الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

«طبّاخ آلي» يسعى لإحداث ثورة في عالم المطاعم

«طبّاخ آلي» يسعى لإحداث ثورة في عالم المطاعم

حرك روبوت ذراعيه تلقائياً لتسليم طلبية معكرونة داخل مطعم في العاصمة اللاتفية ريغا حيث يمكن للزبائن مراقبة الرجل الآلي يحضر لهم الطعام، في تكنولوجيا تقدم لمحة عما قد يكون عليه المستقبل في قطاع المطاعم.

ورغم وجود صالة للأكل وطاولات، يفضّل معظم الزبائن خدمة الطلبات الخارجية، إذ لا تزال لاتفيا تفرض إبراز شهادات التلقيح على الراغبين في الجلوس داخل المطاعم.

وقالت إيفيتا راتينيكا، وهي مدرّسة ومستشارة تربوية في ريغا: «كان الطعام أفضل مما كنت أتوقع». وتعتزم راتينيكا تشجيع تلاميذها على المجيء إلى المكان لمراقبة الروبوت الجديد خلال عمله، معتبرة أن كافيتريا المدرسة قد تضم مثل هذا الجهاز في غضون بضع سنوات.

صُمم روبو إيتز في يناير 2018 على يد كونستانتينيس كوركيومكينز ويانيس بوروكس اللذين يديران سلسلة مطاعم «ووكي توكي» للوجبات السريعة في لاتفيا منذ عام 2009. أما الهدف من هذه الخطوة فيتمثل في إحداث ثورة في القطاع. وقال بوروكس: «هذا الروبوت يحل محل 4 إلى 6 موظفين، ما يقلل بشكل كبير من تكاليف اليد العاملة». لكنه يؤكد أن استخدام الروبوتات لن يزيد معدل البطالة، مضيفاً: «الروبوت لن يحل محل الأشخاص الذين يريدون الحصول على وظيفة في مجال المطاعم، أو أن يصبحوا طهاة أو نجوم مطبخ. لكنه سيحل محل الوظائف المنخفضة الأجر التي لم يعد يريدها معظم الناس».





وشهدت تكنولوجيا الروبوتات في المطاعم اهتماماً متزايداً في السنوات الأخيرة عززته جائحة كوفيد-19. ففي مطعم افتُتح أخيراً في باريس، يمكن للزبائن مشاهدة روبوتات تعد البيتزا وتخبزها وتوضبها بمعدل 80 شطيرة في الساعة. وفي الولايات المتحدة، يحضّر روبوت يدعى سالي السلطات لبيعها على جهاز توزيع آلي. كما أن شركة بريطانية كشفت العام الماضي عن مطبخ آلي بالكامل بسعر لا يقل عن 248 ألف جنيه استرليني (345 ألف دولار). وقد صُمم روبو إيتز لتولي مهام مرتبطة بإعداد الطعام، مع تحسين سلامة الغذاء والقضاء على مخاطر العدوى في المطابخ المكتظة.

وخلال زيارة قام بها صحفي في وكالة فرانس برس أخيراً، بُرمج الروبوت لإعداد 3 أطباق مختلفة من المعكرونة. ويمكن لهذا الطبّاخ الآلي وفق مطوّريه إعداد مئات الوصفات، مع مراعاة ذوق المالك والحساسيات الغذائية.



وقال كوركيومكينز: «إن ذراع الروبوت هي التي تسبب لنا أقل درجة من المشكلات، فنحن نبرمجها فقط للقيام بما نحتاج إليه». وأشار إلى أن التحدي الحقيقي يتمثل في تصميم وابتكار مطبخ كامل حول الروبوت، يجب أن يحتوي على كل مكونات الطعام والتوابل والصلصات والمقالي الدوارة للغلي والقلي.

ويلفت بوروكس إلى أن موظف المطبخ يكلف الشركة في الاتحاد الأوروبي نحو 16 يورو في الساعة، بما يشمل الأجور والضرائب والتأمين والتدريب وما إلى ذلك. ويضيف: «الروبوت لا يحتاج إلى تأمين صحي، ولا يمرض أطفاله، ولا يحصل على أيام عطلة أو إجازة أمومة، ولا يتذمر كما لا يمكنه إحضار عدوى كوفيد إلى العمل». وتعدّ الشركة خططاً توسعية مع مكاتب للبيع في كندا والولايات المتحدة، وفريق تقني في ريغا لبرمجة الروبوتات.

وعُرضت هذه التقنية في وقت سابق هذا العام خلال معرض لاس فيغاس للإلكترونيات في الولايات المتحدة. ولا يخشى المشاركان في تطوير هذا المفهوم المنافسة مع روبوتات مماثلة أخرى.

وتابع كوركيومكينز: «روبوتنا مطور للقيام بمهام ووظائف أكثر من مجرد صنع البيتزا. هدفنا صنع روبوت يمكن أن يكون مفيداً لتحضير أنواع كثيرة من الأطعمة والأطباق». وأضاف: «نأمل أن يصبح روبوت المطبخ رائجاً مثل السيارات الكهربائية».