الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

السوشيال ميديا.. البحث عن وسائل لحماية المراهقين

السوشيال ميديا.. البحث عن وسائل لحماية المراهقين

تعمل محركات التوصية المضمنة في الشبكات الاجتماعية بعرض المزيد مما يبحث عنه المستخدم، فكيف إذا كان المستخدم طفلاً يبحث عن محتوى يتعلق بالاكتئاب وإيذاء النفس؟

ذكرت بي بي سي تكنولوجيا في تقرير لها عن صوفي باركنسون التي كانت في الـ13 من عمرها فقط عندما انتحرت. كانت تعاني الاكتئاب والأفكار الانتحارية، وتعتقد والدتها روث أن صوفي انتحرت بسبب مقاطع الفيديو التي شاهدتها على الإنترنت.

حصلت صوفي على هاتف محمول عندما بلغت الـ12 من عمرها، وسرعان ما لاحظت والدتها أنها كانت تستخدمه لمشاهدة مواد غير لائقة على الإنترنت، ووجدت بعد انتحار ابنتها الكثير من الصور المؤلمة والأدلة حول كيفية انتحارها.



ما يقرب من 90% من الأطفال الذين تُراوح أعمارهم بين 12 و15 عاماً لديهم هاتف محمول، وفقًا لهيئة مراقبة الاتصالات Ofcom. وتقدر أن ثلاثة أرباع هؤلاء لديهم حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي.


تعمل التطبيقات الشائعة على تقييد وصول الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 13 عاماً، لكن العديد من الأطفال الصغار يشتركون بسهولة دون أي رادع من بعض الأنظمة الأساسية إن لم يكن معظمها.

تعتقد الجمعية الوطنية لمنع القسوة على الأطفال (NSPCC) أن شركات التكنولوجيا يجب أن تُجبر بموجب القانون على مراعاة المخاطر التي يواجهها الأطفال بسبب منتجاتهم.ففي الآونة الأخيرة على سبيل المثال نشر مقطع فيديو لشاب ينتحر مباشرة على فيسبوك، وانتشرت اللقطات سريعاً إلى منصات أخرى، بما فيها تيك توك، وبقيت على الإنترنت لعدة أيام. وأقر تيك توك أن المستخدمين سيكونون محميين بشكل أفضل إذا تعاون مزودو وسائل التواصل الاجتماعي بشكل وثيق فيما بينهم.

أعلن فيسبوك عن توسيع أداة آلية للتعرف على محتوى إيذاء النفس والانتحار وإزالته من إنستغرام في وقت سابق من هذا الأسبوع، لكنه قال إن قوانين خصوصية البيانات في أوروبا تحدّ مما يمكنه فعله.

تحاول الشركات الناشئة الأصغر الأخرى أيضاً استخدام التكنولوجيا لمعالجة المشكلة، حيث تعمل شركة سيف تو ووتش على تطوير برنامج مخصص بواسطة تقنيات التعلم الآلي لمنع المشاهد غير اللائقة بما فيها العنف والعُري. ويفترض أن هذا يوفر طريقة متوازنة للآباء لحماية أطفالهم دون التطفل بعمق في خصوصيتهم.

وتقترح روث أن من السهل غالباً إلقاء اللوم على الوالدين، مضيفة أن تقنية السلامة تساعد فقط في ظروف محدودة حين يصبح الأطفال أكثر استقلالية.

ويتفق العديد من الخبراء على أنه من الحتمي أن يواجه معظم الأطفال محتوى غير لائق في مرحلة ما، لذا فهم بحاجة إلى اكتساب "المرونة الرقمية."

توضح الدكتورة ليندا بابادوبولوس، أخصائية نفسية تعمل مع منظمة Internet Matters Safety غير الربحية لـ بي بي سي تكنولوجيا: «يجب تعليم الأطفال السلامة على الإنترنت بنفس طريقة تدريس المهارات الأخرى التي تحافظ على سلامتنا في العالم المادي». وتضيف: "يجب على الآباء إجراء محادثات صريحة حول أنواع المحتوى التي قد يواجهها الأطفال على الإنترنت وتعليمهم طرقًا لحماية أنفسهم."

وتشير إلى أن متوسط عمر الأطفال الذين يتعرضون للمواد الإباحية هو 11، لذلك فإنها تنصح الآباء بمحاولة مناقشة القضايا المعنية بدلاً من مصادرة الهاتف منهم.