السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

حرب عالمية جديدة للهيمنة على التكنولوجيا

حرب عالمية جديدة للهيمنة على التكنولوجيا

الرؤية - وكالات

تنغمس الدول والشركات حول العالم في الصراع المستمر بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية حول مستقبل التكنولوجيا، ولعل آخر الضحايا، بحسب شبكة سي إن إن، هو TikTok فائق الشعبية والمملوك لشركة صينية، وتحت إدارة مدير تنفيذي أمريكي، إذ تم حظره في الهند جراء اشتباك حدودي ساخن مع الصين، ما جعل أمريكا تنظر في حظر التطبيق كونه يعتبر تهديداً للأمن القومي، على حد تعبيرهم.

كما تتنافس الولايات المتحدة والصين على تطوير الذكاء الاصطناعي وشبكات الهاتف المحمول فائقة السرعة 5G وغيرها من التقنيات. وعلى الرغم من أن البلدين لديهما علاقات اقتصادية متينة، فإن التوترات الأخيرة بشأن مسألة تهديد الأمن القومي لكل من البلدين دفعت الحكومات والشركات إلى إعادة النظر في تلك العلاقات، كما هو الحال عندما أعادت المملكة المتحدة النظر في قرارها بمنح شركة التكنولوجيا الصينية Huawei التصريح لبناء شبكة 5G في البلاد.

وتأتي هذه المراجعة بعد أن فرضت الولايات المتحدة، التي استهدفت هواوي بشكل متكرر، عقوبات على الشركة يمكن أن تمنع شركات صناعة الاتصالات الأخرى من تزويدها بالشرائح التي تحتاجها لبناء تكنولوجيا الجيل التالي.



تنافس مرير


ذكرت سي إن إن، أن استثمارات الصين نمت في مجال التكنولوجيا بشكل متزايد في السنوات الأخيرة، بسبب خطة بكين الطموحة «صنع في الصين 2025» للتخلص من اعتماد البلاد على التكنولوجيا الأجنبية من خلال إنفاق مليارات الدولارات في مجالات مثل الاتصالات اللاسلكية والرقائق الدقيقة والروبوتات.

في العام الماضي، استوردت البلاد شرائح بقيمة 306 مليارات دولار، ما يعادل 15% من قيمة إجمالي واردات البلاد.

وردت أمريكا بالسعي للحد من تقدم الصين، واتهمت إدارة ترامب الصين بسرقة التكنولوجيا الأمريكية، وهي قضية جوهرية في الحرب التجارية المدمرة التي أثرت على العلاقة بينهما منذ 2018.

ونفى المسؤولون الصينيون مراراً وتكراراً هذه المزاعم وجادلوا بأن أي أسرار تقنية تم تسليمها كانت جزءاً من صفقات تم الاتفاق عليها بين الطرفين.

ثم فرضت الولايات المتحدة عقوبات على شركة التكنولوجيا الصينية البارزة هواوي، واتخذت خطوات للحد من وصول بكين إلى أسواق رأس المال الأمريكية الضخمة.

جدار برلين الافتراضي

كتب محللو مجموعة أوراسيا: أن «جدار برلين الافتراضي الجديد» سيدفع اقتصادات العالم إلى الانقسام بين المعسكرين الصيني والأمريكي. وقالوا إن حلفاء الولايات المتحدة التقليديين مثل تايوان وكوريا الجنوبية، على سبيل المثال، قد يميلون نحو الصين التي ترفد اقتصادهم بموارد أساسية، بينما تسعى الولايات المتحدة الأمريكية لاستقطاب دول أخرى بنفس الأسلوب.

هذا وتضغط واشنطن من جانبها منذ أكثر من عام على حلفائها لإبقاء معدات الاتصالات الخاصة بشركة هواوي الصينية خارج أسواق صناعة شبكات الجيل الخامس. وقد تحقق هذه الحملة بعض النتائج في أوروبا، حيث صرحت سلطات المملكة المتحدة الأسبوع الماضي، بأن العقوبات الأمريكية على الشركة ستضر على الأرجح بقدرتها على البقاء كمزود لشبكة 5G في بريطانيا، كما أفادت رويترز، يوم الخميس، بأن أكبر شركة اتصالات في إيطاليا تستبعد الشركة من محاولة بناء أبراج الجيل الخامس في أراضيها.

التراجع أو اللامركزية

بالنسبة لشركات التكنولوجيا التي تحاول الانتشار في هذا العالم، لا توجد خيارات سهلة إذ يبدو أن TikTok يسلك اليوم نهجاً آخر.

ففي حين أن التطبيق مملوك لـ ByteDanceالتي تتخذ من بكين مقراً لها، فإنها واجهت صعوبات كبيرة مؤخراً. وفي مايو، استعانت بالرئيس التنفيذي السابق لشركة ديزني كيفن ماير كرئيس تنفيذي لها، وقالت إن مراكز البيانات الخاصة بهذا التطبيق أصبحت تقع بالكامل خارج الأراضي الصينية، حيث لا تخضع هذه البيانات للقانون الصيني الذي يقيدها، ما دفعها لإعادة هيكلة شركتها وبناء مقر جديد لمجلس إدارتها خارج الصين، وفقاً لما أكده المتحدث الرسمي باسم TikTok لـ CNN Business مؤخراً.

لكن هذا قد لا يكون كافياً بالنسبة للمشرعين الأمريكيين الذين شنوا هجوماً متكرراً على TikTok في الأسابيع الأخيرة. وبينما تصرح الشركة بأنها لا تشكل أي تهديدات للأمن القومي العالمي عموماً والأمريكي على وجه الخصوص، نوه وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، بهذه المخاوف عندما طرح فكرة حظر التطبيق عالمياً.