الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

ألعاب الفيديو.. أكبر القطاعات تأثراً بفيروس كورونا

ألعاب الفيديو.. أكبر القطاعات تأثراً بفيروس كورونا

لا يكاد فيروس كورونا المستجد يترك أي جانب من جوانب حياتنا إلا وقد أثر عليه بشكل مباشر أو غير مباشر، وبصورة إيجابية أم سلبية.

وبالطبع، لم تكن ألعاب الفيديو استثناء، فقد كان لها نصيب وافر من هذا التأثير؛ كيف لا، وقد أصبحت ملاذاً لا بد منه لدى الكثيرين، ومثالياً لدى آخرين في عزلتهم المنزلية وحجرهم الصحي الذاتي، فهي تساعد على تمضية الوقت وإبقائهم بعيدين عن الشارع.


ما زال باستطاعتك البقاء على اتصال مع الأصدقاء والاستمتاع بوقتك والتنفيس عن الإحباط الذي قد يصيبك، كل هذا وأنت جالس في منزلك بأمان وبملابسك المريحة.



ولا تستغرب إن وجدت بعضاً من أصدقائك الذين لم تكن ألعاب الفيديو تستهويهم يخرجون منصاتهم وأجهزتهم المخبأة من أوكارها وينفضون عنها الغبار لإعادة تشغيلها واللعب فيها، وقد تجدهم أيضاً يبحثون على الإنترنت عن ألعاب جديدة، وهذا ما يعطي صناعة الألعاب وشركاتها دفعة، ويترك أثراً إيجابياً عليها.


في المقابل، يتواصل نمو قائمة الفعاليات الملغاة ومشاكل الإنتاج والتأجيلات المحتملة للإصدارات الكبرى.

وبينما نرى كيف تتغير الأمور في الحياة الواقعية، يمكننا أيضاً أن نرى كيف تؤثر على ممارسات ألعاب الفيديو وكيف تعطي شعوراً أفضل حيال البقاء في المنزل.

فيروس كورونا وصناعة الألعاب

تأثرت صناعة الألعاب جدياً بانتشار المرض، حالها حال الكثير من الصناعات والقطاعات الأخرى، على سبيل المثال، تم إلغاء فعالية معرض الترفيه الإلكتروني، وهو معرض لصناعة ألعاب الفيديو، وكان مقرراً أن يقام هذا المعرض الممتد لأسبوع خلال شهر يونيو المقبل في لوس أنجلوس الأمريكية.

ولا شك أن إلغاء مثل هذا الحدث سيؤثر على إصدار بعض الألعاب التي تعتمد على المعرض لتقرر ما إذا كانت اللعبة ستحظى بالشعبية وتحقق النجاح أم لا.

كما تم أيضاً إلغاء فعاليات أخرى مثل ريزد Rezzed في لندن وجي دي سي GDC في سان فرانسيسكو اللذين يساعدان المطورين المستقلين.

ويعني هذا أنك حتى لو استطعت اللعب، فإن الثقافة المحيطة بالألعاب في طريقها إلى التعطل، وربما يؤدي هذا إلى تأجيل أو تأخير إطلاق إكس بوكس إكس، وبلاي ستيشن الجديدتين اللتين كانتا من المقرر لهما الانطلاق في موسم الأعياد في وقت لاحق من هذا العام.

وبسبب الطريقة التي أثر بها الفيروس على الصين، حيث يتم تصنيع الكثير من القطع، يعتقد بعض الخبراء أنها لن تكون جاهزة للإصدار قبل عيد الميلاد، وهذه ليست إلا الخطة الحالية التي قد تتغير في أي وقت. في المقابل، ليس هناك داعٍ للقلق، فكل هذا قد يكون مجرد تكهنات في الوقت الراهن لأن الشركتين لم تدليا بأي تصريح رسمي في هذا الخصوص.

ووفقاً لتقرير صادر عن شركة فيريزون Verizon للاتصالات اللاسلكية في الولايات المتحدة، ارتفع استخدام ألعاب الفيديو خلال ساعات الذروة بنسبة 75% منذ أن تم حث الناس على المشاركة في التباعد الاجتماعي والعزل الذاتي، حيث يحلل ذلك التقرير عادات استخدام البيانات.

وتعتبر هذه النسبة كبيرة جداً مقارنة بما تم تسجيله من زيادة في نسبة الازدحام على مواقع الإنترنت التي بلغت 20% والزيادة في استخدام الفيديو التي بلغت 12% فقط.

ويشير التقرير إلى بقاء استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كما هي دون اختلاف.

وعلق كايل مالادي، رئيس التكنولوجيا لدى فيريزون، على ذلك قائلاً: «مع إلغاء المزيد من خيارات الترفيه في المجتمعات حول الولايات المتحدة، لا عجب في أن التهافت على ألعاب الفيديو والألعاب عبر الإنترنت قد شهد زيادة». ومن بين الألعاب التي شهدت زيادة كبرى في نشاط اللاعبين، تحديداً في النشاط متعدد اللاعبين عبر الإنترنت، لعبةCall of Duty: Warzone. وكانت اللعبة قد أطلقت على الحاسوب الشخصي وبلاي ستيشن 4 وإكس بوكس وان في 10 مارس، وقد جذبت إليها أكثر من 15 مليون لاعب عبر الإنترنت خلال ثلاثة أيام فقط وفقاً لما قالت الشركة المصدرة إكتفيجن Activision، لتحطم بذلك الرقم القياسي لها البالغ 10 ملايين خلال ثلاثة أيام والمسجل باسم لعبة Apex Legends الصادرة العام الماضي.

ووفقاً لـSteamDB، وهي قاعدة بيانات خارجية، بلغ عدد ممارسي الألعاب على الحواسب الشخصية عبر الإنترنت 20.313.451 لاعباً متزامناً مسجلين رقماً قياسياً جديداً، ولا يبدو هناك قلق من تراجع نشاط اللاعبين، فالنشاط في تصاعد، ولكن مع استمرار تغير المشهد رداً على انتشار فيروس كورونا، تحاول الشركات المنتجة للألعاب ومطورو الألعاب التكيف مع الوضع الجديد لخدمة قواعد لاعبيهم.

ومن المفترض أن تصدر لعبة Final Fantasy VII عن شركة Square Enix في 10 أبريل المقبل، لكن التدابير الاحترازية من أمازون قد تعيق خطة الإطلاق، ففي 13 مارس، كشفت أمازون عن قرارها بإعطاء الأولوية في المبيعات والتوصيل مؤقتاً للأغراض المنزلية واللوازم الطبية وغيرها من المنتجات التي يزداد الطلب عليها. ونتيجة لذلك، أبلغت الشركة المنتجة عشاق اللعبة أن كثيرين منهم قد لا يتمكنون من الحصول على نسخة منها في تاريخ الإصدار في ظل التغيرات غير المنظورة في التوزيع والبيع بالتجزئة اللذين يتقلبان في مختلف البلدان.

هناك العديد من الألعاب الأخرى المقرر إصدارها خلال الأسابيع المقبلة، لكنها تواجه نفس المصير، لكن شركة GameStop أعلنت عن خططها لبيع نسخ من لعبة DOOM Eternal مبكراً في خطوة احترازية لسلامة عملائها في ظل إرشادات التباعد الاجتماعي، لذلك اللعبة متوفرة للشراء حالياً من خلال المتاجر.