الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

تويتر يراهن على الخدمات المدفوعة

تويتر يراهن على الخدمات المدفوعة

خلال عام كامل كانت شركة تويتر تتخذ العديد من الخطوات الطموحة لتغيير نظام البيزنس، وإدخال منتجات جديدة، فبعد تحركات مكثفة لحاملي الأسهم في محاولة للإطاحة بالرئيس التنفيذي للشركة جاك دورسى، أعادت المؤسسة هيكلة أهدافها وتحركاتها على المستوى التجاري. وشهد العام الماضي العديد من الخطط التي تهدف إلى زيادة تدفقات الإيرادات، والتي كان من بينها الاستحواذ على بعض الشركات، واقتراح العديد من أنظمة الاشتراك الجديدة التي وصل بعضها إلى مرحلة التجارب النهائية.

الأسبوع الماضي، وخلال أحد الأحداث التقنية، كشفت شركة تويتر النقاب عن تفاصيل أول منتج مدفوع تستعد الشركة لإطلاقه وهو عبارة عن ميزة جديدة تحمل اسم «المتابع المميز» أو
Super Follow، وهي في مضمونها خدمة باشتراك مالي لمشاهدة محتوى مميز قادم من مغردين بعينهم، وفي إطارها العام فإن الخدمة تحاول المزج بين العديد من المزايا التي تمتلكها منتجات أخرى، مثل دعم مجتمع بعينه كما تفعل «ديسكورد»، وغرف الدردشة الصوتية في «كلوب هاوس»، وأساليب دعم المبدعين كما في خدمة «باتريون»، والخُلاصات التي تقدمها الرسائل البريدية الإخبارية.



الكثير من التفاصيل المتعلقة بهذه الخدمة لا تزال غير واضحة، بالإضافة إلى أن الشركة لم تحدد موعداً للإطلاق، ولكن بعض تفاصيل المنتج والتي عرضتها تويتر خلال الحدث تقدم ميزة جديدة تتيح لمستخدمي المنصة الاشتراك مع أحد ناشري المحتوى المميز مقابل اشتراك شهري، ونموذج تويتر المعروض أمام المشاهدين حدد سعر هذه الخدمة بما يقرب من 5 دولارات شهرياً.



يحصل المشترك أيضاً على بعض الميزات الإضافية، بما في ذلك «المحتوى الحصري»، «رسائل بريدية للمشتركين فقط»، «عروض وخصومات»، «شارة خاصة للمشتركين»، بالإضافة لإمكانية الولوج إلى مجتمع المتخصصين. أما منشئو المحتوى المشاركين في هذا البرنامج فسوف يتمكنون من حماية بعض المواد والوسائط التي يقومون بمشاركتها عبر المنصة حيث لن تظهر إلا للمشتركين فقط، بما في ذلك التغريدات وقصص تويتر «فليتس» بالإضافة إلى الدردشات الصوتية التي يقومون بتنظيمها من خلال منتج «سبيسس» الذي تستعد تويتر لإطلاقه كمنافس لتطبيق «كلوب هاوس».



خلال الحدث نفسه، أعلنت تويتر أيضاً عن الاستعداد لإطلاق منتج جديد يحمل اسم «المجتمعات»، وهو على ما يبدو أحد المنتجات التي تم تصميمها للمنافسة مع مجموعات «فيسبوك»، ولكنه في الوقت نفسه من المحتمل أن يوفر موقعاً للتفاعل المباشر مع المبدعين الذين سينخرطون في برنامج «المتابع المميز»، وتوفير بيئة للتعاون بينهم. وأعلنت الشركة أيضاً عن التفاصيل الأولية حول «وضع الأمان» وهو خيار يسمح لمستخدمي المنصة بحظر الحسابات المسيئة تلقائياً.

