الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

ساعة أبل.. من منتج فاخر إلى صدارة الساعات الذكية

ساعة أبل.. من منتج فاخر إلى صدارة الساعات الذكية

ساعة بسعر 17000 دولار، تنظم مواعيد اللياقة البدنية، وتعرض على الصفحات الأولى في مجلة فوغ، وأصبحت ساعة أبل أكثر من مجرد جهاز لتتبع اللياقة البدنية عندما ظهرت أول مرة قبل 5 سنوات، لقد كانت من متممات الموضة ورمزاً للمكانة الرفيعة، كانت ترفاً يزين معصمك.

يرتدي الملايين حول العالم ساعات أبل لتذكيرهم بالتوقف أثناء الاجتماعات، وأخذ بعض الوقت للتنفس وممارسة تمرين آخر، ففي حين كانت سابقاً رمزاً للموضة، أصبحت ساعة أبل الآن أداة أساسية للصحة واللياقة البدنية.

ولا يعني انتشار ساعة أبل في كل مكان أنها فقدت جاذبيتها في عيون عشاق الموضة، إذ إنها تفوقت العام الماضي على صناعة الساعات السويسرية بأكملها بهامش ضخم، وفقاً لشركة الأبحاث الاستراتيجية أناليتكس Strategy Analytics، التي ذكرت أن شركة أبل شحنت ما يقدر بنحو 31 مليون وحدة عام 2019، في حين شكلت جميع العلامات التجارية للساعات السويسرية مجتمعة 21 مليون شحنة.



لا تذكر أبل عدد الساعات التي تبيعها كل عام، لكنها أشارت إلى أنها حققت إيرادات بقيمة 24.5 مليار دولار في آخر سنة مالية لها من فئتها التي تشمل ساعة أبل وإيربود (كان ذلك قفزة بنسبة 41% عن السنة المالية 2018.


وأكدت الشركة أن الشركات السويسرية، مثل سواتش Swatch، تخسر في حرب الساعات الذكية، وليست الوحيدة.

عندما ظهرت ساعة أبل قبل 5 سنوات، بدأت كل شركة كبرى في مجال التكنولوجيا، والعديد من الشركات الناشئة الجديدة، تصنع ساعة أو سوار اللياقة، تضمنت القائمة سامسونج، وسوني، وفيت بيت، وبيبل، وميس فيت، وجوبون والعديد من الشركات الأخرى، بعضها مثل سامسونج، لا تزال تبيع الساعات الذكية، على عكس الآخرين، مثل بيبل، التي توقفت عن العمل.

بالنسبة لشركة أبل، تحولت الساعة إلى أحد أنجح منتجاتها، على الرغم من أن العمل لا يقترب من حجم الشعبية الكبيرة لجهازها الآيفون، لا تزال ساعة أبل تتطلب تشغيل هاتف أبل الذكي، مع وظائف محدودة من تلقاء نفسها، وعليها إجراء الكثير من التعديلات لتصبح متتبعاً مستقلاً للصحة. ومع ذلك، تمكنت أبل من القيام بما بدا مستحيلاً تقريباً قبل 5 سنوات.

العثور على منتج آخر ناجح

عندما كشفت الشركة عن ساعة أبل الأولى في سبتمبر 2014، لم يكن النجاح مضموناً، لم يصل الجهاز إلى معصم المستهلكين لمدة 7 أشهر، مما منح المنافسين الوقت للرد، لم يكن من الواضح لماذا يحتاج أي شخص فعلياً إلى ساعة ذكية.

بالنسبة إلى تيم كوك، الرئيس التنفيذي لشركة أبل، كانت ساعة أبل تجسد تحدياً كبيراً، كان بحاجة إلى إظهار أن شركته لا تزال قادرة على إنشاء منتجات مرغوبة بعيداً عن قيادة وجود ستيف جوبز.

عند عرض أول ساعة أبل، أطلق عليها كوك اسم المنتج الفائق، ووصفها بأنها جهاز «شامل» للصحة واللياقة البدنية وجهاز اتصال لاسلكي وجهاز تحكم عن بُعد، من بين العديد من القدرات الأخرى.

جاء الطراز الأول مع خيارات متعددة للسوار، وحجمين للساعة - 42 مم أو 38 مم - و3 تصميمات: ساعة أبل الرياضية المغطاة بالألمنيوم باللون الفضي أو الرمادي، وساعة أبل المغطاة بالفولاذ المقاوم للصدأ باللون الأسود، وإصدار ساعة أبل المغطاة بالذهب عيار 18 قيراطاً متوفرة بالذهب الأصفر عيار 18 قيراطاً أو الذهب الوردي عيار 18 قيراطاً.

بدأ سعر ساعة أبل من الألمنيوم والزجاج بسوار بلاستيكي من 349 دولاراً، وبدأت ساعة أبل بالإصدار الذهبي الفاخر بسعر 10000 دولار وارتفعت إلى 17000 دولار.

واستغلت أبل خبرة الرئيس التنفيذي السابق لبربري أنجيلا أهريندتس، التي انضمت إلى الشركة كرئيسة لتجارة التجزئة في أبريل 2014، وسرعان ما عملت على تغيير تجربة المتجر مستفيدة من خبرتها الطويلة في إدارة ماركة أزياء فاخرة.

