السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

نورما سليمان رئيسة مركز محمد بن راشد للتواصل الحضاري لـ «الرؤية»:إنشاء مركز في البرشاء 2014.. وناد لتدريب الفتيات العام الجاري

أهلتها خبرتها الطويلة في العمل الخيري إلى تأسيس مركز محمد بن راشد للتواصل الحضاري. وكونها تسعى إلى تحسين التفاهم بين الثقافات والتكامل والتواصل بين السكان المحليين والأجانب في مختلف أنحاء الإمارات، أكدت رئيسة مركز محمد بن راشد للتواصل الحضاري نورما محمد سليمان أن هناك خططاً لإنشاء مركز جديد في البرشاء العام المقبل بتكلفة 15 مليون درهم من خلال تبرعات أهل الخير. وأوضحت أننا نستهدف تأهيل الفتيات المواطنات وتدريبهن على جميع الأنشطة لتمكينهن من العمل في مركز البرشاء، مشيرة إلى أن المركز يتواصل مع سيدات وفتيات وأطفال من 15 جنسية حول العالم. وكشفت سليمان عن تأسيس ناد للفتيات داخل المركز العام الجاري يقدم لهن دورات تدريبية في جميع الأنشطة الثقافية والاجتماعية والدينية. ونوهت بأن المركز أسهم في إشهار إسلام 25 سيدة خلال السنوات القليلة الماضية، إضافة إلى الإعلان عن إشهار إسلام سيدتين من الجنسية الفلبينية مطلع فبراير المقبل. ولفتت سليمان إلى أن توفير حضانة الطفولة المبكرة داخل المركز، وهي خدمة للأمهات العاملات بهدف تحفيظ الأطفال القرآن الكريم وتعليم مبادئ الدين الإسلامي واللغة العربية والإنجليزية وأمور أخرى، تعين الطفل على الحياة والتعامل مع الآخرين مع رعايته رعاية كاملة.. وإلى نص الحوار: ** ما أهم أهداف مركز محمد بن راشد للتواصل الحضاري؟ من أهم أهداف المركز الاعتناء بفئات وشرائح تحت شعار «المرأة والفتاة والطفل» من المواطنين والمقيمين داخل دولة الإمارات، وتأهيلهم ورفع مستواهم الثقافي والفكري ليكتسبوا خبرات تفيدهم في جميع المناحي بهدف التواصل الحضاري مع الجنسيات كافة. ولدى المركز حالياً 15 جنسية أجنبية نتواصل معها، إذ يتضاعف عدد الجنسيات كل عام نتيجة البرامج التي نقدمها لها. ومن المشاريع التي نتمنى إنجازها في القريب تأسيس ناد للفتيات يقدم لهن دورات تدريبية في جميع الأنشطة الثقافية والاجتماعية والدينية خلال العام الجاري، كما نباشر من خلال العضوات العاملات في المركز التوجه لعدد من المدارس لإلقاء محاضرات ثقافية وتنظيم مهرجان الإبداع الرباعي. ومن خلال لجنة تابعة للمركز تضم ست سيدات يتم انتقاء الطالبات المتميزات في العلم والثقافة وفي المواهب، وقد اكتشفت اللجنة أن الكثير من الفتيات يمتلكن حسن تجويد القرآن والإنشاد الديني، وبدورنا نقوم بدعمهن من اجل تنمية وتشجيع مواهبهن، إذ نغطي 20 مدرسة حكومية في دبي، حيث اعترف مديرو هذه المدارس بأن هناك تغييراً في مفاهيم الطالبات. وبخصوص الأطفال ننظم لهم مسابقة في القرآن الكريم من خلال نادي الخميس ونادي السبت، إذ يضم كل ناد 400 طفل وطفلة من عمر أربع سنوات. ** هل يمنح شعار «المرأة والفتاة والطفل» خصوصية للمركز عن باقي المؤسسات التي تتشابه في رسالتها معه؟ بالطبع هذا ما يميز المركز عن بقية المراكز والمؤسسات التي تعنى بتحفيظ القرآن وبقية الأنشطة، وليس هناك أي تداخل بل هناك تنسيق مع المدارس والجامعات بصورة مباشرة. وهناك مؤسسات تدعم المركز مادياً مثل جمعية دار البر وجمعية دبي الخيرية، كما أن هناك تعاوناً بين المركز وكلية دبي الطبية إذ ننظم محاضرات دينية وثقافية وتربوية للطالبات كل 15 يوماً، هذا بخلاف أن المركز يكلف إحدى السيدات تحفيظهن القرآن الكريم. ورغم أن المرأة نصف المجتمع لكنها هي الوحيدة التي تلم شمل جميع المجتمع، إذ قصرنا هدفنا على هذه الفئات دون الرجال حتى نؤكد أن للمرأة دوراً هاماً وحيوياً في إمكانية تواصلها مع الآخرين بشكل حضاري ومميز من خلال تواصلها مع الجنسيات الأجنبية المقيمة في الدولة وبالتواصل أيضاً مع جميع المؤسسات. ** ماذا عن الكادر الوظيفي في المركز؟ يوجد في المركز 20 أستاذة جامعية بعضهن متطوعات والبعض الآخر موظفات بأجر ويغطين جميع المجالات الدينية والثقافية والتربوية، علاوة على أن هناك إشرافاً من قبل دائرة الشؤون الإسلامية بالأخص على اختبارات حفظ القرآن. وعن طريق المركز فتحنا عدداً من المساجد في مردف وديرة وأم سقيم، كما يقدم المركز خدمات لسيدات وفتيات وأطفال هذه المناطق بإعداد محاضرات دينية وثقافية لهم داخل هذه المساجد. ** ما أهم الخدمات التي يقدمها المركز للجنسيات غير العربية؟ يتعامل المركز مع ماليزيا وتايلاند وإندونيسيا وتركيا وسنغافورة وباكستان وإيران وفرنسا وبريطانيا. ومن أهداف المركز عقد جلسات بين هذه الجنسيات والجنسيات العربية بهدف تبادل الثقافات والمعارف. كما يتمثل دور المركز مع الأجنبيات غير المسلمات في إعطاء معلومات وفيرة عن تعاليم الدين الإسلامي من خلال محاضرات تلقيها عليهن دكتورة في المركز تعمل في مجال الدعوة، وحين تقتنع إحداهن وتستعد لدخول الإسلام نتواصل مع دائرة الشؤون الإسلامية بهدف تأهيلهن من خلال دورات أخرى أكثر عمقاً تمهيداً لإشهار إسلامهن أمام محاكم دبي. وبلغ عدد المسلمات الجدد اللواتي أسهم المركز في إشهار اسلامهن 25 سيدة خلال السنوات القليلة الماضية، كما أن هناك سيدتين من الجنسية الفلبينية تستعدان لإشهار إسلامهما بعد انتهاء دورة مطلع فبراير المقبل. ويتواصل المركز مع المسلمات الجدد عن طريق المشرفة المختصة بشؤون الجاليات الأجنبية في المركز لإعطائهن دروساً في اللغة العربية والعبادات يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع. ما ملامح خطة عملكم في العام الجاري؟ وما هي مصادر تمويلكم؟ على خلاف الدعم الذي يوليه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، للمركز فهناك بعض المؤسسات الحكومية والخاصة التي تقدم الدعم المادي للمركز. ولدينا قطعة أرض في منطقة البرشاء مساحتها 20 ألف قدم مربعة، إذ نستهدف بناء مركز في هذه المنطقة العام المقبل من خلال تبرعات أهل الخير ومن المتوقع أن تصل تكلفته إلى 15 مليون درهم. ومن أهدافنا في الخطة الجديدة تأهيل الفتيات المواطنات وتدريبهن في جميع النشاطات لتمكينهن من العمل في المركز الجديد في البرشاء، وكل ما نأمله أن نجد من يتكفل بهذا المشروع كصدقة جارية لأن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم لم يقصر، وباستطاعة سموه أن يتكفل بالمشروع لكنه دائماً يحبذ العمل الجماعي. كما يتواصل المركز مع شركات خاصة وبنوك إسلامية ومؤسسات العمل الخيري للحصول على الدعم المالي، خصوصاً دعم الجوائز التي يقدمها المركز للفائزين في المسابقات ومنها مسابقة القرآن الكريم على سبيل المثال. ** هل يخطط المركز لإيصال رسالته خارج الدولة؟ أكثر تواصلنا مع السيدات العربيات في عدد من الدول، فهناك تعاون مثمر مع جمعيات نسائية في الكويت والمغرب العربي والسعودية والبحرين وقطر وأكثر الأنشطة تتم حالياً مع الجانب الكويتي، خصوصاً مركز الإشراق. وبالتنسيق مع مركزنا ننظم كل أربعة أشهر رحلات تخييم للفتيات إذ أقمنا أسبوعاً في بيروت وآخر في المغرب وأسابيع أخرى في عدد من الدول الإفريقية. كما ينظم عدد من الوفود من الأقطار الخليجية الأخرى زيارات للمركز بهدف التعرف إلى أهدافنا ومبادراتنا، ونجم عن ذلك أن البعض تشجع على تأسيس مراكز في أوطانهم بأهداف المركز نفسها. ماذا عن الأنشطة التي يقدمها المركز لعضواته؟ ينظم المركز عن طريق إحدى المدرسات فيه، وهي متخصصة في تدريس وتعليم قواعد الحاسب الآلي، دورات في التقنيات والبرامج الحديثة، ويعتبر هذا النشاط من ضمن النشاطات الصيفية. كما ننظم دورات في فن القيادة وتطبيق رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في هذا الشأن باختيار الفتيات المتميزات من المدارس والجامعات واستقطابهن للنادي الصيفي في المركز لمنحهن دورات تنشيطية في كيفية التحاور مع المجتمع الخارجي وتعلم لغة الحوار سواء في بيتها وخارج مجتمعها. ويبلغ عدد الطالبات العضوات في المركز 16 طالبة ينسقن فيما بينهن لزيارة الأسر الفقيرة في عجمان ورأس الخيمة والشارقة لتوزيع المعونات تحت إشرافنا، ونحن بدورنا نشجعهن على العمل الخيري والتطوعي بإمدادهن بقائمة من الأسر الفقيرة في هذه الأماكن من خلال تعاملنا مع عدد من الجمعيات الخيرية مثل جمعية الإحسان في عجمان. ** هل يفرض المركز رسوماً شهرية على عضواته مقابل الخدمات التي يقدمها لهن؟ توجد في المركز حضانة الطفولة المبكرة وهي خدمة للأمهات العاملات سواء من المقيمات بالقرب من منطقة المركز في البديع أو من أماكن بعيدة مثل البرشاء والقوز. ومن شروط المركز قبول أعمار الأطفال من عامين ونصف العام إلى أربعة أعوام ونصف، إذ يبلغ عددهم حالياً 35 طفلاً وطفلة يتم إلحاقهم بهذه الحضانة مقابل رسم شهري قيمته ألف درهم. وتعتبر حضانة المركز الوحيدة على مستوى الدولة التي تقوم بتحفيظ القرآن وتعليم الدين الإسلامي واللغة العربية والإنجليزية وأمور أخرى تعين الطفل على الحياة والتعامل مع الآخرين، مع رعايته رعاية كاملة من خلال مربيات ومحفظات القرآن الكريم ومعلمات اللغة العربية. وبدأنا مشروع الحضانة بـ6 أطفال فقط حتى تضاعف العدد الآن، لكن كون المركز مؤسسة غير ربحية لا نتمكن من تلبية رغبات الأمهات في إلحاق أطفالهن بأعداد ضخمة، ونتيجة ضيق المكان في المركز أحياناً هناك مناسبات يتم تنظيمها في مجلس داخل منزلي ليستوعب أكبر عدد من العضوات والضيوف. أما فئة الفتيات فيتم إلحاقهن بنادي الفرح وهو مخصص لهن يومي الخميس والسبت من كل أسبوع لمدة ساعتين ونصف الساعة، ويتم قبولهن من سن الرابعة حتى 16 عاماً ويتلقين الدورات التي ذكرناها آنفاً، إذ يبلغ عدد الفتيات الآن في المركز 400 فتاة باشتراك مجاني. أما السيدات العربيات فيحضرن للمركز يومياً، بينما نخصص يومي الاثنين والخميس أسبوعياً للجنسيات الأخرى، إذ ينظم المركز برامج يومية في حفظ القرآن وتجويده وتعليم أصول الفقه واللغة العربية للأجانب، ويبلغ عدد المترددات إلى المركز نحو 250 سيدة. والمركز يقوم باستضافة أساتذة جامعات لإقامة دورات ثقافية وتعليمية حسب طلبات العضوات، وفي مقر المركز القديم بجوار المستشفى الإيراني يتم توزيع عدد من العضوات. سيرة ومسار تترأس نورما محمد سليمان مركز محمد بن راشد للتواصل الحضاري. تخرجت سليمان في جامعة الإمارات كلية العلوم الإدارية والسياسية، واستطاعت خلال عملها في رئاسة المركز على مدار 13 عاماً الوصول بأهدافه إلى أعلى المعدلات من التواصل الحضاري ونشر الثقافة الإسلامية والقيم والعادات بين 250 سيدة يمثلن 15 جنسية مقيمة في الإمارات، إلى جانب تنظيم دورات في تحفيظ القرآن لأكثر من 400 طفل وطفلة، علاوة على تقديم خدمات لـ50 فتاة هن عضوات نادي الإشراق التابع للمركز. كما نجحت سليمان في مد الخدمات خارج نطاق المركز، إذ تمكن فريق عمل المركز من زيارة عدد من المدارس الحكومية والخاصة لإلقاء محاضرات دينية وثقافية بهدف تأهيل الطلبة وإعدادهم لتعزيز مسيرة التنمية الشاملة في الدولة. نبذة تأسس مركز محمد بن راشد للتواصل الحضاري «المركز الثقافي النسائي» في العام 2001 تحت شعار «المرأة والفتاة والطفل» بهدف توثيق العلاقات مع باقي الجاليات الأخرى العربية منها والأجنبية. كما يستهدف المركز نشر الوعي الديني والثقافي بين النساء والأطفال المواطنين والوافدين، إلى جانب التزام المرأة والفتاة بعادات وتقاليد الإمارات، وإنشاء جيل واع صالح في مجتمع متماسك بالتعاليم الدينية. ومن أهم أهداف المركز أيضاً تحفيظ القرآن الكريم بوسائل محببة وحديثة للنساء والفتيات والأطفال لتحقيق رؤية واضحة نحو مستقبل زاهر مليء بالنجاحات، من خلال تشجيع كل من الطفل والفتاة والمرأة على حفظ كتاب الله والتقيد بتعاليمه السمحة، ليتمكن المركز في النهاية من تربية جيل صالح واع، وزوجة صالحة ومربية فاضلة يقتدى بها.