السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

الزفاف «أونلاين» في عصر كورونا

الزفاف «أونلاين» في عصر كورونا
هبط فيروس كورونا المستجد على العالم دون سابق إنذار، ليغيّر في شهور قليلة، نمط الحياة التقليدى لملايين البشر في أنحاء العالم، لا شيء تقريباً بقي على حاله، بداية من أساليب العمل والدراسة ونهاية بحفلات الزفاف والزواج. العزلة الاجتماعية والإغلاق العام الذي تم تنفيذه في العديد من دول العالم، دفع المواطنين لتغيير قواعد الزفاف التقليدية، ودفع العديد من السلطات أيضاً، لتعديل القرارات التي تسمح بزواج «الأونلاين» في زمن الوباء.

الإمارات أخذت المبادرة في هذا السياق، مع إعلان وزارة العدل توفير خدمة الزواج عن بُعد، بهدف المحافظة على الصحة العامة وسلامة المتعاملين والعاملين بالمحاكم الاتحادية فيظل انتشار الفيروس، ووفقاً للآلية الجديدة أصبح بالإمكان إجراء عقود الزواج من خلال تواصل المأذون مع الزوجين وولي الزوجة في وقت واحد، وفي مجلس واحد عبر تقنية الفيديو، لاستكمال جميع الإجراءات الرسمية.

وتأتي هذه الخطوة تطويراً لخدمات الحكومة الإلكترونية في هذا الصدد والتي كانت تسمح سابقاً، بإتمام جزء من إجراءات الزواج عن بُعد، ولكن في ظل الظروف الحالية، أصبح بالإمكان تنفيذ جميع الخطوات المطلوبة لعقد القران وإتمام إجراءات الزواج عبر الإنترنت بداية من اختيار المأذون، ونهاية بمصادقة المحكمة على العقد وإرسال نسخة منه إلى الزوجين على هاتفيهما.


المغرب أيضاً أطلقت خدمة لتقديم طلبات الإذن بالزواج عبر الإنترنت، بعد انطلاق التجربة الإماراتية بعدة أيام، وذلك للحد من توافد المواطنين على المحاكم، ومن خلال البوابة الإلكترونية لوزارة العدل المغربية يمكن تقديم طلبات الزواج عن بُعد، كما تتيح إمكانية تتبع الطلبات، والاطلاع على الوثائق المطلوبة، لإبرام عقود الزواج، ولكن المعلومات المتداولة عن تلك الخدمة لم تذكر عقد الزواج الشرعي مع المأذون كما يحدث في التجربة الإماراتية.


نفس الخطوة تقريباً سمحت بها السلطات في ولاية نيويورك، والتي تضم أكثر المدن الأمريكية تضرراً من انتشار فيروس كورونا، حيث أصدر «أندرو كومو» حاكم الولاية قراراً يسمح فيه بالزواج عبر الإنترنت، وبصدور القرار، أصبح بإمكان قاطني الولاية التقدم بطلب الحصول على ترخيص الزواج عن بُعد، وأصبح بمقدور رجال الدين إجراء الطقوس المطلوبة عبر الفضاء الإلكترونى.

لم يقتصر الأمر فقط على الإجراءات الرسمية، ففي حين قرر العديد من الأزواج ببساطة تأجيل حفلات الزفاف الخاصة بهم حتى تغير الأوضاع، نقل آخرون الاحتفالات إلى فضاء الإنترنت، وعملية بحث سريعة على شبكة إنستغرام باستخدام وسم #ZoomWedding تأتى بعشرات الصور للأزواج الذين بثوا حفلات الزفاف عبر تطبيقات المؤتمرات عبر الإنترنت.

وأصبح تطبيق زووم المخصص للاتصالات بالفيديو والذي كان استخدامه قبل كورونا، ينحصر في قطاعات ولقاءات الأعمال، هو التطبيق المفضل لاستضافة حفلات الزفاف الرقمية، لأنه ببساطة يقدم العديد من المميزات، أهمها: سهولة الاستخدام النسبية حتى للذين لا يمتلكون المعرفة التقنية اللازمة، كما أنه يسمح بالتحكم في الصوت لتيسير مشاركة الضيوف.

وعلى الرغم من عدم وجود حظر رسمي في إندونيسيا على التجمعات الكبيرة، إلا أن السلطات حذَّرت من أي تجمعات، ولذا، فإن حفل الزفاف الذي كان مقرراً أن يحضره 500 شخص تم إلغاؤه واستبداله بالبث عبر الإنترنت، وهو الأمر الذي علَّقت عليه العروس بالقول: «بطبيعة الحال نشعر بخيبة أمل، ولكن يجب أن نقبل الوضع لأن الحفاظ على الصحة العامة أهم من أي شيء آخر.. وفي ظروف عادية كان الأقارب والأهل سيحضرون، ولكن في الوضع الحالى علينا الاعتماد على التكنولوجيا في الاحتفال».

ولم يقتصر الأمر على المبادرات الفردية للزفاف عبر الإنترنت، ولكن وكالات التنظيم المحترفة بدأت في توفير خدمات الزفاف الإلكترونية بالتعاون مع شركة «زووم»، ففي 28 مارس الماضي، نظَّمت وكالة «ودفولى» الأمريكية المختصة، حفلات الزفاف بتنفيذ أول حفل زفاف افتراضي محترف بالتعاون مع «زووم».

وتقول مديرة الشركة كارولين كريدينبرج: «تقدم الشركة طرقاً مبتكرة للأزواج للاحتفال بليلة العمر، لذا كان التعاون مع زووم مثالياً للأزواج الذين أرادوا الحفاظ على موعد زفافهم كما تم التخطيط له رغم هذه الظروف الصعبة».

وبين خبرة شركة «ودفولى» في تنظيم حفلات الزفاف، وتكنولوجيا زووم للفيديو، تتيح هذه الشراكة الجديدة للأزواج والضيوف، الاستمتاع بتجربة زفاف تفاعلية، وتقديم حفل يقترب من الواقع الحقيقى قدر الإمكان.

وفي هذا الحفل الافتراضى، يحضر العروسان ومعهم عدد لا يتجاوز أصابع اليد من الأهل في موقع الحفل، بينما يلتحق الأهل والأصدقاء لمتابعة الحدث عبر تطبيق زووم.