الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

القصة الكاملة لتحديثات واتساب الأخيرة.. ولماذا دخل signal على الخط وخطف الأضواء؟

خلال الأيام الماضية، شهد تطبيق واتساب نكبة كبيرة لم تمر عليه من قبل، حيث نزح المستخدمون واتجهوا إلى بدائل أخرى، لماذا حدث ذلك مع التطبيق الأشهر منذ سنوات؟ وما قصة البدائل الأخرى التي خطفت الأضواء؟

وقع تطبيق واتساب WhatsApp في منتصف عاصفة بعد إجراءات التحديث الجديد لسياسة الخصوصية، ما يشير إلى مزيد من مشاركة البيانات مع الشركة الأم فيسبوك FaceBook، حيث يتعين قبول شروط السياسة الجديدة، أو حذف الحساب نهائياً اعتباراً من 8 فبراير القادم، أثار هذا التغيير استياء من قبل المستخدمين واعتبروا ذلك انتهاكاً للخصوصية وعدم أمان، ما أدى إلى هجرة جماعية إلى تطبيقات مثل Signal وTelegram.

بداية القصة من 2014 على يد فيسبوك

بعد استحواذ فيسبوك على تطبيق واتساب من مؤسسيه، الثنائي جان كوم وبريان أكتون موظفي «ياهو» السابقين، مقابل 19 مليار دولار، ليصير التطبيق واحداً من أكبر التطبيقات التابعة لـ«فيسبوك»، علماً بأن عدد مستخدميه يتجاوز 2 مليار شخص حول العالم، فيما يصل عدد مكالمات الصوت والفيديو في التطبيق خلال يوم واحد إلى مليار و400 مليون مكالمة صوت وفيديو، فضلاً عن الرسائل النصية التي يفوق عددها ذلك بكثير.

التحديث الجديد الذي أثار جدلاً لدى المستخدمين، له جذور، إذ أعلن «واتساب» في أغسطس 2016، أي بعد نحو عامين من صفقة استحواذ «فيسبوك»، عن تحديث جديد لشروط وسياسة الخصوصية، أصبح يشارك بموجبه معلومات الحساب الخاصة بمستخدميه مع فيسبوك، بحجة تحسين محتوى الإعلانات الموجهة إليهم.

وقتها كان ذلك التحديث هو الأول الذي يجريه واتساب منذ 4 سنوات، ليخالف بذلك تعهداً قطعه على نفسه بعد استحواذ فيسبوك عليه عام 2014، حيث أكد أن «الصفقة لن تؤثر على خصوصية المستخدمين»، الذين كان يبلغ عددهم وقتها نحو مليار شخص.

لكن وقتها، كان يمكن للمستخدمين رفض سياسة الخصوصية الجديدة، ومواصلة استخدام التطبيق بشكل طبيعي، حتى في حالة النقر بالخطأ على الموافقة، كان يمكن التراجع عن ذلك وتصحيح الخطأ خلال مدة 30 يوماً، وذلك على عكس التحديث الجديد في 2021، الذي سيصبح إجبارياً بحلول الشهر المقبل، على أن يُمنع الرافضون لسياسة الخصوصية من استخدام التطبيق، وستحذف حساباتهم.

التحديثات الجديدة لتطبيق واتساب

مع إعلان سياسة التحديثات الجديدة لتطبيق واتساب، التي أثارت غضب المستخدمين والنشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أعلنت الشركة عن التحديثات الإلزامية على المستخدمين، والتي تتمثل في: رقم الهاتف، صورة الحساب، بيانات المعاملات المالية الخاصة، أنماط الاستخدام التي تشمل الميزات المستخدمة والمجموعات التي انضم إليها المستخدمون، وكيفية تفاعلهم مع الآخرين داخل التطبيق، فضلاً عن معلومات أخرى مثل: استخدام ميزة الحالة، وبيانات الجهاز مع شركات فيسبوك الأخرى، وعنوان IP الخاص بالمستخدم، وموقعه ولغته، وقد تتضمن معلومات أخرى محددة في قسم سياسة الخصوصية بعنوان «المعلومات التي يجمعها» أو «التي تم الحصول عليها بناء على إشعار لك أو بناء على موافقة المستخدم»، وفق البوابة العربية للأخبار التقنية.

أيضاً تقترح السياسة المحدثة أنه قد ترسل للمستخدم مواد تسويقية حول شركات فيسبوك، إضافة إلى ذلك، ستستخدم الشركة بيانات المستخدمين التي تم جمعها من التطبيق وخدمات فيسبوك الأخرى لتقديم اقتراحات حول المحتوى وتوصيات الأشخاص والإعلانات، جنباً إلى جنب مع تحسينات الخدمة.

