الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

العلاج بالماء الساخن

من الصعب تصديق هذا الكم الهائل من الحقائق العلمية المتدفقة بوضوح المعرفة وظمأ البحث عن ينبوع الطب البديل أو الشمولي في الفترة الأخيرة، إذ كيف نفند بين الحقيقي منها والوهم، ونحن الذين نقع في المنطقة الوسط بين واقع يعاني فيه أغلبنا من نتائج الحياة العصرية التي نعيش وبين طريق معبد من الوعود السهلة بالخلاص. على غرار كتاب «السر» لروندا بايرن والذي لاقى نجاحاً عظيماً منذ نشره عام 2006، برزت نظريات كثيرة تبيع الأحلام وعوداً جميلة يحلف البعض أنه قام بتجربتها لا بل تحقيقها، بينما يكتفي البعض بإدراجها ضمن مجموعة الأكاذيب التي يتم استغلال العقول الضيقة بها. حضرت مؤخراً ورشة عمل جمعتني بالدكتور فارس بن راشد بن سالم الحجري، مكتشف العلاج بالماء الساخن، والذي يستدل بمجموعة من الحقائق العلمية والآيات القرآنية بالإضافة إلى أقوى البراهين المدعمة بتقارير طبية بما لا يدع مجالاً للشك حول تخلصه هو شخصياً من عدة أمراض أهمها الربو والصداع النصفي والصدفية وعلاج أفراد أسرته من بينهم ابنه من الحمى القرمزية وزوجته من ارتفاع الكوليسترول وأخت زوجته من السرطان بالاعتماد على الماء الساخن وحده. يوضح الدكتور فارس الحجري أنه عبر الماء الساخن يمكن أيضاً تعديل السلوك وعلاج عدد من الأمراض النفسية وتقوية المناعة، بالإضافة إلى التخلص من الوزن الزائد دون الحاجة لزيادة معدل الرياضة. ولأنه ليس من عادتي الاقتناع بشيء دون تجربته والخوض الكافي فيه، فإني أدعوكم ونفسي لتجربة هذا النوع من العلاجات خصوصاً أنه لا يتطلب أي تكاليف ولا يحتوي على خطورة أو أعراض جانبية. ببساطة، الأمر يعود إلى تحسين أسلوب الحياة والمحافظة على الصحة التي أتمنى دوامها لنفسي كما أدعو بها للجميع. يقول الدكتور في مطلع كتابه «معجزات وعجائب العلاج بالماء الساخن»: «عاشت والدتي ـ رحمها الله ـ حياة مليئة بمعاناة صحية نتيجة إصابتها بمرض منذ أن كنت في الثانية من عمري. فيما ظلت تعاني المرض نفسه لمدة أكثر من ثلاثين سنة وقد أجريت لها أكثر من عشر عمليات جراحية باطنية طوال فترة مرضها منها سبع عمليات جراحية في أفريقيا وثلاث منها في المملكة المتحدة». يكمل الدكتور سرد معاناته جراء هذا المرض الطويل وغياب الوالدين والذي نتج عنه تفرق الأبناء في المسكن بين الأعمام، ورغبة ملحة لدى الدكتور فارس الحجري منشؤها الإيمان بوجود علاج من صنع الخالق الذي ما خلق داء إلا وله دواء. يستدل بعدها الدكتور بخصوص نظريته حول العلاج بالماء الساخن والذي تبلغ درجة حرارته نحو الخمسين درجة مئوية ويكون تناوله خالياً من أي إضافات على عدة كؤوس طوال اليوم يبلغ مجموعها نحو الثلاثة لترات وتزيد إلى أربعة أو خمسة لترات صيفاً وبانتظام تام، ببداية الإنسان في رحم الأم حيث يكون محاطاً بالسائل الأمنيوسي الذي يوفر له الحماية ويكفل له البقاء سليماً معافى طوال فترة الحمل. هذا السائل يحتوي في تركيبه على 99 في المئة من الماء وتبلغ درجة حرارته 37.5 درجة مئوية أي يعتبر ساخناً. أيضاً، فإنه يرى في تساوي نسبة الماء على كوكب الأرض ونسبته في جسم الإنسان (75 في المئة) سراً آخر يشير بوضوح إلى الدور الكبير الذي يلعبه الماء الساخن أو «الكنز المفقود كما يسميه الدكتور» في علاج أغلب الأمراض بالإضافة إلى المستعصية منها. كذلك، فإن الماء الساخن يوفر الطاقة بالطريقة ذاتها التي توفرها الأطعمة من سكر وأحماض أمينية ودهون إنما دون أي سموم أو بقايا. الطاقة في الماء الساخن تأتي من احتراق الهيدروجين بذرات الأوكسجين في تفاعل كيميائي (ثيرموديناميكي) ناتج عن تسخين الماء. لشرب الماء الساخن طريقة معينة قام الدكتور بتوضيحها كالآتي: كأس (500 ملل) صباحاً، كأسان قبل الغداء، كأس قبل الغداء بربع إلى نصف ساعة، كأسان فترة العصر، كأس قبل العشاء بربع إلى نصف ساعة وكأس أخيرة قبل موعد النوم بساعة. أتمنى أن تشاركوني هذه التجربة.. وبانتظار ما يكون.