الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

روبوتات المستقبل.. زملاء العمل

إن الحديث عن الروبوتات حتى الآن لا يبدو ظاهراً رغم أنها موجودة في كل مكان، كالمساعدين الافتراضيين الذين يستجيبون صوتياً، مثل سيري وأليكسا، والمكنسة الكهربائية الروبوتية رومبا التي ترسم خرائط لأرضيتك أثناء تنظيفها.

لقد جعل كوفيد-19 البشر أكثر تواصلاً مع الروبوتات في ذروة الوباء حيث نشرت أنواع مختلفة من الآلات والأنظمة الروبوتية في كل مكان، من محلات السوبر ماركت إلى ممرات المستشفيات، لسد فجوة التباعد التي سببها فيروس كورونا.

مؤخراً صدر كتاب بعنوان «ماذا تتوقع عندما تولد الروبوتات» لعالمة الروبوت الشهيرة جولي شاه والمؤلفة المشاركة لورا ماجور تتحدثان فيه عما يمكن أن نتوقعه من هذه الروبوتات «العاملة» في السنوات القادمة، وكيف أن روبوتات المستقبل لن تعمل لنا بل معنا – شركاء جنباً إلى جنب. جولي شاه أستاذة مشاركة في علم الطيران والملاحة الفضائية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، في حين أن ماجور هي كبيرة مسؤولي التكنولوجيا في شركة موشنال، وهي شركة سيارات ذاتية القيادة تدعمها شركتا السيارات هيونداي وأبتيف.



نجد في الكتاب وصفاً لمستقبلٍ لا تعمل فيه الروبوتات والبشر كأفراد مستقلين فقط، بل يتعاونون ضمن مجموعات أيضاً.


أكدت شاه وماجور أن الشراكة بين الإنسان والروبوت «طريق ذو اتجاهين» في إشارةٍ إلى أن هذه الشراكة تتطلب إيجاد لغات جديدة للإنسان والروبوت. تحتاج الروبوتات إلى تصميم يجعلها تفهم الأعراف الاجتماعية. ويتعين على البشر بدورهم إعادة التفكير في دور التكنولوجيا، وإعادة التفكير في البنية التحتية لدمج الروبوتات الذكية الجديدة. تضيف شاه: «أعتقد أن الطريقة التي نتفاعل بها معهم يجب أن تكون إنسانية».

وتوضح ذلك من خلال مقارنة الروبوت بالسائق الطالب. يعرف السائقون المتمرسون بشكل غريزي كيفية تغيير سلوكهم في القيادة عندما يرون علامة «سائق طالب» أو علامة «يتعلم» على السيارة. هناك قواعد وأنماط سلوك لا تأتي إلا بالخبرة. ولا يمتلك الطلاب السائقون هذه السلوكيات العقلية.

تشير شاه وماجور في كتابهما إلى ضرورة أن نتخيل كم هو مرهق وربما خطير أن نتعايش مع مئات الروبوتات في حياتنا كل يوم إذا كانت لا تفهم القواعد السلوكية التي نتبعها والتي تجعل هذه المساحات آمنة وقابلة للحركة.

لذا، يجب تصميم الروبوتات بشكل مختلف حيث إن القواعد المعتادة للأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية لن تكون مجدية ولن يكون تجسيد الروبوتات أو جعلها أكثر تواصلاً أمراً كافياً.

وتضيف شاه: «لا بد من إيجاد شبكات أمان تسمح للبشر بالتدخل عند الحاجة، كما هو الحال مع نظام الطيران. إذا بقي الطيار خارج مقصورة القيادة لفترة طويلة، فإنك تقوض قدرته على أداء الدور الحاسم المتمثل في التدخل عند حدوث طارئ غير متوقع والسيطرة على الطائرة».

تعتقد شاه أنها سواء كانت روبوتات توصيل أو روبوتات حراسة أمنية أو روبوتات للقيام بمهام حرجة في المكاتب والمستشفيات وأماكن العمل الأخرى، فإنه ليس ضرورياً أن تبدو كالبشر، بل يتعين عليها تحقيق توازن دقيق بين السلامة والإنتاجية والجماليات.

يستكشف الكتاب أيضاً إمكانية تواصل الروبوتات مع بعضها البعض. بالكاد يمكننا اليوم تنسيق حركة سيارتي قيادة ذاتية عند تقاطع طرق رئيسية. لكن في المستقبل، سيتمكن أسطول من الطائرات بدون طيار والروبوتات من التواصل مع بعضها البعض لتجنب الاصطدامات أو ضمان عدم وجود الكثير منها في كتلة واحدة. وسيقتصر دور البشر على التوصيل والإشراف والمراقبة عبر مراكز القيادة لضمان عمل أسطول الروبوتات في وئام.