في البداية، لم يكن بإمكانك الدخول إلى متجر وشراء ساعة أبل كما لو كنت تشتري آيفون أو آيباد، سيكون عليك حجز موعد لرؤية المنتج في متاجر أبل، والشراء من خلال نظام الحجز.

والآن أصبح الشراء مباشراً، وقدر بعض المحللين أن أكثر من 2 مليون ساعة من ساعات أبل طلبت مسبقاً في الأسبوعين قبل ظهور الجهاز لأول مرة في 24 أبريل، وقام جميع موردي الساعات الذكية الآخرين بشحن 4.6 مليون جهاز فقط عام 2014، وفقاً لاستراتيجي أناليتكس.

وفي سبتمبر، أطلقت شركة أبل، برئاسة جديدة للبيع بالتجزئة، تجربة استوديو اكسبيرينس Apple Watch Studio Experience، والتي تتيح لك مزج الساعات والسوار ومطابقتها لتناسب ذوقك الشخصي، وتعمل الخدمة في المتجر وعبر الإنترنت.

في سلسلة ساعات أبل رقم 4 لعام 2018، غيّرت أبل حجم ساعتها، وجعلت حجم الشاشة أكبر، ولكن الجهاز أرفع بشكل عام، وأحجام ساعة أبل الحالية هي 40 مم و44 مم.

في العام الماضي، أعادت أبل إصدار ساعة أبل الذهبية، لكن جهاز الجيل الخامس مصنوع من التيتانيوم أو السيراميك، وليس الذهب عيار 18 قيراطاً، ويصل سعره إلى 1749 دولاراً للنسخة الخزفية البيضاء مقاس 44 مم مع السوار الأسود، وتبدأ أسعار ساعة أبل من الإصدار الخامس الجديدة مع شاشة تعمل دائماً بسعر 399 دولاراً، ولكن يمكنك شراء ساعة أبل من الإصدار الثالث الأقدم مقابل 199 دولاراً أمريكياً.

عندما ظهرت ساعة أبل أول مرة، كان يُنظر إليها على أنها هاتف صغير على معصمك، وأطلقت مع 3000 تطبيق، تتنوع بين تتبع اللياقة البدنية إلى الرسائل والترفيه، ولا بُدَّ من تشغيل جهاز آيفون مرافق لها.

اليوم، هناك نحو 20000 تطبيق يعمل على ساعة أبل يحتاج معظمها إلى جهاز آيفون للحصول على الوظائف الكاملة، حيث يعمل كامتداد للهواتف الذكية الشهيرة من أبل.

وأزالت شركات مثل غوغل، وأمازون، وإي باي، وتارغت، وتريب أدفايزر الدعم لتطبيقات ساعة أبل بعد عامين من الإطلاق، وفي البداية لم يلاحظ أحد أنها اختفت.

قدمت أبل نفسها 22 تطبيقاً لساعتها تختص بالتحقق من الطقس وتتبع اللياقة البدنية وقراءة الإشعارات السريعة مثل الرسائل، وأكثر تطبيقات الموبايل التي أضيفت إلى وظائف ساعة أبل هي: فيسبوك وماسنجر ودينغ توك وسبوتيفاي.

وأصبحت اللياقة والصحة جزءاً من ساعة أبل منذ البداية، من خلال تطبيقات تتبع النشاط والتدريبات المعروفة، وجميعها مرخصة من قبل إدارة الغذاء والدواء الفيدرالية الأمريكية.

وتعمل أبل مع المنظمات على عدة دراسات بحثية تتيح لك مشاركة بيانات ساعة أبل والآيفون لتحسين الصحة.

في عام 2018، أجرت أبل شراكة مع علامة جونسون أند جونسون الصيدلانية جانسن، للبحث في تحسين صحة القلب بين الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً وأكثر، وقد وسعت الآن أبحاث السمع، وصحة المرأة، والعلاقة بين النشاط البدني وصحة القلب.

وقدمت أبل عام 2017 أيضاً إصداراً خلوياً من ساعة أبل، مما يتيح للأشخاص القيام بأشياء مثل إجراء مكالمات أو الوصول إلى الإنترنت أثناء الابتعاد عن هواتفهم، ويحظى هذا بشعبية خاصة لدى المستخدمين الذين يمارسون الجري دون حمل هاتف.

وأخيراً العام الماضي، قدم المتجر تطبيقات تعمل على الساعة نفسها بدلاً من مطالبة آيفون بتنزيل تطبيقات iOS المتوافقة مع ساعة أبل.

التعويل على الصحة واللياقة، والاستقلال عن الآيفون، هو فرصة كبيرة للإصدارات المستقبلية من ساعة أبل، ولا تزال شركة أبل تعتمد على الساعة كمرافق لجهاز الآيفون.

ومن خلال تصميم ساعة أبل أكثر استقلالية، ستتمكن أبل على الفور من توسيع قاعدة المستخدمين، وخاصة من الأطفال في حال أصدرت نسخة يشاع أنها للأطفال.