قادة الأعمال، إذ عليهم الاستمرار في تقديم الأداء المالي، والقيام في نفس الوقت باستثمارات كبيرة في توظيف وتدريب القوى العاملة والتقنيات الجديدة التي تدعم الإنتاجية والنمو، مما يؤدي إلى اتخاذ قرارات قيادية صعبة ومؤلمة في كثير من الأحيان.



وبناء عليه، قدم بحث تجريبي أجراه فريق مختبر واتسون للذكاء الاصطناعي MIT-IBM Watson AI Lab رؤية جديدة حول كيفية تحوّل العمل في مواجهة الذكاء الاصطناعي، وسمحت النتائج بوضع خريطة طريق للقادة الذين ينوون إعداد القوى العاملة لديهم، وإعادة تخصيص رأس المال إلى جانب تحقيق الربحية.


ترى المجلة أن المخاطر كبيرة، فالذكاء الاصطناعي يمثل نوعاً جديداً تماماً من التكنولوجيا، وله القدرة على توقع الاحتياجات المستقبلية، وتقديم التوصيات لمستخدميه، ويمكن لهذه القدرات الفريدة زيادة إنتاجية الموظفين عبر توليها المهام الإدارية على سبيل المثال.

ويكمن أساس إطلاق الإمكانات الإنتاجية إلى جانب تحقيق أهداف العمل في تنفيذ ثلاث استراتيجيات رئيسة: إعادة موازنة الموارد، والاستثمار في إعادة تدريب القوى العاملة، ومن ثم تطوير نماذج جديدة للتعليم والتعلم مدى الحياة.

إعادة تخصيص موارد رأس المال

باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، قام فريق مختبر واتسون للذكاء الاصطناعي MIT-IBM Watson بتحليل 170 مليون وظيفة شاغرة عبر الإنترنت بين عامي 2010 و2017، الناتج الأول للدراسة بين أن الوظائف تتغير ببطء شديد، بينما تعاد هيكلة المهام بوتيرة أسرع بكثير.

مع تقدم التكنولوجيا، سوف تستبدل بعض المهام الحالية بالذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، ولكن يظهر البحث أن 2.5% فقط من الوظائف تتضمن نسبة عالية من المهام المناسبة للتعلم الآلي، ومعظم المهام تنفّذ بشكل أفضل من قبل البشر سواء العمال الحرفيون مثل السباكين والكهربائيين والنجارين، أو أولئك الذين يقومون بتصميم أو تحليل يتطلب دراية عالية بالصناعة.

وفي ضوء هذا التحول، سيحتاج القادة إلى إعادة تخصيص رأس المال وفقاً لذلك، وقد يتطلب الاعتماد الواسع على الذكاء الاصطناعي نفقات إضافية على البحث والتطوير.

ويظهر البحث أنه نظراً لأن التكنولوجيا تقلل من تكلفة بعض المهام عن طريق الذكاء الاصطناعي، فإن القيمة التي يضيفها العمال للمهام المتبقية سوف تزداد، إذ تميل هذه المهام إلى تعميق المهارة الفكرية والبصيرة، وهي ما لا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يتقنه مثل البشر.

الاستثمار في تدريب القوى العاملة

يعد الاستثمار في المواهب ضرورياً جداً لتحقيق نتائج مالية طويلة الأجل، وتنعكس هذه التوقعات الجديدة في بيان رابطة «المائدة المستديرة للأعمال»، والذي يؤكد التزام الشركات بدعم الموظفين من خلال التدريب والتعليم الذي يساعد على تطوير مهارات جديدة في عالم سريع التغير.

بينت دراسة حديثة أجراها معهد IBM حول قيمة الأعمال أنه يتعين إعادة تدريب أو تمكين مهارات ملايين العمال نتيجة للذكاء الاصطناعي على مدى السنوات الثلاث المقبلة.

ومع ارتفاع قيمة المهام التي تتطلب مهارة فكرية ورؤية وغيرها من السمات البشرية الفريدة، سيحتاج المديرون والتنفيذيون أيضاً إلى التركيز على إعداد العمال للمستقبل من خلال تعزيز وتنمية «المهارات الشخصية» مثل المحاكمة والإبداع والقدرة على التواصل بشكل فعال، وهكذا يمكن للقادة مساعدة موظفيهم في التحول إلى شراكة مع آلات ذكية عبر تحويل المهام وتغيير القيمة.

التعلّم اليوم من أجل الغد

تضيف المجلة أنه مع استمرار الذكاء الاصطناعي في التغلغل داخل الشركات وعبر الصناعات، يجب على المبتكرين وقادة الأعمال فهم الآثار المترتبة على المجتمع، وليس فقط تلك المترتبة على سير الأعمال.

يجب على المديرين التنفيذيين العمل جنباً إلى جنب مع صانعي السياسات وغيرهم من أصحاب المصلحة من القطاعين العام والخاص، لتقديم الدعم للتعليم والتدريب الوظيفي، وتشجيع الاستثمار في برامج التدريب، وإعادة تمكين المهارات لجميع العمال.

يمكن أن تساعد النماذج الجديدة للتعليم ومسارات التعلم المستمر في معالجة فجوة تزايد المهارات عبر الاستثمار في جميع أشكال التعليم: كليات المجتمع، التعلم عبر الإنترنت، التلمذة الصناعية، أو برامج مثل P-TECH، بالإضافة للشراكة بين القطاعين العام والخاص تهدف إلى إعداد طلاب المدارس الثانوية لوظائف تقنية مثل الحوسبة السحابية والأمن السيبراني.