الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

الصحافة الروبوتية.. ثورة في نقل الأخبار

الصحافة الروبوتية.. ثورة في نقل الأخبار

تعتمد الصحافة الروبوتية أو المؤتمتة على نقل التقارير آلياً من الحواسيب بدلاً من البشر بفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تعمل على تحليل البيانات وتنظيمها وتقديمها بشكل يفهمه البشر، حيث تحلل الخوارزميات كمية كبيرة من البيانات وتختار من بين تنسيقات المقالات المبرمجة مسبقاً لتنظم النقاط المهمة وتضيف معلومات كالأسماء والأماكن والكميات والتصنيفات والإحصائيات وغيرها بالاعتماد على أساليب توليد اللغة الطبيعية (NLG) Natural Language Generating، واتباع 5 خطوات تتمثل في جمع البيانات وتحديد الأحداث المهمة وتحديد الأولويات وتشكيل النص السردي ونشر الأخبار.

وتعتبر السرعة من أهم فوائد الصحافة المؤتمتة لأن الروبوتات المصممة لأتمتة المقالات الاعتيادية تنتج كميات كبيرة من البيانات بوقت قياسي، ما يتيح للصحفيين المزيد من الوقت للعمل على مشاريع أصعب كالتقارير الاستقصائية والتحليل العميق للأحداث.

كما تعتبر الصحافة المؤتمتة الذكية أقل كلفة لأنها توفر الكثير من المواد في وقت قليل، إضافة إلى أن التدخل القليل للبشر يعني دفع رواتب قليلة. لذلك تعد الأتمتة خياراً مناسباً للمنظمات التي لا تملك رأس مال كبيراً وترغب في مواصلة العمل بكفاءة وجودة ممتازة.



إضافة إلى ذلك، يعتقد بعض الخبراء أن أنظمة الصحافة المؤتمتة لا ترتكب أخطاء كالأخطاء الإملائية أو الحسابية، ما يجعلها أكثر دقة من الصحفيين البشر، مع العلم أن هذه الدقة تتطلب دقة في البيانات المدخلة وخلو البرنامج الأساسي من الأخطاء.


رغم فوائد الصحافة المؤتمتة فإنها لا تخلو من بعض المساوئ كعدم الاتفاق على تحديد كاتب المقال، حيث يمنح الفضل للمبرمج في بعض الأحيان ولوكالة الأخبار في أحيان أخرى. كما لا يمكن للقارئ معرفة إذا كان كاتب المقال روبوتاً أو بشرياً، ما يثير التساؤلات حول الشفافية.

ومن جهة أخرى، تشبه التساؤلات حول جدارة الصحافة المؤتمتة بالثقة تلك التي تثار حول مصداقية الأخبار، ولكن يوجد عدة خوارزميات لتحديد المقالات المكتوبة آلياً إلى جانب أساليب المراجعة البشرية. وفي حين تتضمن بعض المقالات أخطاء تصدر عن البشر، يمكن للمعرّفات الآلية أحياناً أن تتغلب على المقالات التي يكتبها البشر. لذلك تعد احتمالية خسارة الصحفيين وظائفهم من المخاوف الرئيسية حول الصحافة المؤتمتة.

ويذكر أن الصحافة المؤتمتة تُعتمد حالياً في مجالات الأخبار الرياضية والمالية، مع العلم أن فوائدها تتجلى في منح الصحفيين مزيداً من الوقت للعمل على المواضيع المهمة. كما أنها تساعد الشركات على نشر المزيد من المعلومات والوصول إلى جمهور أكبر.