الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

السبعة وذمتها

«عامل السبعة وذمتها»، مثل شائع وقديم جداً يتداوله أهل بلاد الشام، حيث يقال للشخص الذي يرتكب المعاصي ويعترف بها علناً. ولأن معظم من يتداوله أو يسمع به لا يعرف معناه الحقيقي، أو حتى أصله وأنا منهم، فإنني سأنقل بأمانة كاملة ما قرأته من تفصيلات وتفسيرات عنه. الرقم «سبعة» في هذا التعبير يُنسب إلى الفواحش السبع، أو ما يعرف بالكبائر السبع التي وردت في الآية 31 من سورة النساء في القرآن الكريم (إِنْ تَجْتَنِبُوْا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيْمًا)، وهي: القطع بالإشراك بالله، وقتل النفس التي حرّم الله قتلها، وقذف المحصنات، أي التعرّض للنساء المتزوجات واتهامهن بالزنا من غير دليل قاطع، وأكل مال اليتيم، والفرار من الزحف أو الحرب عند لقاء العدو، والارتداد عن الإسلام، وأكل الربا، أي فرض الفوائد الفاحشة على محتاج بما لا يطيق ولا يستطيع سداده. أما بالنسبة لـ «الذمة»، فهي تعني بالمختصر المفيد «إثبات الشيء»، أي إثبات الفاحشة أو العمل السيئ الذي قام به الشخص المقصود. وعند الجمع تصبح «السبعة وذمتها»، أي ارتكاب إحدى الكبائر السبع وإثباتها، ولكن وللأسف الشديد أصبحت هذه الجملة أو المثل الشعبي كما يفضله البعض، يُطلق على الجميع دون استثناء، أي من دون تأكيدات أو إثباتات دامغة، أو كنوع من الفكاهة والتنكيت بين الأصدقاء. في الختام، ولأنني من محبي الرقم «سبعة» الإيجابي، فيجب أن لا ننسى أن الله «جلّ جلاله» خلق كل شيء في ستة أيام وفي اليوم السابع استوى على العرش.