الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

Clubhouse.. نجم جديد في سماء التواصل الاجتماعي

Clubhouse.. نجم جديد في سماء التواصل الاجتماعي
بين ليلة وضحاها، تحول تطبيق "Clubhouse" إلى حديث الجميع، رغم أنه حتى الآن غير متاح للعامة بشكل كامل، ولكن التطبيق الذي يقدم أسلوباً جديداً للحوار الذي يرتكز على التنوع والتخصص، أثار موجات من الترقب والرغبة في المعرفة، بل والكثير من احتمالات النجاح المالي والاقتصادي. في السطور المقبلة نحاول التعرف على التطبيق الجديد الذي يتحول إلى النجم الصاعد لمنصات التواصل.

ينطلق كلوب هاوس من فكرة الدردشات الصوتية، حيث يمكن للمستخدمين الاستماع إلى المحادثات والمقابلات والمناقشات بين المتخصصين في المجالات المختلفة، وبشكل عام يمكن النظر إلى التطبيق باعتباره نوعاً من أنواع البودكاست مع لمسة إضافية من التميز والانفراد.

يعمل التطبيق حالياً من خلال الدعوات فقط، أي أن المستخدم العادي لا يستطيع تنزيله من متجر التطبيقات وإنشاء حساب كما يحدث مع منصات التواصل التقليدية، وهو يشبه في هذا الوضع نادياً خاصاً لليخوت أو ملتقى للنخبة، ويجب أن تتم دعوة المستخدم الجديد على يد أحد الأعضاء الحاليين، وعندما تتم دعوة مستخدم جديد، فإن أول خطوة هي تحديد الموضوعات التي تهمه، مثل التكنولوجيا أو الكتب أو الأعمال أو الصحة، وكلما زادت المعلومات التي يمنحها المستخدم للتطبيق حول اهتماماته، زادت عدد غرف المحادثات والأشخاص الذين يوصي التطبيق بمتابعتهم أو الانضمام إليهم.


تشبه غرفة المحادثة المكالمة الجماعية، ولكن مع وجود عدد محدود من المتحدثين بينما تكتفي الغالبية بالاستماع إليهم، ومثل المكالمة الهاتفية، يتم إغلاق الغرفة عند الانتهاء، وبالتالي تختفي المحادثة، ولكن هذا الوضع لا يمنع بعض المستخدمين من تسجيل الدردشة بأساليبهم الخاصة.


يتوفر لمستخدم التطبيق في البداية دعوتان فقط يمكن أن يرسلهما إلى من يرغب، حيث تصل الدعوة في رسالة نصية إلى الهاتف بها رابط يقود إلى صفحة الاشتراك، ومن المتوقع أن يستمر هذا الوضع حتى نهاية 2021، حيث أعلن مبتكرو التطبيق أن الهدف خلال هذا العام هو استكمال المرحلة التجريبية المغلقة قبل إتاحة التطبيق للجميع.

ويعتبر كلوب هاوس إحدى قصص النجاح اللافتة في عالم الأعمال والتكنولوجيا، حيث ظهر للمرة الأولى في مارس 2020 عندما قام بإطلاقه بول ديفيدسون وروهان سيث وهما رائدا أعمال من الولايات المتحدة، والمدهش أن عدد مستخدمي التطبيق لم يتجاوز 1500 شخص في مايو 2020 إلا أن قيمته السوقية بلغت ما يقرب من 100 مليون دولار وقتها.

ولكن الموقف تغير بشكل جذري منذ أسابيع قليلة، عندما استضاف إيلون ماسك رائد التكنولوجيا، فلاد تنيف الرئيس التنفيذي لشركة روبنهود، عبر التطبيق، وهو اللقاء الذي وصل بالمشاركين إلى الحد الأقصى في غرفة صوتية واحدة، وتم بثه مباشرة على يوتيوب، وكان اللقاء نقطة تحول محورية حيث تدافع الكثيرون للحصول على دعوات الانضمام. واعتباراً من 1 فبراير الحالي، تجاوز عدد المستخدمين 2 مليون شخص، كما أن القيمة السوقية للشركة المنتجة تقدر حالياً بنحو مليار دولار.

نموذج الأعمال الذي يستخدمه التطبيق غير واضح حتى الآن، ولكن الشركة تعمل على اختبار نموذج تجريبي خاص بصناع المحتوى، حيث تمت دعوة ما يقرب من 40 شخصاً من المؤثرين أصحاب الحضور الناجح عبر الإنترنت، حيث تلقوا وعوداً بلقاءات منتظمة مع أصحاب الشركة، مع إمكانية الوصول المبكر لأي أدوات خاصة يتيحها التطبيق للمستخدمين المتمرسين.

ويستضيف غالبية هؤلاء المؤثرين، مجموعة من الغرف الناجحة ضمن التطبيق، والتي تجتذب آلاف المستمعين، بينما يمتلك البعض الآخر جمهوراً محدوداً ولكن موضوعاته أكثر تخصصاً. على سبيل المثال، تستضيف كاثرين كونورز، وهي مدونة مخضرمة تكتب عن الأمومة وتربية الأطفال، برنامجين حواريين منتظمين، أحدهما عن النسوية، والآخر عن الفلسفة الذي تم ضمه لبرنامج منتجي المحتوى، وتقول كونورز إن غالبية الشخصيات البارزة في التطبيق يختلفون عن المؤثرين التقليديين من الشباب على المنصات الأخرى، وإن غالبية منتجي المحتوى في الـ40 والـ50 من العمر.

ورغم وعود النجاح التي يقدمها هذا التطبيق لمنتجي المحتوى، فإن أساليب تحقيق العوائد من هذا المحتوى غير واضحة حتى الآن، وإن كانت الشركة تناقش مجموعة من الخيارات من بينها الاشتراكات، وتبرعات الجمهور، وحتى طرح تذاكر للحضور كمصادر محتملة للإيرادات.

التدافع الجماهيري للحصول على عضوية التطبيق، خلق سوقاً رائجة لبيع الدعوات عبر العديد من المنصات مثل «ريد آت» و«إى باى» وغيرها، وبرزت الصين في هذا المجال، حيث تباع العضويات عبر منصة «علي بابا»، في الصين بمبلغ يراوح بين 25-60 دولاراً للدعوة الواحدة، ويعود سبب الاهتمام الصيني بهذه المنصة إلى عدم حظرها من أنظمة الرقابة هناك حتى الآن.

ومع اجتذاب تطبيق كلوب هاوس المزيد من الخبراء والمتخصصين في المجالات المختلفة، خاصة مجالات الاستثمار والتكنولوجيا والشركات الناشئة، فإن مسألة تحقيق الإيرادات والوصول لصيغة تمنح منتجي المحتوى عوائد مجزية هي مسألة وقت، خاصة وأنه يبشر بصناعة العديد من النجوم في مجال إنتاج المحتوى.

يذكر أن عوائد المؤثرين في شبكات التواصل الاجتماعي أصبحت مثيرة للاهتمام من قبل المستثمرين. على سبيل المثال، عينت شركة «ريموس» الناشئة جوش ريتشاردز نجم «تيك توك» البالغ من العمر 18 عاماً كشريك مؤسس في المشروع، بينما ذكرت تقارير إخبارية أن أحد نجوم «يوتيوب» الذي يبلغ من العمر 9 سنوات فقط تمكن من تحقيق عائدات بلغت 30 مليون دولار خلال عام واحد، وترى الغالبية أن منصة كلوب هاوس بمقدورها تجاوز هذه الأرقام.