الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

هل سنحتاج إلى لقاحات جديدة ضد كورونا المستجد؟ علماء لـ "الرؤية" يجيبون

هل سنحتاج إلى لقاحات جديدة ضد كورونا المستجد؟ علماء لـ "الرؤية" يجيبون

علماء: لا حاجة آنية لتحديث اللقاحات.. وعملية تعديلها «ليست سهلة على الإطلاق»



يناقش العلماء حالياً ما إذا كانت المتغيرات الفيروسية الجديدة قادرة على التغلب على فعالية اللقاحات. لكن بعض مطوري اللقاحات يقولون إن لديهم خطة ما لتحديث لقاحاتهم واستهداف تلك المتغيرات الناشئة بشكل أفضل. إذ يقول أوجور شاهين مُطور لقاح بيونتيك-فايزر، «إن شركته قادرة على التعامل مع المتغيرات الجديدة وتصميم لقاح يستهدفها في غضون 6 أسابيع من ظهور المتغير وحدوث الطفرة».

من ضمن تلك المتغيرات الطفرة الإنجليزية التي أشار إليها رئيس الوزراء البريطاني، والتي تسهم في إكساب الفيروس قدرة أكبر على الانتشار وإحداث الإصابات. ومن ضمنها أيضاً المتغيرات التي تم رصدها في جنوب أفريقيا والبرازيل. وبحسب الموقع الرسمي لدورية نيتشر العلمية، تحمل تلك السلالات طفرات تثبط تأثير الأجسام المضادة الحاسمة لدرء العدوى. ويقول الباحث في البيولوجيا الجزيئية، باتريك كريمر، في تصريحات خاصة لـ«الرؤية»: «إن اكتساب الفيروس طفرة تُثبط الأجسام المناعية المُولدة من اللقاح يشير إلى ضرورة تحديث اللقاحات بشكل فوري» إلا أنه يعود ويؤكد أن ذلك الأمر «لم يحدث حتى الآن».

ويضيف الباحث في مجال التكنولوجيا الحيوية، ماني فروهار في تصريحات نقلها موقع نيتشر، إن أفضل طريقة لمكافحة المتغيرات الناشئة هي «تلقيح أكبر عدد ممكن من البشر باللقاحات الحالية في أقل وقت ممكن بهدف خنق الفيروس قبل انتشاره». إلا أن ذلك الأمر غير ممكن بالسرعة المطلوبة، على حد قول الباحث في معهد بيولوجيا النُظم بجامعة ييل الأمريكية، رايان دي تشاو، والذي يشير إلى أن عمليات التلقيح تحتاج إلى 3 سنوات على الأقل للوصول إلى مناعة القطيع ومنع انتشار الفيروس، فمع الوتيرة الحالية والقيود التقنية التي تُحد من إنتاج الكميات المطلوبة من اللقاحات لا يُمكن الاعتماد على نظرية الوصول لمناعة القطيع عبر التلقيح قبل سنوات».

تتسابق المعامل في جميع أنحاء العالم لفهم التهديد الذي تشكله متغيرات فيروس كورونا المستجد للقاحات. لكن الرؤى المبكرة من هذه الدراسات مختلطة وغير كاملة. في جنوب أفريقيا تم تحديد متغير جديد في أواخر عام 2020 يسمى «واي-في2-501» وهو من بين أكثر المتغيرات إثارة للقلق، حيث اكتشفت الاختبارات المعملية أن ذلك المتغير يحمل مجموعة من الطفرات تقلل من فاعلية «الأجسام المضادة المُعطلة» والتي يتم تصنيعها من قبل الأشخاص الذين تلقوا لقاح فايزر أو مودرينا. ويقول العلماء عن ذلك المتغير، إنه «شديد الخطورة» إلا أنهم لا يعرفون على وجه الدقة بعد إذا ما كانت الاستجابات المناعية الأخرى التي تحفزها اللقاحات قادرة على الحماية من تأثير ذلك المتغير.

ويرى الباحث في مجال اللقاحات بمعهد ماكس بلانك، لوكاس فينونج، «أن اللقاحات تولد استجابات مناعية مختلفة داخل الجسم، ربما تتسبب الطفرات الجديدة في تعطيل استجابة واحدة منها إلا أن باقي الاستجابات يُمكنها العمل على حمايتنا».

ويؤكد فينونج أن عملية تغيير أو تعديل اللقاح في الوقت الحالي «ليست سهلة على الإطلاق، فالبشرية لا تزال في أوج معركتها مع الفيروس الأصلي، ولا يُمكن تعديل لقاح بسبب طفرة ظهرت بصورة محلية في دولة أو 2».

وتتمثل معضلة كبيرة في حال الشروع في تعديل اللقاحات أو تغييرها، إذ تحتاج الشركات المصنعة الحصول على تصاريح من هيئات تنظيم وتصنيع وسلامة الدواء لاختبار اللقاحات المعدلة على البشر. فبعد نشر لقاحات الجيل الأول في جميع أنحاء العالم، لا يُمكن تخيل أن تحارب شركات الأدوية مرة أخرى للحصول على التصاريح اللازمة لاختبار اللقاحات المُعدلة مرة أخرى. فعلاوة على التكاليف الضخمة للتجارب السريرية على البشر، يحتاج ذلك التعديل إلى موافقات كثيرة وأفراد يُقدر عددهم بالآلاف للقيام بالتجارب السريرية.

لكن، يوجد سيناريو أفضل من وجهة نظر فينونج، حيث يقول، «إن تحديث اللقاحات ليس بصعوبة تصميمها، وإذا ما حالفنا الحظ، يُمكن أن نجري تحديثات دون الحاجة لإجراء تجارب سريرية ضخمة».

في الخلاصة، يرى كريمر، أننا لسنا بحاجة آنية لتغيير اللقاحات. فيما يرى تشاو أن المراقبة والانتظار مع تلقيح عدد أكبر من البشر هو الخطوة الأهم، «نحن في صراع مع الزمن.. صراع سيحسمه محاولة التغلب على العقبات في إنتاج اللقاحات الحالية».