الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

البنتاغون يحاول التنبؤ بالمستقبل باستخدام الذكاء الاصطناعي

وفقاً لموقع «ذا درايف» (THE DRIVE)، أجرت القيادة العسكرية الشمالية (نورثكوم) مؤخراً سلسلة من الاختبارات المعروفة باسم «تجارب هيمنة المعلومات العالمية» (GIDE) التي جمعت ما بين شبكات الاستشعار العالمية وأنظمة الذكاء الاصطناعي وموارد الحوسبة السحابية، وذلك في محاولة لتحقيق الهيمنة في مجال المعلومات والتفوق في عملية صنع القرار.

ووفقاً لقيادة نورثكوم، يمكن لأدوات الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي التي جرى اختبارها أن توفر للبنتاغون على المدى المنظور القدرة على التنبؤ بالأحداث المستقبلية بشكل موثوق والاعتماد على هذه التنبؤات في اتخاذ التدابير الاحترازية مسبقاً، وذلك بناءً على تقييم الأنماط والحالات التي تخرج عن النمط العام والتوجهات المستخرجة من مجموعات هائلة من البيانات.



وللوهلة الأولى، قد يبدو ذلك وكأنه مشهد مأخوذ من فيلم الخيال العلمي (Minority Report)، ولكن هذه حقيقة أكدها الجنرال جلين فانهيرك، قائد القيادة العسكرية الشمالية الأمريكية وقيادة الدفاع الجوي لأمريكا الشمالية. وتبرز أهمية إمكانية التنبؤ بما سيحدث مسبقاً من كونها تتيح متسعاً من الوقت لاتخاذ القرارات المناسبة، وخاصة في المجال العسكري، حيث يتيح ذلك لقادة العمليات نشر القوات مسبقاً بشكل يمنحهم الأفضلية على أرض الميدان.


وفي التجربة، استُخدمت أدوات الذكاء الاصطناعي لإجراء تحليلات آنية للبيانات التي جرى جمعها بواسطة شبكة من أجهزة الاستشعار في أنحاء العالم، بما فيها المعلومات المتاحة تجارياً من شركاء لم يكشف عن أسمائهم. وأفاد الجنرال فانهيرك، بأن هذه المعلومات يمكن مشاركتها مع الحلفاء والشركاء بشكل آني عبر الأنظمة القائمة على الحوسبة السحابية.

وحصلت الاختبارات على دعم من المركز المشترك للذكاء الاصطناعي ومشروع «مافين» التابع لوزارة الدفاع والذي يستخدم تقنيات الذكاء الاصطناعي لتدقيق أعداد هائلة من صورة المراقبة وتحديد المعلومات المفيدة بسرعة. وعلى صعيد مماثل، يختبر سلاح الجو الأمريكي والجيش الأمريكي أيضاً مفاهيم مماثلة تستكشف أوجه التقارب بين جميع البيانات الآنية والذكاء الاصطناعي بهدف تعزيز علمية اتخاذ القرار لتصبح أسرع ومستنيرة بقدر أكبر.

وتشير تجارب هيمنة المعلومات العالمية التي أجراها البنتاغون إلى أن ما قد يحسم الصراعات المستقبلية يكمن في مدى قدرة أي قوة عسكرية على نشر أفضل أنظمة الذكاء الاصطناعي والاستفادة من المعلومات المتاحة بأسرع وقت.

وبالنظر إلى المعدل والنطاق اللذين تتدفق بهما البيانات من حول العالم بفضل شبكات الاتصال الحديثة والأقمار الصناعية وغيرها من التقنيات، فقد نشهد في المستقبل القريب اعتماد عملية اتخاذ القرارات في ساحة المعركة بشكل كبير على أدوات الذكاء الاصطناعي.