الخسائر تتصاعد وسيجنال يتصدر بعد تصريح صغير من إيلون ماسك

بعد ثورة الغضب التي شهدتها مواقع التواصل الاجتماعي، من النشطاء، وإبداء نيتهم النزوح من التطبيق والبحث عن بدائل أخرى، خرج أغنى رجل في العالم إيلون ماسك موجهاً الضربة القاضية لمارك زوكربيرغ، ودعا متابعيه عبر حساب تويتر، لاستخدام سيجنال لأنه الأكثر أماناً ويشفر الرسائل بين المستخدمين.

على الفور، توجه كثير من مستخدمي واتساب إلى تطبيق المراسلة سيجنال Signal، إلا أن تربع التطبيق على عرش قائمة التطبيقات الأكثر تحميلاً على متاجر «أبل ستور» و«غوغل بلاي» في العديد من بلدان العالم، منها الهند وفرنسا وألمانيا واليابان وغيرها من الدول، منذ إعلان منافسه «واتساب» يوم الخميس الماضي، العزم على تشارك مزيد من البيانات مع الشبكة الأم فيسبوك.

ومن جانبه، دعا جاك دورسي مؤسس موقع التدوين المصغر «تويتر» لاستخدام سيجنال بدلاً من واتساب بسبب اختراق خصوصية المستخدمين، وذلك عن طريق إعادة إرسال تغريدة إيلون ماسك، وبسبب الإقبال الكثيف على سيجنال Signal مفتوح المصدر، تعرض التطبيق إلى مشاكل تقنية يومي الخميس والجمعة الماضيين، وأوضحت إدارة التطبيق أن «رموز التحقق تتأخر حالياً، لأن كثيرين يحاولون الانضمام إلى سيجنال في الوقت الراهن».

فقد قفز الاهتمام العالمي بتطبيق Signal بحوالي 50 مرة منذ أن أعلن واتساب عن تغييرات في شروط الاستخدام الأسبوع الماضي، خلال الفترة ذاتها زادت أحجام البحث المتعلقة بمنافسه Telegram بنحو 3 أضعاف، ويصنف «سيجنال» الذي أطلق سنة 2014، من جانب الخبراء بأنه أكثر تطبيقات المراسلة أماناً في العالم، خصوصاً بفضل قدرته على التشفير التام للرسائل والاتصالات بالصوت أو الفيديو بين طرفي الاتصال.

وحقق التطبيق سريعاً شعبية في أوساط الصحفيين والمبلّغين عن الانتهاكات، خصوصاً بفضل دعم إدوارد سنودن الذي سرّب بيانات سرية عن أساليب أجهزة الاستخبارات الأمريكية في التجسس على الاتصالات.

غوغل يثبت صعوداً مذهلاً لسيجنال

أوضح محرك البحث غوغل، مدى صعود تطبيق سيجنال Signal المذهل خلال الأيام الماضية، خاصة بداية من يوم 7 يناير الماضي، حيث كان عدد الأشخاص الذين يبحثون عن تطبيق تليغرام Telegram على محرك البحث أعلى بمقدار 30 مرة من الذين يبحثون عن تطبيق المراسلة مفتوح المصدر Signal، لكن بعد يوم 7 يناير الأمر تحول بطريقة مذهلة، حيث تفوق سيجنال على تليغرام من حيث اهتمام البحث في عدد كبير من الدول ومن أهمها (الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، كندا، أستراليا، الهند، فرنسا، النمسا، بولندا، التشيك، سويسرا، النرويج، السويد، فنلندا، الدنمارك وغيرها من الدول).

في فهرس غوغل، حصلت هونغ كونغ على درجة فهرس تبلغ 100، ما يعني أن النسبة المئوية لطلبات البحث المتعلقة بتطبيق Signal هي الأعلى في تلك المنطقة.

سجلت الهند والإمارات العربية المتحدة نتيجة نشاط البحث 40، قبل عمان وتركيا اللتين سجلتا 39، بعبارة أخرى، بافتراض أن 5% من إجمالي طلبات البحث في هونغ كونغ مرتبطة بتطبيق Signal، فإن هذا الرقم سيكون 2% للهند.