إدخال نظام «حوائط الدفع» أو الاشتراكات إلى مزود تغريدات تويتر من شأنه تغيير آليات الخدمة بشكل كبير، فلسنوات طويلة ظلت منصة تويتر متحفظة بشأن إدخال مميزات خاصة لفئات فردية من المستخدمين، ولكن ظهور مثل هذه الخدمات التي ترتكز بالأساس على صانعي ومنتجي المحتوى في شبكة تمتلئ بالفعل بالملايين من المشاهير يمكن أن تمثل تهديداً وجودياً لمنصات أخرى بنت شهرتها على تمكين المبدعين من تحقيق الدخل المادي، مثل شبكة «باتريون» التي صنعت نموذجها اعتماداً على قلة الآليات المتاحة للربح من الشبكات الاجتماعية الكبرى.

وكانت الشركة قد أعلنت لمستثمريها منذ أسابيع عن 3 أهداف طويلة الأجل تسعى لتحقيقها وهي: زيادة أعداد المستخدمين، ونمو الإيرادات لحجم الضعف على الأقل، وتسريع عملية إضافة المميزات الجديدة عبر نظامها الأساسي. وأكدت الشركة أن أهم الأهداف هو مضاعفة إجمالي الإيرادات من 3.7 مليار دولار أمريكي في عام 2020، إلى 7.5 مليار دولار على الأقل عام 2023. بالإضافة إلى الوصول لرقم 315 مليون مستخدم نشط يومياً بإمكانه تحقيق الدخل، وهو ما يعادل زيادة إجمالية قدرها 20% سنوياً عن الرقم الحالي.

وذكرت وكالة بلومبيرغ في تقرير لها، أن العديد من المناقشات الداخلية تدور داخل الشركة حول بعض الأفكار المبتكرة، ومنها فكرة «الإكرامية»، حيث يمكن للمستخدم أن يدفع مبالغ تطوعية للأشخاص الذين يتابعونهم على المنصة مقابل المحتوى الحصري، بالإضافة إلى فرض رسوم على استخدام منصة Tweetdeck والتي تستخدمها المؤسسات غالباً، حيث توفر خصائص متقدمة للنشر، وتفكر الشركة أيضاً في فرض رسوم على استخدام خدمات متطورة مثل «التراجع عن الإرسال» أو خيارات تخصيص الملف الشخصي.

ولتحقيق الانطلاق السريع في هذه الخطط، قامت الشركة مؤخراً بالاستحواذ على مجموعة من الشركات المختلفة، منها على سبيل المثال شركة «كروما لابس» التي تقدم تطبيقات التصميمات البصرية، وتطبيق «بريكر» المختص بأدوات الصوتيات والبودكاست، ومنصة إنشاء الرسائل البريدية «ريفيو»، بالإضافة إلى التعاقد مع عدد من مشاهير التصميم والإنتاج في المجالات المختلفة.

وكانت الشركة قد واجهت العام الماضي موقفاً معقداً، عنمدا استحوذت شركة استثمار شهيرة على أسهم تتجاوز قيمتها مليار دولار من أسهم الشركة منحتها القدرة على التأثير على القرار داخل الشركة، ثم أطلقت حملة داخلية للإطاحة بمؤسس تويتر والرئيس التنفيذي جاك دورسي بدعوى أنه ليس الشخص الأمثل لقيادة المؤسسة، بالإضافة إلى سجله السيئ في مجال الابتكار. ولكن دورسي تمكن في النهاية من التفاوض مع المستثمرين على البقاء في منصبه والحصول على فرصة لتنفيذ سياسة نمو جديدة، وفي المقابل تحصل المجموعة الاستثمارية على مقاعد في مجلس الإدارة تمنحها رؤية أكثر عمقاً لإدارة الأعمال في الشركة، ويمكن النظر إلى تحركات المنصة الأخيرة ومنتجاتها الهادفة للربح كنتيجة للتفاهمات الداخلية، ويبقى الحكم على التجربة وتحولاتها الدرامية في يد مستخدمي المنصة.