الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

نهاية تطبيق الفيديو الشهير

نهاية تطبيق الفيديو الشهير

بعد أكثر من عقدين في الخدمة، أعلنت شركة «أدوبي» النهاية الرسمية لتطبيق «فلاش» مع آخر أيام 2020. وأثار إعلان نهاية التطبيق حنين العديد من المستخدمين الذين قاموا بتدشين «هاشتاغ» عبر الشبكات الاجتماعية لوداعه. بدأ التطبيق رحلة الحياة عام 1996 ليحضر الرسوم المتحركة الغنية والتفاعلية لمواقع الويب المبكرة، ويسيطر لسنوات على مشهد عرض الفيديو والصوتيات قبل أن تغطي مشكلاته وثغراته الأمنية على إمكانياته الكبيرة.

ظهر التطبيق للمرة الأولى على يد مطورين مستقلين لتستحوذ عليه بعدها شركة «ماكروميديا» لفترة من الوقت، وخلال سنوات قليلة أصبح البرنامج ضرورياً لعرض محتوى عدد لا يحصى من مواقع الإنترنت، الأمر الذي أثار شهية شركة أدوبي لتستحوذ عليه عام 2005، وتبدأ رحلة انتشاره العالمية، ليصبح بعدها العنصر الأساسي في تشغيل أفلام «يوتيوب» وهي خدمة مشاركة الفيديوهات الصاعدة في ذلك الوقت، وظل فلاش هو المشغل الأساسي لها حتى عام 2015.



نهاية التطبيق رسمياً جاءت بإعلان شركة أدوبي التوقف عن تحديث مشغل تطبيقات فلاش منذ الأسبوع الأخير لشهر ديسمبر الماضي، بينما سيبدأ حظر الوصول إلى مواقع وملفات فلاش اعتباراً من منتصف هذا الشهر، أما مايكروسوفت فأعلنت أنها ستبدأ حظر الوصول إلى ملفات فلاش من جميع إصدارات ويندوز مع بداية هذا العام، بينما ستقوم متصفحات الإنترنت «كروم» و«فايرفوكس» بحظر تشغيل امتدادات فلاش، لتنضم بهذه الخطوة إلى متصفح «سفاري» الذي بدأ عملية الحظر منذ فترة سابقة.

في حقيقة الأمر، يمثل قرار إيقاف التطبيق نهاية لتكنولوجيا من حقبة سابقة وقديمة لشبكة الإنترنت، قطعة أثرية حققت نجاحاً عندما كانت معايير الصناعة المرتبطة بأنساق الفيديو والصوت بدائية وغير موحدة، ما جعل فلاش حلاً مثالياً للأشخاص الذين لديهم أنظمة كمبيوتر متعددة ومتصفحات مختلفة لمشاهدة نفس المحتوى، ولسنوات طويلة، وقبل أن تصبح الصور المتحركة الفكاهية «الميمز» عنصراً عادياً، كانت رسوم الفلاش المتحركة وألعابه هي الشكل المهيمن على ثقافة الإنترنت.

كانت ميزة التطبيق الأساسية أنه طريقة مضمونة لتشغيل هذه الملفات كبيرة الحجم باستخدام أجهزة ومتصفحات مختلفة، ومع ذلك فإن ضمان تشغيل ملفات الصوت والفيديو عبر نظام تشغيل فلاش، كان يعني دائماً إتاحة الفرصة للمتسللين والمخترقين للوصول من الأبواب الخلفية.

غياب التطبيق الشهير يعني بالضرورة اختفاء عشرات الآلاف من الملفات التي تمثل التاريخ القديم للإنترنت، وهو الأمر الذي أطلق عدداً من المشاريع التي تهدف للحفاظ على محتوى «فلاش» بعد توقف الشركة المنتجة عن دعمه، على سبيل المثال، أحد البرامج مفتوحة المصدر «Ruffle» يقوم بترجمة ملفات فلاش لتكون قابلة للقراءة في المتصفحات الحديثة، ويقوم موقع «أرشيف الإنترنت» باستخدام هذه البرمجية بشكل دائم للحفاظ على مجموعة كبيرة من الألعاب، ومقاطع الفيديو المتحركة التي اشتهرت خلال ذروة نجاح التطبيق، ليتم الاحتفاظ بها كأرشيف يمكن العودة إليه للأجيال المقبلة.

وللحفاظ على هذا الإرث الكبير فإن أرشيف الإنترنت قد قام بتحميل الآلاف من الرسوم المتحركة والألعاب وبرامج فلاش، ورغم صعوبة المهمة والاضطرار للتحقق من هذه الملفات بشكل يدوي إلا أنهم نجحوا في الحفاظ على الكثير من هذه الأعمال حتى لا تمحى من الذاكرة.

وخلال السنوات الأخيرة، انحصرت غالبية استخدامات تطبيق فلاش من قبل مواقع الويب المتخصصة في ألعاب المتصفح والتي اجتذبت ملايين اللاعبين، ولكن جرى عليها ما جرى على باقي التطبيقات، إذ بدأت تدريجياً في التخلص من فلاش لصالح الألعاب المكتوبة بلغات برمجة أحدث.

بيل كراموزيس، الرئيس التنفيذي لشركة «أديكتينج جيمز» المنتجة لمثل هذه النوعية من الألعاب يقول: «كان تأثير فلاش إيجابياً وسلبياً في الوقت نفسه، خاصة حجم التأثير الذي أحدثه في مجتمع المبدعين، وبالنسبة للمطورين كان على الأرجح أهم مجموعة أدوات مؤثرة حصل عليها المطور المستقل في التاريخ، أما الجانب السلبي فبدأ يظهر في السنوات اللاحقة خاصة المخاوف المتعلقة بالأمان، وأيضاً بعض المخاوف المتعلقة بالأداء، ولكن فلاش في سنواته الأولى مكّن الكثير من الأشخاص من الإبداع على الويب».