الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

ألحان الأعزب

والده سويسري ووالدته من أصول إسبانية، وهو فرنسي الهوية وإسباني النية، ولهذا عاش (موريس رافيل) مع أمه إلى أن وافتها المنية، وقد كان حينها قد بلغ الـ 42 من العمر، وأبى فكرة الزواج بل لم يفكر يوماً في هذا الأمر، فبقيت حياته العاطفية سراً، يُحلق في خيالنا نسراً، يبحث بيننا عن وجه الحقيقة، لعله يكشف لغز ألحانه الرقيقة! حيث اختلطت مؤلفاته الحسية، بأسلوب الحقبة الرومانسية، على الرغم من حلول العصر الحديث، وتطوّر الموسيقى واستمرار التحديث.

تأثر كثيراً بالفرنسي (ساتي) الموسيقي المتميز، فانعكس ذلك على موسيقاه بشكل مميز، كما وصفه الموسيقار (سترافينسكي) بأنه الملحن «صانع الساعات السويسرية»، رمزاً لدقته الشديدة في أساليب التلحين واهتماماته التفصيلية.

والجدير بالذكر أن (رافيل) شارك في الحرب العالمية الأولى، لتُهزَم روحه من أول جولة، وقبل هزيمة أي دولة، حتى إنه دفن في صدره أغلب أعماله بذلك الوقت، تحت أنقاض السلام وفوق الدمار والكبت، ولم يكتب بعدها شيئاً إلا بعض أنغام الرثاء، ليهديها إلى روح أحد الجنود الأصدقاء.


لاحقاً أُعجب بموسيقى الجاز، حد العجز والإعجاز، فأثمر معنى الإنجاز، بمقطوعات تَفُوقُ التَّفوق ذاته، ليتغلب بها على ذاته، إلى أن أصيب في حادث سيارة أجرة، صدم فيها رأسه ليقرر عندها الهجرة، إلى عالم النسيان، حيث لا يعيش الإنسان.


[email protected]