أخيراً.. «واتساب» تصدر بياناً رسمياً

بعد حالة الجدل التي سادت خلال الأيام الماضية، حول انتهاكات تحديث واتساب الجديد لخصوصية المستخدمين، ونزوح عدد لا بأس به من المستخدمين إلى تطبيقات بديلة، أصدرت شركة واتساب بياناً رسمياً لحسم الجدل.

قال المتحدث الرسمي لشركة واتساب: «كما سبق وأعلنا في شهر أكتوبر الماضي، يعمل تطبيق واتساب على مساعدة المستخدمين في إجراء عمليات الشراء بالإضافة إلى الحصول على خدمات الأعمال مباشرة عبر التطبيق، فبينما يستخدم معظم الأشخاص تطبيق واتساب لإجراء محادثة مع الأصدقاء والعائلة، يتزايد عدد المستخدمين الذين يحاولون الحصول على خدمات الأعمال أيضاً».

وأضاف: «من أجل المزيد من الشفافية، فقد قمنا بتحديث سياسة الخصوصية بحيث يمكن للشركات التي ترغب في تقديم خدماتها عبر تطبيق واتساب مستقبلاً اختيار تلقي خدمات استضافة آمنة من خلال شركتنا الأم فيسبوك، بهدف تيسير إدارة تواصل تلك الشركات مع عملائها عبر تطبيق واتساب، مع ذلك، يظل لدى مستخدم واتساب حرية الاختيار ما إذا كان يرغب في التواصل مع إحدى الشركات عبر التطبيق أو أنه لا يرغب في ذلك».

تابع المتحدث: «لا يتسبب هذا التحديث في أي تغيير فيما يتعلق بممارسات مشاركة البيانات عبر واتساب مع فيسبوك، كما لا يؤثر إطلاقاً في خصوصية تواصل المستخدمين مع أصدقائهم أو عائلاتهم في جميع أنحاء العالم».

أكد أن شركة واتساب تشدد على التزامها التام بحماية خصوصية مستخدمي التطبيق، قائلاً: «نحن نتواصل بصفة مباشرة مع المستخدمين فيما يتعلق بتلك التغييرات حتى يتوافر لهم الوقت الكافي لمراجعة السياسة الجديدة على مدى الشهر المقبل».

الحرب بين فيسبوك وأبل

منذ اقتراب نهاية عام 2020 وبداية 2021، يبدو أن حظ التطبيق الأشهر في العالم فيسبوك، ليس على ما يرام، حيث تعددت عداواته مع الشركات العالمية الشرسة، ومنها شركة أبل العملاقة.

فلم يعد النزاع بين عملاق شبكات التواصل الاجتماعي فيسبوك، وصانع هواتف آيفون، شركة أبل الأمريكية سراً، بل أصبح حرباً على المكشوف تستخدم فيها كل الأسلحة، والسبب في كل ذلك «المستخدمون».

فمن قرابة أسبوعين، أقدم موقع فيسبوك على إزالة العلامة الزرقاء التي توثق الصفحة الرئيسية لشركة أبل، والعلامة التي تمنح للشخصيات العامة والشركات، لكي تدل على أصالتها وهويتها الحقيقية، وظلت العلامة غائبة عن صفحة أبل في فيسبوك حتى صباح الخميس الماضي، وغياب العلامة يعني أن صانع أبل أصبح مالكاً لصفحة عادية مثله مثل أي صفحة يقوم بإنشائها مستخدم في ثوانٍ.

واللافت في الأمر أن فيسبوك أبقى على العلامة الزرقاء التي توثق حسابات منافسي أبل مثل مايكروسوفت وسامسونغ وغيرها، فضلاً عن أن الرئيس التنفيذي للموقع الأزرق مارك زوكربيرغ، قد انتقد الأسبوع الماضي تحديثات الخصوصية في نظام تشغيل أجهزة أبل «آي أو إس 14»، التي ستدخل حيز التنفيذ.

وذلك بسبب أن التحديث الجديد لنظام تشغيل أيفون، سيمنح المستخدمين حق الإذن من عدمه للتطبيقات لكي تتبعهم لأغراض إعلانية، وفيسبوك واحد من التطبيقات التي تتبع المستخدمين، ويقول إن ذلك مهم للغاية لربطهم مع الشركات الصغيرة التي تقدم لهم خدمات تلبي احتياجاتهم.

المصادر:https://gadgets.ndtv.com/social-networking/features/signal-faq-what-is-signal-and-why-are-people-leaving-whatsapp-2350888

https://www.xda-developers.com/discussion-whatsapp-vs-privacy/

https://www.whatsapp.com/legal/updates/privacy-policy/?lang=en